المعارضة السورية تستولى على 50 قرية فى حلب
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مسلحين اخترقوا حلب ثاني أكبر مدينة في سوريا بعد تفجير سيارتين مفخختين ، اليوم الجمعة، واشتبكوا مع القوات السورية على الحافة الغربية للمدينة.
وهذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها المدينة لهجوم من قبل مسلحين منذ عام 2016، عندما طُردت من الأحياء الشرقية في حلب في أعقاب حملة عسكرية شاقة حظيت فيها قوات الحكومة السورية بدعم من روسيا وإيران والجماعات المتحالفة معها.
وقال شهود عيان في مدينة حلب إن السكان فروا من الأحياء الواقعة على الطرف الغربي للمدينة بسبب الصواريخ وتبادل إطلاق النار.
فى حين قالت القوات المسلحة السورية في بيان يوم الجمعة إنها اشتبكت مع المسلحين في ريف حلب وإدلب، ودمرت العديد من طائراتهم بدون طيار وأسلحتهم الثقيلة. وتعهدت بصد الهجوم واتهمتهم بنشر معلومات كاذبة عن تقدمهم.
ويتقدم آلاف المسلحين باتجاه مدينة حلب منذ الهجوم المفاجئ الذي أطلقوه يوم الأربعاء، حيث استولوا على العديد من البلدات والقرى على طول الطريق.
ويأتي الهجوم في الوقت الذي انشغلت فيه الجماعات التابعة لإيران، التي دعمت قوات الحكومة السورية منذ عام 2015، بمعركتها الخاصة في الداخل.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المسلحين فجروا سيارتين مفخختين على الطرف الغربي للمدينة يوم الجمعة.
وذكرت وكالة الأناضول التركية الرسمية أن مقاتلي المعارضة دخلوا وسط مدينة حلب الجمعة، مضيفة أن المسلحين”تمكنوا من اختراق خطوط دفاع قوات النظام على طول محور الحمدانية وحلب الجديدة والزهراء على مشارف المدينة”.
وأضافت أن المسلحين يسيطرون الآن على نحو 70 موقعا في محافظتي حلب وإدلب.
وذكرت وسائل إعلام سورية رسمية في وقت سابق الجمعة أن مقذوفات أطلقها مسلحون سقطت على سكن طلابي بجامعة حلب في وسط المدينة، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، بينهم طالبان.
وذكر التقرير أن وسائل النقل العام المتجهة إلى المدينة تم تحويلها أيضا من الطريق السريع الرئيسي الذي يربط حلب بالعاصمة دمشق لتجنب الاشتباكات.
وتقدم المقاتلون أيضًا نحو مدينة سراقب في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، وهي منطقة استراتيجية من شأنها تأمين خطوط الإمداد إلى حلب.
وكان التقدم الذي أحرزته فصائل المعارضة هذا الأسبوع أحد أكبر التقدمات التي حققتها، بقيادة هيئة تحرير الشام، ويأتي بعد أسابيع من انخفاض وتيرة العنف.
ويعد هذا أشد قتال في شمال غرب سوريا منذ عام 2020، عندما استولت القوات الحكومية على مناطق كانت خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.
وقالت القوات المسلحة السورية إن المسلحين ينتهكون اتفاقا تم التوصل إليه عام 2019 لخفض التصعيد في القتال في المنطقة، التي كانت آخر معقل للمعارضة منذ سنوات.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عشرات المقاتلين من الجانبين قتلوا في المعارك التي بدأت يوم الأربعاء. واستولى المسلحين على أكثر من 50 قرية في تقدمهم، وهو ما يبدو أنه فاجأ القوات الحكومية على حين غرة.