أهم الأخبارتقارير

أوضاع صادمة داخل سجون النساء في الأحواز

 

في قلب مدينة الأحواز، وتحديدًا خلف جدران سجن “سبيدار”، تتكشف فصول مأساة إنسانية صادمة لا تزال طيّ الكتمان.

فبعيدًا عن الأضواء ووسائل الإعلام، تعيش عشرات النساء المحتجزات في هذا السجن أوضاعًا لا تليق بكرامة الإنسان، في ظروف أقرب إلى التعذيب الممنهج منها إلى العقوبة القانونية.

ظروف معيشية غير إنسانية

تشتكي السجينات في جناح النساء من نقص حاد في المواد الغذائية والرعاية الصحية، حيث يحصلن على وجبة أرز فقط مرتين في الأسبوع، فيما يُترك لهن في باقي الأيام تدبير شؤونهن الغذائية بأنفسهن من دون وجود مطبخ ملائم أو أدوات كافية، مما يضطرهن إلى الاكتفاء بوجبات لا ترقى إلى الحد الأدنى من المعايير الغذائية، كالبطاطس المسلوقة، والخيار، والطماطم، وأحيانًا البيض النيء.

وقد أفادت شهادات من داخل السجن بأن إدارة السجن لا توفر مخصصات كافية للطعام، بل أعلن بعض المسؤولين صراحة: “نحن لا نملك ميزانية”، ما يضع علامات استفهام كبيرة حول حجم الإهمال والتقصير المتعمد من قبل سلطات الاحتلال الإيراني.

الإفراط في استخدام الحبوب المنومة

من الأمور المقلقة الأخرى، أن السجينات يتعرضن لما يشبه “التخدير الجماعي”، عبر إعطائهن كميات كبيرة من الحبوب المنومة بشكل يومي، مما يؤدي إلى حالات اختلال في التوازن، ونعاس دائم، بل وشلل جزئي لدى بعضهن.

وهناك تقارير موثقة عن حالات فقدان السيطرة على وظائف الجسم الطبيعية، ما أجبر عدداً من السجينات على استخدام حفاضات من نوع “Easylife”، في ظل انعدام الرعاية الصحية والنفسية.

حالة فردية تجسّد المأساة الجماعية

ومن أبرز القصص التي تسلط الضوء على عمق المأساة، حالة إحدى السجينات من مواليد عام 1987، والمحتجزة منذ تسع سنوات بتهمة تتعلق بجرائم مالية.

لم تحصل هذه السجينة على إذن إجازة واحد طوال فترة احتجازها، فقط لأن عائلتها تعيش تحت خط الفقر وغير قادرة على دفع الرسوم القانونية المطلوبة لتقديم طلب الإفراج المؤقت.

وقد تدهورت حالتها الصحية بشكل خطير، حيث أُعلن مؤخرًا عن إصابتها بمرض السكري، وفقدت جميع أسنانها نتيجة تناولها المستمر لما بين 7 إلى 12 قرصاً دوائيًا في الليلة الواحدة، وهو ما يعكس غيابًا فادحًا للرقابة الطبية.

من السجن إلى غرفة تعذيب صامتة

ما يجري داخل جناح النساء في سجن سبيدار لا يمكن وصفه إلا بأنه “تعذيب صامت”، إذ تتعرض السجينات يوميًا لأساليب من الإهمال والتهميش النفسي والجسدي، تجعل من هذا السجن مكانًا لتدمير الإنسان لا لإصلاحه.

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى