أخبار الأحواز

انتفاضة شعب الأحواز الحالية خطوة متقدمة نحو التحرير وإنشاء دولة الأحواز المستقلة

 
عادل صدام السويدي
 
المُلاحظ أن الغضب الشعبي الأحوازي يستعر هذه الأيام ويؤججه القمع المفرط لسلطات الاحتلال الفارسي، والإمعان في سياسات حرمان الأحواز وشعبها من حقوقهم في التنمية وفي المياه وفي البنى التحتية.
ففي يوم السبت 25 كانون الأول/ديسمبر 2021 استيقظت الأحواز على خبر استشهاد عشرة مواطنين أحوازيين وسقوط خمسة عشر جريحاً في حادث سير مروّع وقع في الطريق الرابط بين مدينتي الأحواز العاصمة والمحمرة نتيجة تعمّد سلطات الاحتلال الفارسية إهمال هذا الطريق غير السالك والمدمّر الذي يسميه الأحوازيون بـ(طريق الموت)، والذي يحصد أرواح المئات من الأحوازيين سنويا، بينما تنفق موارد الأحواز، وهي تشكل 95% من صادرات النفط والغاز الإيرانية، على مغامراتها السياسية والنووية الفاشلة، وهو الأمر الذي فجّر الغضب الشعبي الأحوازي العارم وتحولت مجالس تأبين هؤلاء الفتية العشرة رحمهم الله، إلى ملحمة وطنية عبّر فيها آلاف الأحوازيين عن انتمائهم لوطنهم الاحوازي ولأمتهم العربية المجيدة، وتعهدوا بمواصلة نهج شهدائهم ورموزهم الأبطال، وتحوّل الأمر بسرعة فائقة إلى مناسبة ثورية لتحفيز الجماهير بشكل منظمٍ وفاعل ضد الاحتلال الفارسي البغيض وعمليات الابادة المنظمة التي يقوم بها ضد شعب الأحواز، والتعبير عن قدرة وقوة وحيوية القضية العربية الأحوازية المستعرة، في الداخل وفي المنافي، وتماسك الإرادة الوطنية والقومية في الأحواز واجماعها على انهاء الاحتلال الفارسي وتحقيق الاستقلال الوطني الناز.
 
وخلال يومي السادس والعشرين والسابع والعشرين من كانون الأول/ديسمبر 2021 خرج آلاف الأحوازيين الغاضبين وفي مختلف المدن الأحوازية، ومنها مدن الأحواز والفلاحية والمحمرة ومعشور ودور خويّن، وتضامنت معهم كل القوى الوطنية الأحوازية في المنافي الأوروبية والتيارات والقوى الوطنية العربية في كل مكان، في حالة وحدوية أكّدت الانتماء الوطني الأحوازي الجامع والقومي العربي لكل قطاعات وشرائح الشعب العربي الأحوازي، كما أكدت تمسك الشعب العربي من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي بعروبة الاحواز وضرورة اجتثاث الاحتلال عن الوطن
 
إن استشهاد الشباب الأحوازيين العشرة كان بمثابة الشرارة التي أججت الغضب الجماهيري وأثبتت أن شعبنا الأحوازي يملك قدرة ووعياً ثاقباً واستعداداً للتضحية والعطاء بلا حدود، وأظهرت المقاطع المسجلة والحضور الواسع في الميادين والشوارع الرئيسية أن شعب الأحواز يخوض ملحمة ثورية جديدة، حينما إعتلت الرموز الوطنية وصرحت بموقفها الجريء والواضح الذي تجلى بتحدي العدو الفارسي المحتل والمطالبة بحق تقرير المصير لشعب الأحواز وصولا الى الاستقلال التام والناجز، فأبرزت أصوات الثوار المفاهيم الوطنية الواضحة في تكريس العلم الوطني الاحوازي في ربوع (الدولة) العربية الأحوازية المحررة من ربقة الاحتلال الهمجي والو.حشي الإيراني.
 
ها هو الشعب العربي الأحوازي يراكم ارثه النضالي الممتد منذ مائة عام، ويعزز مسيرته نحو التحرر من الإحتلال الفارسي واصبح مشروع (الدولة الأحوازية) هدفا جامعا لكل الأحوازيين، وصدحت أصوات رموز وابطال شعبنا من خلال اعتلائهم للمنصات وأمام مئات الآلاف بالاصرار على مواصلة الكفاح و النضال والعمل الثوري المنظّم من اجل الاستقلال، وكانت صيحاتهم تجسّد على أنهم سيسقطون الطائفية الصفوية – الفارسية المقيتة مهما كانت التضحيات ومهما تمادى المستعمر الفارسي الصفوي في جرائمه وحصاره للاحواز وطنا وشعبا ونهبه لثروات الوطن..
 
فهذا الشيخ الباسل خلف المهلهل المرواني، وهو القامة الوطنية البارزة والمعروفة، يقول امام عشرات الآلاف من الأحوازيين الغاضبين، وبكل جرأة وعنفوان الثورة الاحوازية، وأقتبس قائلا :(“إن شهداءنا العشرة اليوم هم شهداء كل الشعب، وأننا كشعب نتألم اليوم لفقدانهم، وانها ليست المجزرة الأولى التي يقدم عليها عدونا، بل كانت قبلها مجزرة مقهى النوارس، وبعدها مجزرتهم ضد انتفاضة 2019 في معشور والكورة، حينما ابادوا 150 أحوازيا بين رجل وامرأة وطفل… ونسأل الله أن يمن بالصبر على الشعب الأحوازي ….، وان طهران الشر تنعم بخيراتنا وفي المقابل شعبنا العربي الاحوازي يعاني الظلم والقهر والاضطهاد”.)
 
ثم كانت اهزوجة الرمز الوطني الأحوازي الجسور “حسن الزهيري” وهو يوثق للمكان والزمان وللتاريخ والمستقبل أن لا بد للقدر أن يستجيب للمطلب الاحوازي الجماعي في انهاء الاحتلال وبناء “المشروع الوطني للدولة الأحوازية” بديلا عن مشروع التخلف والدم والخراب الفارسي الساساني … وردد معه مئات الآلاف من الأحوازيين:
((أهلي من القادسية بيوم ردوا هوسوا، قالوا : الساساني كسّرنا گرونه)).
 
ثم كانت أهزوجة أحد الرموز الوطنية الأحوازية، حينما صدع وبغضبٍ عارم ورددت معه الجماهير قوله:
(بأرض الخير صار للغير “دولة”
رعيع إلحكم اعله الچان “دولة”
يخسأ المايقبل الأحواز “دولة”
نار بعين أمة وعين إبيّه)
 
لقد أكّدت انتفاضة الأيام الأخيرة من عام 2021 بأن شعب الاحواز يسير بخطوات ثابتة ومتصاعدة، وبأفق واضح نحو مشروع الاستقلال وإنهاء الاستعمار العنصري الفارسي الذي فاق جرائم الصهيونية ضد شعبنا الفلسطيني المقاوم وجرائم نظام الفصل العنصري (الابارتهايد) ضد شعب جنوب افريقيا.
 
هذه الملحمة/الانتفاضة المتواصلة منذ مائة عام ساهمت بانهاك الاحتلال الفارسي عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، ونجحت في كسب الدعم المتصاعد لها من ابناء الامة العربية وأحرار العالم. وتأمل الثورة الاحوازية أن تستجيب المواقف الرسمية العربية لرغبات الشعب العربي وأن تدعم في جميع المحافل الدولية والاقليمية حق شعب الاحواز العربي في انهاء الاستعمار الاستيطاني العنصري الفارسي وتؤكد حقه في تقرير المصير.
 

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى