الشاعر الليبي سالم العالم: مدارس الشِّعر الليبي تتطوَّر والأغنية الليبية مظلومة
يُعرب الشاعر الليبي سالم العالم، عن اعتزازه بأن الشِّعر جزءٌ من تركيبة الليبيين، وكلهم يتذوّقون الشعر الذي كان وسيلة الترفيه والإعلام الأساسية لديهم قبل ظهور وسائل الإعلام والترفيه الحديثة.
يُعرب الشاعر الليبي سالم العالم، عن اعتزازه بأن الشِّعر جزءٌ من تركيبة الليبيين، وكلهم يتذوّقون الشعر الذي كان وسيلة الترفيه والإعلام الأساسية لديهم قبل ظهور وسائل الإعلام والترفيه الحديثة.
وبتعبيره، فإنّ “الشعر رافق الليبيين من اليوم الأول الذي خلقوا فيه، خاصة أنّ غالبية طبيعة ليبيا صحراء، ولم يكن هناك أي وسائل للترفيه أو لنقل الأحداث، وغطّى الليبيون بالشعر كل ما يهمّهم، ورافقهم في مرحلة الجهاد ضد الاستعمار الإيطالي، وفي نقل الأخبار بين المدن”.
كما انتشرت مدارس الشّعر واتجاهاته المختلفة في كل ربوع ليبيا، ومِن بينها الغناوات والشتاوات والموريسكاوي، وغيرها، وكل الليبيين يتذوّقون الشعر، حسب العالم.
ويُضيف الشاعر الليبي أنه حتى اجتماعيا كان للشعر دور كبير؛ فبعض الصّراعات والثارات القبلية والمناطقية انتهت بسبب قصائد شعرية، وبعض المشاكل نشبت بسبب قصائد أيضا.
عن تطوّر ألوان الشعر في ليبيا، يقول العالم إن الوضع الثقافي في بلاده يتطوّر، سواء في المسرح الذي يعود عمره إلى 100 سنة، أو من حيث الشعر؛ إذ أصبح فيها شعراء كبار في الشعر الفصيح العمودي والتفعيلة وقصائد النثر.
وأما الشعر الغنائي، فيقول عنه الشاعر الليبي إن الأغنية في ليبيا لم تتبلور إلا في الأربعينيات من القرن الماضي، وفي البداية، استقت من القصائد الشعبية الموجودة، لكن فيما بعد، أصبح هناك نمط مخصّص للأغنية، ومن بين الشعراء في هذا المجال: أحمد الحريري وفضل المبروك وعلي السني وسايمان الترهوني وعبدالحميد الشاعري، وغيرهم.
وتتنوّع الأغنيات ما بين النمط الشعبي الغنائي التقليدي والأغنية الكلاسيكية، وأغاني البدو والصحراء، وخلال السنوات الأخيرة، ظهر الشعر المحكي الذي يعتبر نمطا شعريا مختلفا، وهو ما يصبّ فيه الشاعر سالم العالم موهبته الشعرية، وفق حديثه.
وعن النوع المعروف بغناوة العلم، فيقول عنه إنه “نمط متطوّر جدا من الشعر، ليس في ليبيا فقط، بل وفي الشعر العالمي أيضا، فمن خلال كلمات بسيطة لا تتجاوز 7 أو 8 كلمات، يُعبّر الشاعر بصورة مركّزة جدا عن قضية معقدة أو قصّة قوية بطريقة شاعرية وبليغة”.
يصف الشاعر الليبي حال الشعر بشكل عام بقوله: “الشعر العربي، وليس الليبي فقط، في المنطقة كلها مظلوم، وهذا يؤدي إلى ظهور شعراء واختفائهم، لكن في الغناء، فإنّ الأغنية الليبية ظُلِمت بشكل كبير، كشعر ولحن وغناء؛ فكثير من أغاني الليبيين وألحانهم تم الاستيلاء عليها”.
لكن في نفس الوقت، يقول سالم العالم إن “هناك إقبالا عربيا كبيرا على الغناء الليبي، وهو ما ظهر في أغنيته “ضي القمر” التي غنّاها المطرب المصري محمد محسن، وتخطّت ملايين المشاهدات على جميع المنصّات، كما صدّرت ليبيا مجموعة مِن المغنيين والأصوات المعروفة عربيا؛ من بينهم أيمن الأعتر والشاب جيلاني”.
يعتبر الشاعر الليبي مدينة بنغازي، بشرق ليبيا، التي ينتمي إليها، “مدينة الثقافة والمبدعين في ليبيا والوطن العربي، وكذلك مدينة درنة، إلا أن انتقالي إلى طرابلس منذ نحو 25 عاما، أتاح لي آفاقا أخرى من الالتقاء بالكتّاب الكبار الآخرين؛ مثل الشعراء محمد الدنقلي والسيد الرقيعي، والعمل معا على القصيدة المحكية أو قصيدة العامية الليبية، والمشاركة بها على نطاق أوسع، والانتقال بالقصائد إلى كل الدول العربية تقريبا”.
وبخصوص إنتاجه الشعري، يقول سالم العالم: “لي 5 إصدارات شعرية، وديوانان تحت الطّباعة، لا تخلو من الهم العام والقضايا العامة، وهي تخصّ الإنسان العربي وكذلك القضايا والخصوصية الليبية، بجانب ما يخصه هو كإنسان”.