مقالات

الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في صالة الإنعاش الطبي وحالة موت سريري بطيئ

د.عامر الدليمي

عندما تأسست منظمة الأمم المتحدة أشبعتنا في لوائحها وموادها القانونية حتىٰ التخمة، لحفظ السلم والأمن الدولي، والعمل على حل النزاعات الدولية وتحريم الحرب والأسباب المؤدية إليها، وتأكيدها على التعايش السلمي، وحسن الجوار، إيماناً بالحقوق الأساسية للإنسان والإحترام المتبادل بين الشعوب، وإتخاذها التدبير المشتركة الفعالة لمنع المنازعات الدولية، وفقاً لمبادئ العدل والقانون، مع تحميل مجلس الأمن مسؤلية حفظ السلم والأمن الدوليين، لإنقاذ الاجيال من ويلات الحروب، إذتقع مسؤلية حل المنازعات على الجمعية العامة لإبعاد ومنع الحروب والمنازعات المسلحة.

وقد إستبشر العالم والشعوب بما جاء فيها من نصوص قانونية، وقامت المنظمات الحقوقية والإنسانية والانظمة في العالم بالتثقيف على مبادئها والالتزام بها لتحقيق الأمن والإستقرار العالمي، إلا أن الأمم المتحدة ومع كل الأسف لم تعمل على تطبيقها وتفعيلها بصورة جدية حقيقية علىٰ ما جرى من أحداث، و الحروب والمنازعات المسلحة الدولية قائمة ومستمرة مع فترة وجودها، وخرق كل ما ورد فيها من نصوص وإلتزامات، وكأنما هي نصوص يراد تسطيرها على الورق، وليس الإلتزام بها أو تطبيقها نصاً وروحاً، مما يجعلها أمام أمرين لا ثالث لهما، أما أن تكون عاجزة فعلأ وعدم قدرتها على تنفيذ وتطبيق ما جاء فيها من مبادئ إنسانية، وبذلك ستكون في حالة من التأمل والآمال والرغبات، أو حالة ضعف حقيقي في واقعها أمام الدول الكبرى أعضاء مجلس الأمن الدولي التي تتمتع بنفوذ عالمي كبير يجعلها تدور في فلكها وعدم استطاعت الأمم المتحدة الخروج من نفوذها، وإلا ماذا فعلت الأمم المتحدة ومجلس الأمن من إحتلال إيران لإمارة الأحواز العربية عام 1925م، وبتشجيع ودعم بريطانيا وهي دولة عضو في مجلس الأمن الدولي و من مهامها المحافظة على السلم ومنع العدوان .

وماذا فعلت الأمم المتحدة ومجلس الأمن من إحتلال فلسطين العربية عام 1948م من قبل عصابات الكيان الصهيوني، وتشريد شعبها و إغتصاب أرضها، وما زالت القضية المأساوية للشعب الفلسطيني قائمة لحد التا ريخ، وماذا فعلت أمام إحتلال أفغانستان، والعراق عام 2003م العضو في الامم المتحدة والجامعة العربية، من قبل العدوان الأمريكي وحلفائه المخالف للشرعية الدولية وقوانينها، وغيرها من إحتلالات عدوانية لشعوب آمنة مستقرة غايتها العيش بسلام ، و الإحتلالات هذه ألم تكن مخالفة للشرعية الدولي وما ونصت عليه مبادئ الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، إذاً ما ذا فعلا؟؟ وما هي إجراءاتهما الجادة لمنع هذه الإنتهاكات اللاإنسانية؟؟ واليوم تتكرر مشاهد المنازعات المسلحة الدولية بين روسيا واوكرانيا، التي ليس من نتائجها إلا دمار.
الشعوب التي ترنوا للعيش بأمان وسلام وإستقرار،، لذا فاليوم الامم المتحدة ومجلس الأمن أمام إمتحان عسير لإثبات وجودهما في حفظ السلم الدولي، ومعالجة النزاعات الدولية بصورة جادة فاعلة لإنقاذ الشعوب من ويلات الحروب، وتطبيقهما لما نصت عليه لوائحهما، أو إيجاد حلول أخرى ٰ أكثر فاعلية وإن لم تفعل الأمم المتحدة ومجلس الأمن فقد حكمت شعوب العالم عليهما بالموت السريري البطيء.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى