
إسرائيل تضع خطة من خمس خطوات لتقويض نظام طهران
كشف مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية، في تقرير جديد، عن خطة استراتيجية مكونة من خمس خطوات رئيسية وضعتها إسرائيل بهدف تقويض النظام الإيراني، في وقت تشهد فيه طهران تراجعات متسارعة على المستوى الاقتصادي والسياسي والإقليمي.
الخطوة الأولى في الاستراتيجية الإسرائيلية تتعلق بـتعزيز المعارضة الداخلية للنظام الإيراني. ويشمل ذلك دعم الحركات الاحتجاجية من خلال أدوات رقمية ووسائل إعلام مستقلة، بالإضافة إلى توسيع الاتصالات مع القوى السياسية المناهضة للنظام.
ويرى المركز أن هذا الدعم يمكن أن يكون فاعلا بشكل خاص في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وغياب الحريات الأساسية داخل البلاد.
وأوصى التقرير بضرورة تنفيذ عمليات سيبرانية متواصلة ضد البنى التحتية الحساسة للنظام الإيراني، بما في ذلك المنشآت النووية، والاتصالات، والشبكات الحكومية. وتهدف هذه الهجمات إلى إرباك القيادة الإيرانية، وزعزعة قدرتها على إدارة الأزمات المتفاقمة داخليا وخارجيا.
وتدعو الخطوة الثالثة إلى تعطيل خطوط الإمداد والتمويل التي تستخدمها طهران لدعم وكلائها في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان، وميليشيات الحشد الشعبي في العراق، والحوثيين في اليمن. ويؤكد التقرير أن تفكيك هذه الشبكات سيضعف النفوذ الإيراني الإقليمي بشكل كبير، ويفقد النظام أحد أهم أوراقه الجيوسياسية.
وفقا لمركز القدس، فإن الاحتفاظ بخيارات عسكرية ذات مصداقية أمر ضروري في حال فشل المسار الدبلوماسي. ويشمل ذلك استعداد إسرائيل لشن ضربات استباقية على منشآت نووية أو مواقع استراتيجية حساسة، بهدف منع إيران من تجاوز “الخطوط الحمراء” المرتبطة بتطوير سلاح نووي.
وتركز الاستراتيجية الخامسة على تفكيك القدرات النووية الإيرانية، عبر وسائل دبلوماسية أو عمليات عسكرية دقيقة. ويرى التقرير أن الغموض في نوايا إيران النووية، وغياب الحزم الدولي، قد يسمح لطهران بالوصول إلى مراحل متقدمة من إنتاج سلاح نووي، مما يجعل التعامل مع هذا الملف أولوية أمنية قصوى لإسرائيل، بحسب المنشر الاخباري.
وأشار التقرير إلى أن سقوط نظام الأسد أو تراجعه الكبير في سوريا شكل ضربة استراتيجية قاصمة لإيران، التي كانت تعتمد عليه كحليف إقليمي رئيسي في مشروع “الهلال الشيعي”. ويرى مركز القدس أن فقدان طهران لقدرتها على التأثير في دمشق يعتبر مؤشرا على ضعف متزايد في قدرتها على الإمساك بجبهاتها الإقليمية.
وصف التقرير الوضع الاقتصادي والاجتماعي في إيران بأنه هش للغاية، مشيرا إلى مستويات الفقر المرتفعة، وتراجع الريال الإيراني، وازدياد وتيرة الاحتجاجات. كما حذر من أن هذه الهشاشة تمثل فرصة استراتيجية يجب استغلالها لإحداث تغيير تدريجي في بنية النظام الحاكم.
اختتم التقرير بتوصية عامة تقول إن التعامل مع إيران من موقع قوة هو الخيار الأفضل، لكنه لا يستبعد اللجوء إلى “دبلوماسية ذكية ومبتكرة” إذا أبدت طهران رغبة صادقة في تقليل تهديداتها الإقليمية والنووية.
ورأى المركز أن التنسيق مع الولايات المتحدة وحلفاء إقليميين مثل السعودية والإمارات ضروري لتحقيق هذه الأهداف، كما أشار إلى أن تغيير النظام الإيراني قد لا يتحقق بشكل فوري، لكنه بات ممكنا عبر استراتيجية متعددة الأدوات والضغوط المتصاعدة.