الكنيست يطالب خارجية اسرائيل بدعم تحرير أذربيجان من احتلال طهران
في استمرار لمواجهات بين اسرائيل ودولة الاحتلال الفارسي، طالب عددا من نواب الكنيست الاسرائيلي، من وزارة الخارجية الاسرائيلية بدعم مشروع تحرير أذربيجان المحتلة وضمها إلى دولة اذربيجان.
وشد أعضاء الكنيست الإسرائيلي على الشعب الآذري في المدن المحتلة يستحق الحرية والانضمام إلى دولة أذربيجان الحليف الصديق لإسرائيل في وسط أسيا.
وقبل اسبوعين أجرى الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين ، زيارة إلى بكو والتقى رئيس أذربيجان إلهام علييف وأكد الاثنان على تعميق العلاقات السياسية والأمنية.
افتتح السفارة الإسرائيلية- التي تقع على بعد 17 كيلومترًا فقط من إيران. فتحرك إسرائيل في وسط آسيا وتطوير العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان وتركمانستان لا يمكن تجاهله، إذ له أبعاد دبلوماسية وسياسية واستراتيجية واقتصادية.
وقال كوهين إن “إسرائيل وأذربيجان تعززان التحالف السياسي والأمني بينهما”، مضيفاً أنه بحث مع الرئيس الأذربيجاني”التحديات الإقليمية الاستراتيجية المشتركة التي تواجهنا، وفي مقدمتها الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب”.
ونشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في تقرير لها تفاصيل جديدة عن التعاون العسكري بين إسرائيل وجمهورية أذربيجان، وأعلنت عن تعهد باكو لإسرائيل باستخدام مطارات جمهورية أذربيجان في حال شن هجوم إسرائيلي محتمل ضد منشآت إيران النووية.
وفي مقابل إرسال أسلحة من إسرائيل إلى أذربيجان، سمحت باكو أيضا للموساد بتركيب أجهزة تنصت وتتبع في ذلك البلد ومراقبة أنشطة إيران.
وذكرت صحيفة “هآرتس” أن جمهورية أذربيجان وعدت إسرائيل أيضا بأنها إذا أرادت مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، فسوف يسمح لها باستخدام مطارات جمهورية أذربيجان.
وتعد منطاق أذربيجان المحتلة مناطق صراع بين طهران وباكو في ظل دعم الأخيرة لمجموعات تهدف الى تحرير أذربيجان من الاحتلال الفارسي، فيما تمول ايران مجموعات شيعية موللية لها لقلب نظام الحكم في باكو.
وتمتد اذربيجان المحتلة من قبل طهران محافظة أذربيجان الغربية وأذربيجان الشرقية ومحافظة أردبيل، ومحافظة زنجان. كما أن معظم سكان المنطقة من الأذريين.
ومنذ تفكك الاتحاد السوفييتي واستقلال جمهورية أذربيجان يخشى النظام الإيراني من صعود أصوات انفصالية في الإقليم الأذري شمال البلاد ويخشى من تأثير باكو على ولاء مواطنيه الأذريين الذين يزيد عددهم على 17 مليون نسمة، لما يمكن أن تشكّله أذربيجان من دولة جاذبة لهم.
وتنشط في محافظات أذربيجان الغربية والشرقية وزنجان أو ما يسمي بأذربيجان الجنوبية، جماعات مسلحة تدعو للانفصال عن طهران والانضمام إلى جمهورية أذربيجان، أو أذربيجان الشمالية لتكون دولة قوية للآذر في وسط أسيا.
وعقد اجتماع لجبهة الشعبية لتحرير أذربيجان الجنوبية في باكو في 2013، لوضع خطة لتحرير أذربيجان الجنوبية واستقلالها من إيران؛ ما أثار غضب المسؤولين في إيران، وفي ردود الأفعال الأولى على هذا الاجتماع استدعت الخارجية الإيرانية سفير جمهورية أذربيجان في طهران واحتجت على عقده، معتبرةً أن الهدف منه هو تفكيك إيران وضد السيادة والوحدة الترابية للبلاد.
وكان بعض أعضاء مجلس النواب الأذربيجاني، خلال جلسة للبرلمان، طالبوا بتغيير اسم الدولة من أذربيجان إلى أذربيجان الشمالية، كما طالبوا بإجراء مراجعة قانونية لمعاهدات تاريخية منحت روسيا وإيران الحالية سيطرة على مناطق يعتبرونها أذربيجانية.
كما طالب رئيس حزب الجبهة الشعبية لأذربيجان الموحّدة المعارض قدرت حسن غولييف بإجراء مراجعة قانونية لمعاهدتي غوليستان وتركمانشاي الموقعتين بين روسيا وبلاد فارس بتاريخ 24 تشرين الأول/أكتوبر من عام 1813، و22 شباط/فبراير من عام 1828، انطلاقاً من أن أذربيجان خسرت مناطق واسعة ذهبت السيطرة فيها إلى كل من روسيا وبلاد فارس.
وتعتبر طهران أن علمانية وقومية النظام الأذري منافسًا ومهددًا لأيديولوجيتها فيما يتعلق بتأثيرها، إذ يمثل الأذريون كتلة تصويتية لها وزنها؛ ما سيجعل لأية تغييرات ثقافية انعكاساتها المؤثرة على شرعية النظام على المدى البعيد.
ويشكل استقلال أذربيجان ضربة قوية لطهران، ونهاية المشروع الإيراني بتأسيس إمبراطورية شيعية واسعة، كذلك يُعَدّ بداية لتفكيك الدولة وانهيارها وانحسار النفوذ التاريخي للفرس في المنطقة؛ ما يشكل خطًّا أحمر بالنسبة لقادة النظام الديني في طهران.