تدمير التراث الأحوازي.. معبد زيقورات مهدد بالانهيار
تشكل الحضارة العربية في الأحواز وتاريخها العريق، جزء من العداء الذي توارثه الفرس ضد هذه الحضارة أملا من في تغيير هوية الأحوازيين وانهاء علاقة الأحواز العربية بالشعوب العربية.
ويعد إهمال معبد زيقورات في مدينة سوس بدولة الاحواز العربية المحتلة، والذي تم إدراجه على قائمة تراث العالم عام 1979، خطرا على تاريخ أبرز معالم الاحواز والحضارة العيلامية.
وقد بني معبد زيقورات على يد الملك العيلامي “آونتاش نابریشا” أحد ملوك الحضارة العيلامية السامیة التي تأسست عام 2700 قبل الميلاد وعاصمتها مدينة سوس.
يوجد على جدران معبد زيقورات طوب مسماري، وجميعها تحمل نفس النص وتعبر عن اسم الملك وهدفه من بناء المعبد، كانت معبد زيقورات مكانًا لعبادة الآلهة العيلامية، وهي أكبر معبد زيغورات في العالم خارج بلاد ما بين النهرين.
الفرق بين زقورات في سوس وزقورات بلاد ما بين النهرين هو أن الطبقات العليا من الزقورات بنيت في الطابق السفلي. في سوس، تتميز الزقورات بأن جميع الطبقات لها أساسات منفصلة، وكلها مبنية على الطابق الأرضي. تمثل زقورة سوس معتقدات وثقافة وتقاليد التقاليد القبلية لإحدى أقدم الحضارات في المنطقة.
و على الرغم من أن معبد زيقورات يُعتبر واحدًا من أبرز المعالم القديمة المتبقية ويعود إلى حضارة عيلام السامية العربية بشكل خاص، إلا أنه لا يتلقى الاهتمام الكافي.
ورغم تسجيله في قائمة التراث لكنه يعاني من غياب الصيانة ويتعرض للتدنيس من قبل الزوار الذين يتجولون في باحاته وساحاته.
وفقًا للمصادر، يتعرض هذا المبنى الأثري والمنطقة المحيطة به لأضرار مستمرة نتيجة لعمليات البحث والتنقيب التي يقوم بها جهات تابعة لمؤسسات الاحتلال الإيراني بشكل غير مهني، بالإضافة إلى اهملا صيانة المبنى وعدم حمايته من العوامل الجوية.
وتشير المصادر إلى أن أحد الأسباب الرئيسية وراء الإهمال هو عدم ارتباط هذه الآثار بالحضارة الفارسية، بل تعود إلى الحضارة العيلامية، مما يعد دليلاً على وجود حضارة سامية مزدهرة في الأحواز.
وتعتبر محاولات طمس المعالم التاريخية العربية جزءًا من سياسة التفريس التي تنتهجها دولة الاحتلال الإيراني بحق التراث العربي والحضاري في الأحواز.
وقد حذر نشطاء أحواز من تدهور الأوضاع في هذا المبنى، وطالبوا مؤسسات حماية التراث والآثار العالمية، بما فيها اليونسكو، بالتدخل لإنقاذه ومنع هذه الجريمة.