اغتيال زاده لايزال يُشعل الصراع داخل نظام دولة الاحتلال الإيراني
كتب – محمد حبيب
نقلت محللة الشؤون الإيرانية في مشروع “كريتيكال ثريت” الأمريكي “كيرا روشنباخ”، بحسب 24، حجم الصراع الداخلي الذي نشأ في دولة الاحتلال الإيراني عقب اغتيال كبير علمائها النوويين محسن فخري زاده.
فالسياسيون المحافظون داخل النظام قد يقومون باستغلال الاغتيال من أجل إضعاف خصومهم الإصلاحيين، وعمد هؤلاء السياسيون، خصوصاً رئيس السلطة القضائية والمرشد المستقبلي المحتمل ابراهيم رئيسي، إلى استغلال فرص سابقة لإضعاف خصومهم عبر سجنهم وإعادة توجيه الغضب الشعبي ضدهم.
جنون وارتياب على أعلى المستويات
تناقش قيادة النظام عملية الاغتيال الأخيرة باعتبارها إخفاقاً أمنياً خطيراً، ويقول مسؤولون إيرانيون إن الجاني نفذ عملية دقيقة للغاية حيث وقعت في وضح النهار وقبل يوم واحد من الذكرى العاشرة لاغتيال العالم الإيراني النووي مجيد شهرياري والذي يُحتمل أن تكون إسرائيل قد وقفت خلفه، ويرى هؤلاء أن منفذي الاغتيال أظهروا دقة توقيت كبيرة لم تكن ممكنة إلا بوجود خيارات مختلفة للهجوم، ودعا قادة إيرانيون إلى تحديد ومعاقبة “المتسللين” و “المرتزقة”، يقترح تشديد المسؤولين على الاختراقات في الجهاز الأمني وجود جنون ارتياب متنامٍ على أعلى مستويات القيادة.
رمي المسؤولية على الآخرين
من المرجح أن يكون الاغتيال المتجرئ قد أحرج الأجهزة الأمنية الإيرانية المولجة حماية فخري زاده، وقد يحاول قادة يمكن أن يكونوا مسؤولين بشكل عرضي عن الفشل في حماية فخري زاده، تحويل اللوم إلى الآخرين بشكل استباقي. لقد كانت هذه العملية التي يرجح وقوف الإسرائيليين خلفها هي الثالثة أو الرابعة من نوعها خلال الأشهر الأخيرة، اتهم المسؤولون الإيرانيون إسرائيل بالتخريب الذي أدى إلى انفجارات في منشأة صاروخية بالقرب من طهران ومنشأة نطنز النووية، واغتالت إسرائيل أيضاً أبا محمد المصري، وهو الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، في شهر أغسطس (آب) الماضي. ويستخدم المعتدلون والمحافظون مقتل فخري زاده كجزء من الصراع الداخلي في النظام الإيراني.
رضائي يتهم روحاني
تابعت روشنباخ أن أمين عام مجمع تشخيص مصلحة النظام والقائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي كتب رسالة عامة لام فيها روحاني على التقصير الأمني بصفته رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي، يمكن أن يكون رضائي ساعياً إلى حماية الحرس الثوري الذي يتحمل أيضاً مسؤولية الفشل في الدفاع عن اغتيال فخري زاده بما أنه يتولى أيضاً حماية العالم النووي. إن فيلق أنصار المهدي التابع للحرس الثوري هو مسؤول عن توفير الحماية للمسؤولين البارزين وقد فشل بشكل أكثر وضوحاً قياساً بالأجهزة الأمنية التي يسيطر عليها روحاني، ويتمتع الحرس الثوري أيضا بأجهزته الاستخبارية الخاصة التي من المفترض أيضاً أنها أخفقت في إجهاض الاغتيال المخطط له أو التحذير منه.
عادة طويلة المدى
حاول المتشددون سابقاً استخدام الإخفاقات السياسية لتعزيز أجندتهم الشخصية أو الآيديولوجية، زعم القائد السابق في الحرس الثوري محمد علي جعفري أنه كان مبرراً للإيرانيين التظاهر ضد الفشل الحكومي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، وكان هدف تصريحه على الأرجح توجيه الغضب إلى إدارة روحاني. استعمل رجل الدين المتشدد علم الهدى المقاربة نفسها في 2017 محاولاً تزخيم التظاهرات ضد روحاني، لكن أدت المحاولتان اللتان كانتا موجهتين ضد روحاني إلى إطلاق مظاهرات عامة.
تسييس فاضح
حاول رئيسي، صهر علم الهدى، الاستثمار في الانتقاد العام للفساد الحكومي المستشري فهندس حملة تطهير قضائي منذ تولي منصبه في مارس (آذار) 2019، ومن بين أهداف رئيسي، برز شقيق روحاني الذي حُكم عليه بالسجن لخمس سنوات. وقد يسيس رئيسي الاعتقالات مجدداً تحت ستار الاختراقات الأمنية المرتبطة باغتيال فخري زاده، وتولى رئيسي دوراً قيادياً عبر إصدار الأوامر لجميع الهيئات القضائية بفتح الملف.
تشير روشنباخ إلى أن أي حكومة ستنظم تحقيقات لمعرفة أسباب هذا الفشل وإصلاح نقاط الضعف التي تسببت به. لكن المسارعة إلى لوم الجهاز الأمني الخاضع لروحاني وتجاهل الأجهزة التي تعمل بقيادة الحرس الثوري هي جانب من جوانب التسييس. أما المسارعة إلى فتح الملفات القضائية قبل اكتمال التحقيقات المهنية داخل الأجهزة التي فشلت فهي جانب آخر.
دور مجتبى خامنئي
تقترح تعليقات رضائي وتصرفات رئيسي أن النظام يرد عبر أسلوب يمكنه من تسجيل النقاط ضد روحاني عوضاً عن معالجة المشاكل المنهجية التي أدت إلى اغتيال فخري زاده، يمكن أن تؤدي الانتقادات ضد حكومة روحاني إلى تعزيز قوة العناصر الأمنية ضمن التحالف المتشدد المرتبط بمجتبى خامنئي، وهو نجل المرشد الأعلى، دعم الجهاز الاستخباري في الحرس الثوري اعتقالات رئيسي المسيسة مع قيادة حملة إعادةٍ قسرية لرجل أعمال مرتبط بروحاني إلى إيران، ضمن تفويض رئيسي لمكافحة الفساد.
مجتبى وتائب إلى الواجهة؟
يقود حسين تائب جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري. وكان تائب قد خدم في الكتيبة نفسها التي خدم فيها مجتبى خلال الحرب العراقية-الإيرانية ومن المرجح أنهما لا يزالان يحتفظان بعلاقة وطيدة، وتتوقع الكاتبة أن يزيد مجتبى وتائب النفوذ داخل دائرة صناعة القرار في إيران مع تولي الأول المزيد من المسؤوليات بالنيابة عن والده الذي تقول التقارير إن صحته قد تدهورت خلال الأسابيع القليلة الماضية.