
الأحواز تغلي بعد كشف تورط نجل مسؤول إيراني كبير في كارثة ميناء رجائي
في أعقاب الانفجار الكارثي الذي هز ميناء رجائي الواقع تحت سلطات الاحتلال الإيراني في مدينة جمبرون “ميناء عباس” صباح السبت 26 أبريل/نسيان 2025، والذي أسفر عن سقوط ما يقارب من 46 قتيل ونحو 1200 جريحا، بدأت تفاصيل صادمة تتكشف عن خلفيات الحادث، مما أثار موجة غضب عارمة في المجتمع الأحوازي.
وكشفت مصادر حكومية وأمنية عن تورط نجل أحد المسؤولين الكبار في الحكومة الإيرانية في الحادث. وفقا للمصادر، كان تورط حميد رضا عارف، نجل أحد المسؤولين الكبار في طهران، في الحادث بشكل مباشر.
قد كان له دور كبير في إدارة بعض الصفقات التجارية المشبوهة في الميناء، والتي يعتقد أنها كانت سببا رئيسيا في الحادث. تشير التحقيقات إلى أن “علي” قد كان على صلة مباشرة بالشركة التي كانت مسؤولة عن تفريغ حمولات السفينة المشبوهة، والتي كانت تحتوي على مواد شديدة الانفجار.
وأشار عباس نجاد إلى تورط حميد رضا عارف، نجل أحد المسؤولين الكبار في البلاد، في الحادث بشكل مباشر. فبحسب إفادته، وصلت السفينة التي كانت تحمل الشحنة إلى رصيف ميناء رجائي متجاوزة كل الأنظمة الجمركية والتفتيش، بعد تهديدات أطلقها حميد رضا عارف ضد مسؤولي الميناء، مبررا ذلك بـ”الالتفاف على العقوبات” المفروضة على إيران.
ووفقا لمصادر فنية، كانت المادة المتسببة في الانفجار بيركلورات الصوديوم، وهي مادة تستخدم عادة في صناعة وقود الصواريخ الصلب، ما يزيد من الشبهات حول طبيعة الشحنة والجهات التي تقف خلفها.
لم تقتصر تداعيات الحادث على الجانب الأمني والاجتماعي فقط، بل امتدت أيضا إلى الجوانب السياسية والاقتصادية. على الصعيد السياسي، قد تؤثر هذه الفضيحة بشكل كبير على صورة النظام الإيراني داخليا وخارجيا.
وفي ظل هذه المعطيات، تصاعدت دعوات شعبية في الأحواز واسعة للمطالبة باعتقال حميد رضا عارف فورا، ومحاسبة كافة الأطراف المسؤولة عن إدخال هذه المواد المحظورة، التي أدت إلى واحدة من أكثر الكوارث دموية في تاريخ الموانئ الأحواز المحتلة.
المواطنين الأحوازيين في جمبرون “بندر عباس” طالبوا بالتحقيق الجاد والكشف عن كافة التفاصيل المتعلقة بالحادث. كما طالب المحتجون بإقالة المسؤولين المتورطين في القضية ومحاسبتهم بشكل علني.
وطالبت منظمات مدنية وحقوقية بإجراء تحقيق شفاف ومستقل، وإحالة كافة المتورطين إلى القضاء، دون اعتبارات للمكانة السياسية أو العائلية، مؤكدين أن “أرواح العمال والمواطنين ليست رخيصة”.
وقع الانفجار في رصيف الشهيد رجائي في جمبرون” ميناء عباس” ظهر السبت، وتسبب بدمار هائل وحرائق واسعة استمرت لساعات، حيث اهتزت الأرض وتحطمت نوافذ المباني في محيط 50 كيلومترا، والذي أسفر حتى الآن عن مقتل 46 شخصا وإصابة 1200 آخرين، وفقا للتقارير الرسمية.
وأعلن باباك محمودي، رئيس منظمة الإغاثة والإنقاذ، عن بدء عمليات البحث ورفع الأنقاض في بعض المناطق المتضررة، وأوضح أن الخطر لا يزال قائما في بعض أجزاء المنطقة بسبب ارتفاع درجات الحرارة والأبخرة السامة المنبعثة من الموقع.
وأكد محمودي أنه قد تم احتواء الجزء الأكبر من الحريق في ساحات الحاويات، بينما لا تزال جهود البحث مستمرة للتأكد من هوية بعض الحاويات الغامضة التي قد تكون قد تسببت في الانفجار.