الكعبي يكشف لصحيفة مصرية أهداف استقبال طهران لوفد طالبان
أكد الدكتور عارف الكعبي، رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة الشرعية لدولة الأحواز ، ان وصول وفد من حركة طالبان إلى طهران، والاجتماع بمسؤولين في دولة الاحتلال يكشف عن أهدف طهران عبر التقارب مع الحركة السنية الحكامة في أفغانستان.
ولفت الكعبي إلى ان طهران تهدف لاختراق حركة طالبان، لتسيطر على أي خلاف يمكن أن تسببه شبكة حقاني لولاية الفقيه، وما حدث مؤخرا من اشتباكات قبل أسابيع على الحدود الإيرانية الأفغانية خير دليل على ذلك، خصوصا وأن تلك الاشتباكات الحدودية كان يشرف عليها وزير داخلية طالبان نفسه، قائد شبكة حقاني.
وقال رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة الشرعية لدولة الأحواز لـ صحيفة “القاهرة 24” المصرية، إن حركة طالبان من حيث العقيدة تختلف اختلافا جذريا عن ولي الفقيه بإيران، لكن بعد سقوط حكومة طالبان على يد الأمريكان في التسعينيات، إيران كانت لديها مشاكل أيضا مع واشنطن، وفي هذه الفترة كان هناك تنسيق أمني عسكري بين طالبان وطهران، حينما كانت طالبان تحارب التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة آنذاك، وكذلك تهريب بعض قادة القاعدة إلى طهران وتحريك بعض العناصر من أفغانستان إلى بلدان أخرى، كلها كان بالتنسيق بين طالبان والحرس الثوري الإيراني، وبالتالي فطهران لديها خبرة كبيرة جدا في كيفية التعامل والتعاطي والتنسيق مع الحركة الأفغانية المسلحة.
أضاف الكعبي: حينما وصلت طالبان إلى سدة الحكم في أفغانستان خلال الأشهر الفائتة، تخوفت إيران من وصول الحركة لعدة أسباب، أولها: أن حركة طالبان الآن ذات غالبية ساحقة من البشتون، وبالتالي فالحكومة الأفغانية التي انهارت ذات غالبية طاجيكية وبالتالي فالطاجيكيون من حيث اللغة والثقافة قريبون جدا من الثقافة واللغة الإيرانية، رغم كونهم من السنة، أيضا ثمة تخوف إيراني آخر من طالبان، هو بسبب انهيار المجموعات الإيرانية التي كانت تمثل قوة الشاه أحمد مسعود، رغم تعويل إيران كثيرا على الروس والصين والباكستان، لترويض حركة طالبان، بحيث تهدئة الحركة أكثر وألا تمس أمن طهران القومي.
وحول إرسال طالبان وزير خارجيتها إلى طهران في الوقت الحالي، أشار الكعبي إلى أن طهران قد تعترف رسميا بحركة طالبان، فوصول وزير خارجية الحركة لطهران هو بالأساس اعتراف بالحركة لحكم أفغانستان، الأمر الآخر أن حركة طالبان بها أفرع كثيرة، ومنها شبكة حقاني، وهم فصيل من البشتون السنة المناهضون للمشروع الإيراني وللفكر الصفوي، وهم الطرف الأهم الموجود داخل طالبان المناهض لإيران، ويمثل البشتون وزير داخلية طالبان وهو الرجل الأقوى داخل الحركة، ولديه كل الصلاحيات داخل الحركة المسلحة.
وتابع: وصول شخصية تابعة للبشتون ومناهضة لإيران، هو أمر مزعج بالنسبة للإيرانيين، ومن ثم تسعى طهران عبر التقارب الأخير لإحداث مناورة داخل طالبان واختراق الحركة، لتسيطر على أي خلاف يمكن أن تسببه شبكة حقاني لولاية الفقيه، وما حدث مؤخرا من اشتباكات قبل أسابيع على الحدود الإيرانية الأفغانية خير دليل على ذلك، خصوصا وأن تلك الاشتباكات الحدودية كان يشرف عليها وزير داخلية طالبان نفسه، قائد شبكة حقاني.
وأنهى الكعبي حديثه: أيضا النقطة الأهم التي دفعت إيران للتواصل مع حركة طالبان، هي قضية البلوش الإيرانيين، فهناك أيضا بلوش يحاربون إيران على الحدود الإيرانية الباكستانية، وأيضا بلوش يحاربون طهران على الحدود الأفغانية الإيرانية، وهناك بلوش أفغان يحاربون مع البلوش داخل إيران نفسها، ومن ثم رأت طهران ضرورة التقارب مع طالبان، لدفع قادة الحركة للسيطرة على جيوب البلوش التي تحارب الإيرانيين.
وأعلنت طالبان أن وزير خارجيتها وصل طهران يوم السبت لبحث ملف اللاجئين الأفغان والأزمة الاقتصادية المتنامية، في أول زيارة من نوعها للبلد المجاور، منذ استيلاء الحركة المسلحة على السلطة في أفغانستان.
ووفق تقارير دولية، قال المتحدث باسم وزارة خارجية طالبان عبد القهار بلخي على تويتر إن الزيارة تهدف لإجراء محادثات في قضايا سياسية واقتصادية وعبور اللاجئين بين أفغانستان وإيران.
وأوضح في تصريحات صحفية، أن وفد طالبان برئاسة وزير الخارجية أمير خان متقي شارك في لقاء أول مع مسؤولين إيرانيين.