استمرار الحوثية الإرهابية في التنكيل بمنظمي حفلات التخرج والزفاف بصنعاء
كتب – محمدحبيب
لازالت الميليشيات الحوثية الإرهابية الموالية لقوات الاحتلال الإيراني، تمضي وراء منهجيتها السافرة، في التنكيل والإرهاب لكل ما لاينتمي إلى أغراضها الوضيعة، فقامت من جديد بممارسة التنكيل والإذعان والتهديد بشأن منظمي حفلات التخرج والزفاف في صنعاء ومناطق سيطرتها، بالتزامن مع تبني حملة جديدة أسفرت عن تغيير مناهج التربية الإسلامية وعلوم القرآن في أقسام جامعة صنعاء، وتعيين مدرسين من عناصرها في تلك الأقسام، حسبما أفادت به مصادر حقوقية وأخرى أكاديمية، وكشفت المصادر عن ارتكاب الانقلابيين منذ مطلع الشهر الحالي جملة من الجرائم والانتهاكات بحق أكاديميين وطلبة وطالبات في جامعة صنعاء (كبرى الجامعات الحكومية في اليمن)، وتحدث طلاب في قسم الكومبيوتر بجامعة صنعاء عن قيام عناصر مسلحة تتبع الميليشيات قبل أيام باقتحام قاعة احتفالات في صنعاء وإيقاف حفل تخرج لدفعة من طلبة وطالبات الجامعة بدعوى «منع الاختلاط وسماع الموسيقى والترف واللهو”. وفقاً للشرق الأوسطوكشف عدد من الطلبة عن أن قيادة الجامعة المعينة من قبل الحوثيين الإرهابيين أصدرت عقب اقتحام المسلحين القاعة والعبث بمحتوياتها واختطاف العشرات من الخريجين، قراراً تضمن إلغاء الحفل وأي احتفالات تخرّج أخرى تخص طلبة الجامعة.
وتحدثوا عن تهديد مسلحي الجماعة عقب الاقتحام وبناء على توجيهات صادرة من القيادي الحوثي المشرف على صنعاء خالد المداني إلى مسؤول قاعة «النخبة» في العاصمة، بنسف القاعة حال احتضانها مرة أخرى أي مهرجانات تخرّج تضم طلبة وطالبات في آن معاً، وفي الوقت الذي اعتقلت فيه الميليشيات العشرات من الطلبة المشرفين على إعداد وتنظيم حفل التخرج، أعلن نشطاء وأكاديميون ومواطنون يمنيون عن استهجانهم الشديد تلك الممارسات الحوثية التي وصفوها بـ«الإرهابية» والتي تندرج، بحسب قولهم، «ضمن ممارسات الجماعة القمعية منذ احتلالها مؤسسات الدولة التعليمية”.
في غضون ذلك، تداول ناشطون صورة لعدد من الطلبة الخريجين الذين أرغمهم مسلحو الميليشيات على مغادرة قاعة إحدى حفلات التخرج، وهو ما أثار سخطاً واستياءً بين الخريجين والخريجات والأهالي ونشطاء التواصل الاجتماعي، حيث عدّها كثير منهم تدابير متشددة مماثلة لما يضعه تنظيما «القاعدة» و«داعش» الإرهابيان، وأرجع عدد من الناشطين ممارسات الجماعة إلى مخاوف بدأت تزعج قادتها بعد تحول هذه الحفلات إلى مهرجانات وطنية، تردد فيها الأناشيد والشعارات الجمهورية.
وتأتي تلك السلسلة من الانتهاكات الحوثية بعد أسبوعين من إصدار قيادي حوثي بمديرية السبعين بصنعاء العاصمة، قراراً بمنع حفلات التخرج في نطاق المديرية التي تقام فيها أغلب حفلات التخرج نظراً لوجود أكبر عدد من القاعات الواسعة التي تقام فيها الحفلات الكبيرة، بما فيها حفلات التخرج.
وتواصلاً لتضييق الانقلابيين الخناق على طلبة جامعة صنعاء وجامعات يمنية أخرى ومنعهم من إقامة أي تجمعات أو احتفالات بحجة منع الاختلاط، أفاد مواطنون في صنعاء بأن مسلحي الجماعة اقتحموا الأسبوع الماضي عدداً من قاعات المناسبات المخصصة لحفلات التخرج والأعراس ومنعوا الخريجين والعرسان من إقامة احتفالاتهم.
وقال شهود إن مسلحي الجماعة هددوا أثناء عمليات الدهم منظمي تلك الاحتفالات ومن يحتضنهم بإيداعهم السجون، مشيرين إلى أن عناصر الجماعة برروا تلك الجرائم بأن حفلات التخرج والأعراس «تندرج ضمن الحرب الناعمة والغزو الثقافي الغربي للمجتمع اليمني» بحسب زعمهم. وفقاً للشرق الأوسط
وفي سياق استمرار الجماعة في «حوثنة» ما تبقى من قطاع التعليم العالي بمناطق سيطرتها، أفاد موظفون وعاملون في جامعة صنعاء بأن إدارة الجامعة المعينة من قبل الميليشيات، أقدمت منتصف الأسبوع الماضي على تغيير أساتذة قسمي الدراسات الإسلامية وعلوم القرآن بكلية التربية بالجامعة واستبدال آخرين يكنون الولاء الطائفي للجماعة بهم.
وقال عاملون في الجامعة لـإن الجماعة استبدلت بالمناهج الدراسية السابقة في قسمي الدراسات الإسلامية وعلوم القرآن الكريم المتضمنة كتب السنة والحديث وكتب الإمام الشوكاني، منهجاً جديداً يحتوي أفكار الجماعة وزعيمها ومؤسسها،
وأشاروا إلى أن الجماعة عمدت منذ انقلابها على السلطة في 21 سبتمبر (أيلول) 2014 إلى تغيير إدارة الجامعة، وإحلال موالين لها، وإضافة مواد دراسية من شأنها نشر الأفكار الحوثية الإرهابية المستوردة من دولة الاحتلال الإيراني بين أوساط الطلبة، بالإضافة إلى إقامة الفعاليات والأنشطة ذات الصبغة الطائفية في الجامعة بشكل متواصل.
وكان مسؤول أميركي أكد خلال مؤتمر صحافي عقده الخميس الماضي، أن ممارسات ميليشيات الحوثي في اليمن تتطابق مع ما تقوم به المنظمات الإرهابية بالإضافة إلى استمرارها في تعميق علاقتها مع وحدات النخبة العسكرية لدولة الاحتلال الإيراني.