أهم الأخبارمقالات

الغرب والخليج في حرب أوكرانيا

د.نجاة السعيد

ياللعجب! الغرب يتساءل مستغرباً لماذا حلفاء الغرب في دول الخليج «يختارون بوتين في حرب أوكرانيا»؟ فلا نعلم إذا كان هذا السؤال ينم عن جهل أو غطرسة. فإذا كان جهلاً فهذه مصيبة، أما إذا كان غطرسة فالمصيبة أعظم.

فهل الغرب وتحديداً إدارة بايدن تجهل منذ فوزها بالانتخابات تسعى بكل حماس للرجوع إلى الاتفاق النووي الإيراني من دون أي استراتيجية واضحة لربط بنود الاتفاق النووي بأمنها الوطني؟ وهل نسيت الإدارة أن رفع «الحوثيين» من قائمة الإرهاب فاقم من جرائمهم واستهدافهم للإمارات والسعودية بصواريخ باليستية؟

وهل نسي الرئيس الأميركي جو بايدن تصاريحه العدائية ضد السعودية وأنه سيعاملها كدولة منبوذة إذا فاز بالرئاسة؟ فهل يجهل الغرب كل ذلك أم أن استغرابه من موقف دول الخليج في الحرب الأوكرانية غطرسة واستعلاء، أنه بغض النظر عن سوء القرارات والتصاريح، الواجب يحتم الرضوخ للأوامر.

يبدو من تحليل المشهد السياسي وتصريحات القادة أن هذه التساؤلات تنم عن غطرسة. فعندما قررت إدارة بايدن رغبتها في إخراج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط والتركيز على دول أهم على حد تعبيرها مثل الصين وروسيا، لم تحسب حساب احتياجها إلى دول الخليج في وقت الأزمات والصراعات مثل الحرب الأوكرانية، وإلا لما شاهدنا تلك القرارات والتصاريح المسيئة.

وقد كان على إثر ذلك الموقف المحايد لدول الخليج، ردات فعل صادمة من بعض الساسة الأميركيين وآخرها كان لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة، هيلاري كلينتون، في تصريحها أنه يجب اتباع أسلوب «العصا والجزرة» مع السعودية، ما أثار موجة من الجدل والغضب. كذلك الإعلام الغربي لم يصمت على الهجوم ضد دول الخليج وإحدى هذه المقالات في The Independent البريطانية للصحفي، بورزو دراغاهي، وهو أميركي من أصول إيرانية. فالمقالة لم تخل من الهجوم على دول الخليج وخاصة الإمارات والسعودية وقد بدأ الصحفي المقال بأنه:«في منعطف حاسم في التاريخ الأوروبي، مع مهاجمة روسيا لأوكرانيا وتهديد النظام الأمني بعد الحرب العالمية الثانية بالكامل، لا يمكن الاعتماد على دول الخليج.» ثم استرسل الكاتب بالهجوم إلى أن توصل أن موقف دول الخليج في هذه الحرب هو التقارب الأيديولوجي في مواجهة ديمقراطية الغرب ولم ينوه الكاتب إطلاقاً إلى أن غياب الاتفاق بين الحزبين في الولايات المتحدة الأميركية خاصة بشأن ملفات تخص أمن دول الخليج هو الذي دفعها إلى تنويع حلفائها.

وبالرغم من كل هذه التحديات، على دول الخليج وخاصة الإمارات والسعودية، توطيد علاقتها مع أعضاء من الحزب «الديمقراطي» الأقل تشدداً لتوضيح وجهات نظرهم وكذلك بناء علاقات وطيدة في الأوساط الإعلامية الغربية لأن الطرف المعادي لدول الخليج وجوده مكثف.

 

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى