
إهمال إيراني يهدد جسر الحاجور أحد أبرز معالم الأحواز
في استمرار لسياسة الاحتلال الإيراني في طمس الهوية والتراث الأحوازي، كشفت مصادر محلية عن تدهور خطير في جسر الحاجور الأثري، أحد أبرز المعالم الهندسية والتاريخية في مدينة تستر الواقعة شمال الأحواز، على ضفاف نهر كارون.
يعد جسر الحاجور من روائع العمارة الأحوازية من العصر الساساني، ويتميز ببنائه الفريد من قطع ضخمة من الحجر والملاط والرماد، حيث يبلغ عرض أساساته 7 أمتار، وفتحات تمرير المياه 8 أمتار، فيما يصل ارتفاعه إلى 10 أمتار.
ويقع جسر الحاجور بالقرب من طواحين مائية تاريخية، كانت تستخدم في العصور القديمة لأغراض الزراعة والطحن.
ويعاني جسر الحاجور اليوم من إهمال متعمد وعدم صيانة، ما يهدد بانهياره الكامل في ظل غياب أي تدخل من السلطات الإيرانية المعنية بحماية التراث.
يشكل جسر الحاجور عنصرا أساسيا في المنظومة المائية التاريخية لمدينة تستر، والتي تضم 15 معلما مائيا أدرجت جميعها على قائمة التراث العالمي لليونسكو في يونيو 2009.
وبحسب خبراء آثار محليين، فإن الجسر يحتوي على 44 فتحة، وتم ترميم نحو 50% منه فقط في مشاريع سابقة، لكنه يعاني حاليا من تشققات وانهيارات جزئية نتيجة الإهمال وغياب خطط الترميم المستدامة.
يرى ناشطون أحوازيون أن تدهور جسر الحاجور ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة التهميش المتعمد من قبل السلطات الإيرانية للمعالم الثقافية والتاريخية في الأحواز، حيث تهمش هذه المعالم لصالح مشاريع إيرانية تهدف إلى طمس الهوية العربية للمنطقة.
وقال أحد الناشطين في مجال التراث: “الحفاظ على جسر الحاجور كان يمكن أن يكون مشروعا سياحيا وثقافيا كبيرا، لكنه يترك لينهار ببطء في ظل صمت رسمي مطبق.”
في ظل الخطر المحدق بالجسر، تتزايد الدعوات من سكان الأحواز والمؤسسات الثقافية إلى تدخل دولي لحماية التراث الأحوازي، ومطالبة منظمة اليونسكو بتحمل مسؤوليتها تجاه المواقع المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي، والتي تواجه خطر الاندثار بسبب السياسات الإقصائية والإهمال المقصود.