الكورد في ايران يُعْلَنونَ عَنْ مَشروع دولتهِم
عارف باوجاني
لماذا نسعى لأقامة دولة شرق كوردستان ؟
في البداية ننوه للقارئ الكريم بأن نشر هذا المقال لايعني تنفيذ المشروع و إعلان الدولة والشروع بمهامها، وإنما المشروع في طور الاعداد من قبل اللجنة المكلفة بكتابة واعداد المشروع و لم يكتمل بعد بشكل رسمي ،وعند اكتماله، سيعلن عنه لشعب كوردستان والعالم في الزمان والمكان المناسبين. ما نريد الإشارة إليه هنا اننا نريد أن نضع المشروع أمام أعين وبين يدي الرأي العام الكوردستاني، و بالاخص من هم حريصون على مستقبل شرق كوردستان. وكذلك الشخصيات والنخب والمختصين لإبداء آرائهم و وجهات نظرهم لإثراء المشروع وإعداده بشكل علمي و تنوير جماهير شعبنا بأهداف المتوخات من وراء المشروع. السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه هو،ماهي المهام التي يمكن ان تؤديها او تنجزها الدولة في المنفى؟ لا شك أن غالبية المراقبين والمحللين السياسيين واقفين ان هناك فرق أو تباين كبير بين تشكيل الدولة على الارض وفي المنفى، لكن القومية او الشعب الرازح تحت الاحتلال والمهجر قسرا من وطنه والرافض للتواجد الاجنبي على ترابه يمكنه إرسال هذه الرسائل عبر إعلان حكومة المنفى. ١-يمكنه عبر هذه الدولة أن يضفي الشرعية على نضاله وحقيقة تأريخه وجذوره الذي يمتد لألاف السنين. ٢-رفض احتلال أرضه وعده ظلما مفروضا عليه من قبل قوة اجنبية. ٣- التأكيد على انه ليس جزءاً من السلطة الحاكمة، على سبيل المثال المحتل الفارسي الايراني احتل التراب الكوردستاني بالقوة وشوه الحقائق التاريخية و التراث والعادات والتقاليد الكوردية من اجل مسخ الهوية القومية وصهرها في بودقة الثقافة والتراث الفارسي. ٣-تشكيل دولة كوردستانية في المنفى، يعزز الثقة بالنفس لدى المواطن الكوردستاني ويرفع من معنوياته، وهي رسالة لشعبنا في داخل وخارج الوطن مفادها انك شعب مختلف عن الشعوب الاخرى، وكانت لنا دولة مستقلة منذ مملكة ماد وصولا إلى جمهورية كوردستان في مهاباد في منتصف القرن الماضي، لكن الأعداء حاولو ومايزالون يحاولون طمس هويتنا وتهجيرنا من أرضنا بالقوة. ٤-عبر هذه المؤسسة(الحكومة في المنفى) نحاول ايصال هذه الرسالة الى طبقات الشعب بأن البقاء تحت ظلم واستبداد المحتل لم يكن بمحض ارادتنا، وكذلك ايصال رسالة للمحتل الذي يسرق ثروات وتاريخ وطننا مفادها، اننا لانفتخر ولا نتباهى بأنتمائنا لأيران،بل نعد ذلك عيبا وعارا علينا. ٥-على المستوى الدبلوماسي والتعاطي مع المجتمع الدولي، إيصال الصوت والتحدث للعالم كجهة حكومية جامعة افضل من النشاط الدبلوماسي الحزبي الذي يحجم دور الشعب في اطار حزبي ضيق. وبشأن اختيار مصطلح (الدولة) هناك عدة آراء وأسئلة تخطر على بال البعض ومنها لماذا تم اختيار مصطلح الدولة بدلا عن الحكومة؟ لاشك ان مفهوما الدولة والحكومة يختلفان عن بعضهما البعض، الحكومة هي جهة تنفيذية ينحصر مهامها بين دورتين انتخابيتين، بمعنى بعد كل انتخابات تشكل حكومة وفي نهاية الدورة تنتهي مهماتها،لذلك لا يصح ان نعلن حكومة في المنفى بأعتبار ان مهامها محدد بزمن معين. لكن مصطلح الدولة والمعروف باالانكليزية (state) في جميع القواميس السياسية العلمية تشير إلى موطن أو بقعة جغرافية تسكنها مجموعة بشرية عاشوا عليها وبنوا تاريخهم وحضارتهم عليها، وهذا التعريف بالنسبة للشعب الكوردي هو تعريف قانوني و طبيعي، لأن الدولة الميدية التي تعد أول دولة كوردية أنشأت على أرض كوردستان ومن ثم بسطت سلطتها على مناطق شاسعة اخرى، وهذا بدوره يعني أن تاريخ الدولة الكوردية اعرق من الدولة الفارسية وغالبية دول المنطقة، لذلك جرت محاولات واعدت سيناريوهات خيالية لتشويه تأريخنا وسلب حقوقنا التأريخية في المنطقة. بناءا على ماتقدم فأن اختيار اسم(دولة شرق كوردستان) مبني على دراسة علمية و واقعية و تقييم قومي دقيق،لاجل تبديد جميع المخاوف والشكوك بين المجتمع الكوردستاني الذي يعاني من تشويه تأريخه وجذوره في المنطقة الذي يمتد مئات السنين.