تقرير امريكي يكشف علاقة حزب الله بملك المخدرات في لبنان
طالبت لورين فريدريكس الباحثة في برنامج “راينهارد للاستخبارات ومكافحة الإرهاب” الحكومة الأمريكية اعلان رغبتها في صدور حكم في قضية “دقو”.التى تكشف عن تجارة حزب الله في المخدرات وقد يساعد توجيه الاهتمام الدولي على هذه القضية في إفشال سعي دقو إلى الحرية عن طريق الرشوة.
بالإضافة إلى ذلك، على المسؤولين الأمريكيين التحقيق في العلاقات بينه وبين صفا، الذي أدرجته وزارة الخزانة الأمريكية على لائحة دعم الإرهاب عام 2019. وقد تكون إحدى النتائج المحتملة معاقبة “ملك الكبتاغون” نفسه.
ونظراً إلى صلات دقو بالاتجار الدولي بالمخدرات وإحدى أبرز المنظمات الإرهابية في العالم .ونشر معهد واشنطن لسياسات الشرق الادني تقرير كشف فيه عن علاقة ملك المخدرات بحزب الله وجاء في التقرير في 6 أبريل الماضي انعقدت “محكمة الجنايات” في بيروت لإصدار حكم في قضية حسن محمد دقّو المعروف على نطاق واسع باسم “ملك الكبتاجون” في لبنان.
وهو أحد أنواع الأقراص المخدرة الجديدة، وكان قد تم توقيفه في بيروت عام 2021 بسبب علاقاته الوثيقة مع «حزب الله» وجهوده لتهريب [الكبتاجون] إلى اليونان وماليزيا والسعودية. ولكن بدلاً من إصدار حكم بحقه في الشهر الماضي، قام القاضي سامي صدقي بتعليق القرار إلى أجل غير مُسمّى، الأمر الذي أثار القلق حول سماح الطبقة الحاكمة الفاسدة اللبنانية لدقّو بالانزلاق بين ثغرات القوانين والعودة إلى عالم الجريمة للاقتصاد غير المشروع في البلاد.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يفلت فيها هذا المواطن السوري من العدالة. فعلى سبيل المثال، تم القبض عليه للمرة الأولى بعد انتقاله إلى لبنان في سبتمبر 2015 – على وجه التحديد في بعلبك، عاصمة نفوذ «حزب الله». وعلى الرغم من عثور دورية عسكرية على مخدرات في منزل دقو، إلا أنه تم إطلاق سراحه بعد ذلك بفترة وجيزة. وسرعان ما بدأ، بمساعدة «حزب الله»، بإعادة تشكيل المجتمعات اللبنانية واستغلالها على طول الحدود مع سوريا.
وعن تاريخ دقو في تأسيس الشركات الوهمية والعمل تحت مظلة حزب الله قالت الباحثة لورين فريدريكس افتتح دقو صالة عرض للسيارات والعديد من الشركات الوهمية في سوريا والأردن ولبنان قبل أن يبدأ باستيراد المواد الخام اللازمة لإنتاج الكبتاجون.
وبحلول عام 2018، سعى للحصول على الجنسية اللبنانية أيضاً ونجح في ذلك، وبدأ يشتري مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية – بساتين التفاح والكرز والزيتون – الممتدة من قرية طفَيل اللبنانية إلى قرية عسل الورد السورية. وبعد الانهيار الجزئي لسوريا خلال الحرب الأهلية، أصبحت هذه المنطقة الواقعة على بعد (ثمانية وخمسين كلم) فقط من دمشق تحت سيطرة «حزب الله» المباشرة، مما أدى بشكل أساسي إلى عزل طفيل عن الدولة اللبنانية.
واعتباراً من منتصف عام 2020، اشترت شركة “سيزر” للإنشاءات التابعة لدقو 13 مليون متراً مربعاً من الأراضي المحيطة بطفيل تحت ستار توفير فرص العمل والاستثمار المحلي. ولكن بدلاً من وفاء دقو بوعده “بتوظيف شباب البلدة” وتوفير فرص عمل في مصانع جديدة ومصانع الإسمنت، قام بتدمير المحاصيل (من بينها حوالي 450 ألف شجرة فاكهة) وهدم العديد من المنازل بالجرافات. وقد رافقت عناصر مسلّحة تابعة لـ «حزب الله» المقاولين المشرفين على هذه العمليات وأُجبِر الكثير من السكان على الاختيار بين دفع رشوة أو التهجير القسري عن منازل أجدادهم.وعندما قدّم منصور شاهين، أحد سكان المنطقة، شكوى ضد “سيزر”، حكم القاضي لصالحه، وأمر محافظُ بعلبك الشركة بوقف البناء.
ومع ذلك، استمرّت عمليات الهدم. وفي يوليو 2020، تعرّض شاهين للضرب على يد عناصر من «حزب الله»، واقتيد من منزله، وسُلِّم إلى “الفرقة الرابعة في الجيش السوري”، وفقاً لأربعة شهود. وعند إطلاق سراحه بعد ثلاثة أشهر، سارع شاهين إلى اتهام دقو ومختلف شركائه باختطافه في محاولة لترهيب سكان طفيل. وأدّى ذلك إلى اعتقال دقو للمرة الثانية، ولكن تم إطلاق سراحه مجدداً بعد أيام قليلة، واستمر في الإشراف على بناء مصانع جديدة مشبوهة على الأرض التي تم تطهيرها.
وبالنظر إلى الأدلة المتاحة، يبدو أن هناك هدف واضح من هذه المصانع: فقد بنى “ملك الكبتاجون” في لبنان مملكة كبتاجون. واستملك دقو قصوراً كبرى في طفيل وغرب سوريا، تبلغ قيمة كل منها ملايين الدولارات، ينتقل منها إلى مساكن مختلفة في زحلة وبيروت بمرافقة موكب من اثنتي عشرة سيارة ورجال مسلّحين.
وقد ساعده مسؤولون لبنانيون من وراء الكواليس في تشكيل هذه الإمبراطورية. فعلى سبيل المثال، أثناء تولي محمد فهمي، حليف «حزب الله»، منصب وزارة الداخلية منح دقو الإذن ببناء خمس حظائر ضخمة في طفيل، تخضع جميعها حالياً لحراسة مشدّدة وتكتنفها السرية. واشترى دقو أيضاً سيارة مصفّحة من وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق؛ كما تنشر صفحته على “فيسبوك” صوراً له مع نائب «حزب الله» إبراهيم الموسوي.