تزايد الغضب الشعبي في غزة: اتهامات لحماس بالفساد والقمع
تشهد الأشهر الأخيرة تصاعدًا في الأصوات المعارضة لحركة حماس داخل قطاع غزة، مع تزايد الغضب الشعبي جراء الخسائر الفادحة التي لحقت بالقطاع منذ بداية الحرب.
ونُقل الناشط الفلسطيني المعروف بتنظيم احتجاجات مناهضة لحركة حماس، أمين عابد، إلى المستشفى في حالة حرجة بعد تعرضه لاعتداء عنيف من قبل مجموعة من الرجال الملثمين.
وأوضح عابد، البالغ من العمر 35 عامًا، أنه اختطف من قبل خمسة أشخاص بالقرب من منزله بعد ظهر يوم الاثنين، حيث تم نقله إلى منزل شبه مهدم وتعرض للضرب المبرح ووُصف بـ”عميل لإسرائيل” و”خائن”.
وعبّر عابد عن عزمه على مواصلة التعبير عن رفضه للهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مؤكدًا على حقه في الاحتجاج. وقد كتب عابد انتقادًا طويلًا لحركة حماس على فيسبوك، متهمًا إياها بـ”تقسيم الشعب الفلسطيني” و”سحق حلمهم في إقامة دولة”، قائلاً: “لقد تعبنا أيها العالم، لقد تعبنا حقًا”.
وفي رد فعل على الحادثة، أصدرت حركة فتح، التي تمثل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية والمنافس السياسي لحركة حماس، بيانًا يوم الإثنين أدانت فيه “الاعتداء الصارخ على الناشط أمين عابد في غزة”.
وعلى الرغم من عدم ذكر حماس بالاسم، إلا أن البيان حمل “سلطات الأمر الواقع في غزة” المسؤولية عن سلامة عابد واتهمها بالسماح بانتشار “الإجرام” في القطاع.
ويطلق سكان غزة على مجموعة من قادة حماس الأثرياء الذين فروا من القطاع مع بداية الحرب اسم “اليهود الجدد”. هؤلاء التجار، الذين يعيشون الآن حياة مرفهة في فنادق الدوحة واسطنبول الفاخرة، يتهمهم سكان غزة بالتخلي عنهم واستغلال الأزمة لزيادة أرباحهم، مما يزيد من الغضب الشعبي تجاه حماس.
وقي وقت سابق كشفت وثائق استخبارية عن وجود فجوة متزايدة بين سكان غزة وقيادة حماس، حيث تم ضبط إيصالات تشير إلى شراء مجوهرات فاخرة بقيمة آلاف الدولارات من قبل معاد إسماعيل هنية، نجل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. ويُعد هذا أول دليل علني على حياة الترف التي يعيشها قادة حماس وعائلاتهم، مما يفاقم من غضب الفلسطينيين في القطاع الذين يعانون من أوضاع معيشية قاسية.
وتشير المصادر إلى أن النفوذ السياسي المتزايد لإسماعيل هنية في قطاع غزة قد ترافق مع تضخم ثروته، والتي يخفيها بشراء العقارات والأراضي باسم أبنائه، كما أن تجارة الأنفاق تعد المصدر الرئيسي لهذه الثروة.
وتورط ابنه، الذي يشغل منصبًا قياديًا في الحركة، في قضايا فساد حيث تم توقيفه عند معبر رفح وبحوزته حقيبة تحتوي على ملايين الدولارات.
ولم يقتصر الفساد على قيادات الصف الأول فقط، بل شمل أيضًا قيادات الصف الثاني، مثل المستشار الاقتصادي لإسماعيل هنية، علاء الدين محمد حسين الأعرج، الذي تورط في سرقة الأموال بالتعاون مع موسى السماك وإيهاب الكردي، إلى جانب كوادر أخرى في الحركة بدعم من القيادي أحمد الكرد، المعروف بـ”أبو أسامه”.
كما تورط عيسى النشار، رئيس بلدية رفح، في قضايا فساد واستيلاء على قطعة أرض مساحتها خمسة كيلومترات تقدر قيمتها بحوالي 65 ألف دولار أمريكي بالإضافة إلى فرض ضرائب جبرية على أصحاب الأنفاق وأصحاب المحلات التجارية.
كنا تم ضبط وائل محي الدين سيد الزرد، القيادي في القسم الدعوي بحماس، بعد قيامه بعملية اختلاس تُقدر بـ 45 الف دولارأمريكي، وجاءت الأموال كمساعدة من السعودية لصالح جمعية التيسير لزواج المكفوفين في غزة، مما أدى إلى تجميده من العمل الدعوي.
كما تورط عبد الباسط ناموس، العامل في الخدمات الطبية لحماس، في سرقة أدوية تزيد قيمتها عن ربع مليون دولار، وقام يوسف فرحات، مدير الوعظ والإرشاد لحماس، بسرقة أموال المواطنين الذين دفعوا لأداء فريضة الحج. كما قام تيسير فايز عبد الرحمن البرعي، مسئول جهاز الإسناد والمرافقة لحماس، بشراء كميات كبيرة من مواد البناء وإخفائها لإعادة بيعها بأسعار مرتفعة.
وتتستر الحركة على عمليات السرقة التي تقوم بها عناصرها المسلحة، حيث شنت هجمات على البنوك والمؤسسات المالية في غزة، كما داهمت شرطة حماس الفرع الرئيسي للبنك الإسلامي في حي الرمال وصادرت 16 ألف دولار.
وقامت الحركة أيضًا بسرقة الأموال التي جمعها النائب البرلماني البريطاني السابق جورج جالاوي لصالح المنكوبين في غزة، وسحبت صلاحيات صالح الرقب، وكيل وزارة الأوقاف في حكومة حماس، بتهمة الفساد واختلاس أموال الوزارة.
وأشارت التقارير إلى أن حركة حماس تستثمر الأموال القادمة كمساعدات في مشروعات واستثمارات خارج غزة، حيث بلغت استثماراتها في سوريا قبل الثورة 550 مليون دولار. كما تحصل الحركة على تمويلات كبيرة من قطر واليمن وإيران، وتستخدمها في مشروعات تدر أرباحًا لقياداتها.
وفي الوقت الذي يعاني فيه أهالي القطاع من الجوع، تواصل حماس الحرب في غزة من أجل “طوفان مالي” كما صرح قادة الحركة وأبرزهم خالد مشعل.