أهم الأخبارمقالات

العقرب ليس حمْلا

الاستاذ الدكتور عبدالحق الهواس

أثارت تصريحات المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، جدلاً واسعاً واستياءً بين المتابعين للأحداث الساخنة في المنطقة، خاصةً بعد قوله إن “المعركة هي بين الحسينية واليزيدية، أي بين الشيعة والسنة، وستبقى وتستمر”. وقد تساءل العديد عن الهدف من هذه التصريحات التي قد تثير الفتنة والتفرقة في ظل الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة.

تشير التصريحات إلى عدة رسائل ودلالات مهمة تحمل إشارات واضحة لمفاهيم معقدة تتعلق بالأوضاع الإقليمية والدولية، ويمكن تلخيص النقاط الرئيسية كما يلي:

تؤكد تصريحات خامنئي على التزام نظام الملالي بمهمته الأساسية في تأجيج الطائفية في المنطقة. التصريحات تعكس إصرار إيران على مواصلة خلق الانقسامات الطائفية، مما يعيق أي جهود للتنمية والاستقرار.

تشير التصريحات إلى استمرار التزام إيران بما يُسمى بالحلف التخادمي مع الصهاينة، والذي يهدف إلى تدمير المنطقة العربية وهيمنتها. هذا الحلف يُفهم على أنه غير مُعلن ولكنه قائم، ويستمر في توجيه السياسات الإيرانية.

تعكس التصريحات أن العدو الرئيسي لإيران هو العرب السنة، وليس إسرائيل. التصريحات تدل على أن الصراع الطائفي هو الأولوية بالنسبة لإيران على حساب الصراع مع إسرائيل.

تشير التصريحات إلى أن إيران غير مبالية باغتيال إسماعيل هنية، وتعبر عن إشارة إلى ضلوعها في هذا الفعل، باعتبار هنية من “اليزيديين”، مما يجعل دمه مباحاً من وجهة نظر إيران.

يظهر التصريح أن الرد الإيراني المتوقع سيكون ضعيفاً، مشابهًا لرد حزب الله، ويعتبره مجرد ذر للرماد في العيون دون تأثير فعلي.

التصريحات تحمل رسالة إلى المقاومة، خاصة بعد إشادة أبي عبيدة بالرد اللاتي. تؤكد على أن إيران لن تنجر إلى حرب مع إسرائيل، وأن المقاومة هي العدو الحقيقي من وجهة نظر إيران.

تعكس التصريحات شعور إيران بأن إسرائيل قد تقوم بعمل عسكري ضدها، وتبدي اعتدادها بأنها ليست بحاجة إلى الحلف التخادمي، وأنها ستعمل على تحقيق مشروعها التقسيمي في المنطقة، مع الإشارة إلى أن إيران لا تزال تساهم في تحقيق أهداف إسرائيل.

التصريحات تُظهر محاولة لإبراز أن إيران وإسرائيل لديهما عدواً مشتركاً، مما يفتح المجال لتطوير الحلف بينهما بهدف إنهاء الوجود العربي السني والسيطرة على المنطقة.

التصريحات تعكس أن إيران ليست ضد الحرب على غزة، وتعتبر غزة غير ذات أهمية بالنسبة لها، مما يدل على أنها ترى في سكان غزة كعداء من السنة.

ويُفهم من التصريحات أن هناك تفسيرات مرتبطة باغتيال هنية، وتُظهر تطوراً في اللغة المستخدمة من ردود قاسية إلى تصريحات توحي بمساومة مكشوفة للتفاوض على المكاسب.

الأيام القادمة ستكشف حقيقة التحالفات والإستراتيجيات المتبعة في المنطقة ومدى تأثير هذه التصريحات على الوضع الإقليمي. التصريحات تعكس استمرار التوترات الطائفية وتوضح التحديات التي تواجهها المقاومة الفلسطينية في ظل هذه الديناميات المعقدة.

 

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى