إيران…ردود فعل متباينة عقب فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية
أثار فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية ردود فعل متباينة بين أفراد الشعب في إيران، فبينما يخشى البعض من تفاقم احتمالات اندلاع حرب وصعوبات اقتصادية يأمل آخرون في أن يؤدي موقفه المتشدد إلى تغيير سياسي في إيران.
أثار فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية ردود فعل متباينة بين أفراد الشعب في إيران، فبينما يخشى البعض من تفاقم احتمالات اندلاع حرب وصعوبات اقتصادية يأمل آخرون في أن يؤدي موقفه المتشدد إلى تغيير سياسي في إيران.
وقالت ربة منزل تدعى زهرة (42 عاما) لرويترز عبر الهاتف من طهران “أنا سعيدة للغاية بفوز ترامب. وآمل أن يواصل ممارسة ضغوطه القصوى على نظام الجمهورية الإسلامية وأن يؤدي ذلك إلى انهيار هذا النظام”.
ويخشى بعض الإيرانيين، مثل المعلم المتقاعد حميد رضا، من المزيد من الضغوط الاقتصادية في ظل وجود ترامب في البيت الأبيض إذا استمر في نفس السياسة الصارمة التي تبناها في ولايته الأولى.
وقال رضا “أشعر بخيبة أمل بسبب فوز ترامب. فهذا يعني المزيد من الضغوط الاقتصادية وخطر اندلاع حرب مع إسرائيل. أنا أشعر بقلق عميق”.
وقالت باراستو، وهي طالبة تبلغ من العمر 21 عاما في طهران “الجميع سعداء، وأنا متحمسة. ترامب زعيم لا يقبل الهراء وسيضغط على الحكام الدينيين. وهذا أمر جيد للشعب الإيراني الذي يسعى إلى قيادة ديمقراطية”.
وعلى غرار زهرة وحميد رضا، رفضت باراستو الكشف عن هويتها بالكامل بسبب حساسية الأمر.
وعلى الملأ، قلل الزعماء السياسيون الإيرانيون من أهمية نتيجة الانتخابات الأمريكية على سياسات طهران.
لكن الشاغل الرئيسي للمؤسسة الحاكمة هو احتمال أن يسمح ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرب المواقع النووية الإيرانية، وتنفيذ “اغتيالات”، وإعادة فرض سياسة “الحد الأقصى من الضغوط” من خلال فرض عقوبات مشددة على قطاع النفط في البلاد.
لكن البعض يرى أن ترامب سيكون حذرا بشأن احتمال اندلاع حرب.
وقال رضا محمدي، أحد أعضاء ميليشيا الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني في مدينة أصفهان بوسط البلاد “ترامب رجل أعمال. ويدرك أن إيران قوية ويمكنها تحويل الشرق الأوسط إلى جحيم إذا تعرضت للهجوم. إنه يريد إنهاء الحروب في المنطقة وليس تأجيجها”.
في عام 2018، انسحبت إدارة ترامب آنذاك من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران عام 2015 مع ست قوى كبرى وأعادت فرض عقوبات قاسية عليها مما دفع طهران إلى انتهاك القيود النووية التي نص عليها الاتفاق، مثل إعادة بناء مخزونات اليورانيوم المخصب، وتخصيبه إلى درجة نقاء أعلى، وتركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة لتسريع الإنتاج.
وفشلت الجهود الرامية إلى إحياء الاتفاق، لكن ترامب قال في حملته الانتخابية في سبتمبر أيلول “يتعين علينا التوصل إلى اتفاق، لأن العواقب مستحيلة. علينا التوصل إلى اتفاق”.
وكانت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بسبب برنامج طهران النووي هي التي أجبرت طهران على التوصل إلى الاتفاق النووي لعام 2015، والذي وافقت إيران بموجبه على الحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات.
وقال مسؤولان إيرانيان لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويتهما إن موقف ترامب الصارم قد يجبر الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي، الذي له الكلمة الأخيرة في السياسة الخارجية والنووية للبلاد، على الموافقة على محادثات “سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة” مع الولايات المتحدة.
وقال ترامب للصحفيين بعد الإدلاء بصوته “لا أريد إلحاق الضرر بإيران، ولكن لا يمكن أن تمتلك أسلحة نووية”.