أهم الأخبارمقالات

العنف البنيوي للاحتلال الإيراني ضد الشعب العربي الأحوازي

المهندس حسين علي الأحوازي

مفهوم العنف البنيوي في سياق الاحتلال العنف البنيوي** (Structural Violence) بحسب تعريف العالم *يوهان غالتونغ* أحد أبرز أدوات الهيمنة التي تستخدمها الأنظمة الاستعمارية لقمع الشعوب المحتلة، عبر سياسات ممنهجة تهدف إلى تدمير مقومات بقائها الحضارية والاقتصادية والاجتماعية. في حالة الاحتلال الإيراني للأحواز العربية، يتجلى هذا العنف عبر آليات مؤسساتية تهدف إلى:
– تقويض الهوية العربية للأحوازيين.
– إفراغ الأرض من سكانها الأصليين.
– تحويل المجتمع إلى كيان تابع ثقافياً واقتصادياً.

آليات تطبيق العنف البنيوي في الأحواز**
1. التدمير المنظم للهوية الثقافية
– سياسات التهميش اللغوي (منع استخدام العربية في التعليم والإعلام).
– تغيير الأسماء الجغرافية العربية إلى فارسية (مثل تحويل “الأحواز” إلى “خوزستان”).
– تزوير التاريخ المحلي ونشر رواية رسمية تُجرد الشعب من تراثه.

2. القمع الاقتصادي المنظم
مصادرة الأراضي الزراعية ومنحها لمستوطنين إيرانيين.
– استنزاف الموارد الطبيعية (النفط، الغاز، المياه) دون عوائد عادلة لأبناء الأحواز.
– حرمان المنطقة من مشاريع التنمية مع تركيز الاستثمارات في مناطق أخرى.

3. القوانين القمعية
– التجنيد الإجباري للأحوازيين في الحرس الثوري الإيراني.
– محاكمات صورية بإشراف قضاة تابعين للنظام.
– قوانين تمييزية تحرم الأحوازيين من الوظائف الحكومية.

4. التغيير الديموغرافي
– تشجيع الهجرة المنظمة للإيرانيين إلى الأحواز.
– تهجير العائلات العربية قسراً أو عزلهم في أحياء فقيرة.

آثار العنف البنيوي على المجتمع الأحوازي
اجتماعياً
– تفكك النسيج المجتمعي بسبب سياسات التمييز العرقي.
– ارتفاع معدلات الفقر (نسبة 65% تحت خط الفقر مقابل 10% في طهران).
– تدهور الخدمات الصحية (نقص المستشفيات والأطباء).

– ثقافياً
– انقراض الموروث الشعبي (اللباس التقليدي، الفنون، اللهجة المحلية).
– تشويه الهوية العربية عبر مناهج تعليمية تروج للرواية الفارسية.

– *اقتصادياً*:
– تحويل الأحواز إلى منطقة لتصدير المواد الخام دون تصنيع محلي او مشاركه الاحوازين في الجانب الاقتصادي
– بطالة تصل إلى ٥٥% بين الشباب العربي.

– نفسياً
– انتشار الأمراض النفسية (الاكتئاب، القلق) بسبب القمع اليومي.
– فقدان الثقة في المستقبل وارتفاع معدلات الهجرة غير الشرعية.

كيفية مواجهة العنف البنيوي**
1. التوثيق الدولي
– كشف انتهاكات الاحتلال في المحافل الدولية (الأمم المتحدة، منظمات حقوق الإنسان).
– رفع دعاوى قضائية ضد المسؤولين الإيرانيين بتهمة “الجريمة ضد الإنسانية”.

2. التعليم المقاوم
– إنشاء مدارس سرية لتعليم اللغة العربية وتاريخ الأحواز.
– استخدام الفنون (الشعر، الرسم) كأدوات للحفاظ على الهوية.

3. التضامن العالمي
– بناء تحالفات مع حركات التحرر العالمية
– الضغط على الشركات الدولية لوقف التعاون في استغلال موارد الأحواز.

4. تمكين المجتمع مدنياً
– دعم المشاريع الصغيرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
– إنشاء منصات إعلامية عربية ودولية لنقل معاناة الأحوازيين.

-خاتمة
العنف البنيوي ليس قدراً محتوماً، بل هو جريمة مُخطَّط لها تُرتكب باسم “الدولة”. مواجهته تتطلب تفكيك آلياته عبر استراتيجيات مقاومة مركبة، تعتمد على الوعي المجتمعي والدعم الدولي، مع التأكيد أن تحرير الأرض يبدأ بتحرير العقول من الخوف والتبعية.

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى