أهم الأخبارمقالات

وفد أمني عراقي إلى البنتاغون.. ما الغاية؟

سمير داود حنوش

لا تزال زيارة الوفد الأمني برئاسة وزير الدفاع العراقي إلى واشنطن بطلب من البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) تثير الكثير من علامات التعجب والتساؤلات عن أسباب الزيارة وتوقيتها، والتي تُعتبر أول زيارة رسمية منذ تشكيل الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني.

زيارة قد تحمل الكثير من المعاني خصوصاً عندما يصعب تمييزها بين اللقاءات الشكلية أو تحقيق أهداف أميركية كما يتوقعه بعض الساسة في المنطقة الخضراء.

وفد برئاسة ثابت العباسي وزير الدفاع ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق أول الركن عبدالوهاب الساعدي ورئيس أركان الجيش الفريق أول عبدالأمير رشيد يارالله ونائب قائد قيادة العمليات المشتركة في العراق وآخرين من قادة الجيش والمسؤولين، كان الغرض المعلن منه هو مناقشة الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن، وطلب البرلمان العراقي ممثلاً بلجنة الأمن والدفاع بضرورة تنوع مصادر التسليح للجيش العراقي وعدم الاعتماد على دولة واحدة.

 

 

 

ترقب يرافقه قلق من هذه الزيارة، خصوصاً بعد ربط ميليشيا النجباء، أحد الفصائل التابعة للحشد الشعبي، توقيت الزيارة مع قرار وزارة الاتصالات القاضي بحظر تطبيق “تلغرام”، حيث حذرت من وصفتهم “بالمتآمرين وإن الأحرار ليسوا غافلين عما يدور في الغرف المغلقة” حسب بيان رئيس المجلس السياسي للحركة علي الأسدي.

رسائل مبطنة هي ما يفهمه المُستقرئ للوضع السياسي العراقي، بأن واشنطن ستعوّل على المؤسسة العسكرية العراقية في المستقبل، عند إحداث تغيير مفاجئ في الدول ذات الأنظمة السياسية الفاشلة التي طالما أخذ العسكر فيها بزمام المبادرة، وهو ما يدعو إلى التخوف والحذر من الزيارة التي نقلتها مجسات الأحزاب والتيارات السياسية إلى صُنّاع القرار في الطرف المناوئ والرافض لغلبة المؤسسة العسكرية على حساب سلاح الميليشيات المنفلت.

زيارة وفد أمني من القادة العسكريين الذين يطغى على عناوينهم وسيرهم الذاتية طابع الاستقلالية وعدم الانتماء إلى جهات سياسية، ربما تعزز تلك المخاوف وتضعها في خانة الحذر، خصوصاً وأن واشنطن لا تزال مُصرّة على عدم استقبال السوداني رئيس الوزراء العراقي بالرغم من محاولات الأخير طلب الزيارة، إلا بعد تنفيذ شروط الاتفاق العسكري بين واشنطن وبغداد وإلزام السوداني بتنفيذها.

بين أن تكون زيارة بروتوكولية أو ذات غايات سياسية تتخوف منها بعض فصائل الحشد الشعبي، التي استبقت نتائج الزيارة مُعتبرة أن الحشد الشعبي وقواعده في النخيب (المنطقة الفاصلة بين محافظتي الأنبار وكربلاء) خطاً أحمر، كما صرح عضو البرلمان العراقي عن الإطار التنسيقي علي التركي، يبقى التساؤل: لماذا أصرّت واشنطن على هذه الزيارة المفاجئة والسريعة للوفد الأمني للبنتاغون؟ وما هي غاية البيت الأبيض؟

سؤالان قد يُرفع السِتار عن جوابيهما في القريب العاجل.

 

العرب

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى