أهم الأخبارمقالات

ماذا لو كانت إيران دولة طبيعيّة؟

د. فايز بن عبدالله الشهري 

والدولة الطبيعيّة هنا يُقصد بها الدولة المتناغمة مع مكوّناتها وجيرانها والتي تركّز على التنمية والاستقرار والسلام لشعبها وجيرانها ومحيطها الإقليمي والدولي. لو كانت إيران بهذا الحال لربّما كانت أنموذجا تنمويّا يتفوّق على كثير من الدول في حجمها ومواردها، الشعب الإيراني (أكثر من 85 مليون نسمة) شعب ماهر في الزراعة والصناعة منذ القدم، وتضم أراضي إيران التي تزيد مساحتها على مليون وخمس مئة ألف كيلومتر مربع موارد طبيعيّة هائلة.

وتقول الأرقام العالميّة إن إيران لديها احتياط نفطي يقدر بـ 126 مليار برميل، وتمتلك 15 % من احتياطي العالم من الغاز الطبيعي (نحو 27 مليار متر). وفي المعادن تحتل إيران المرتبة التاسعة من حيث احتياطي المعادن عالميا ما سمح لإيران باستخراج نحو 150 مليون طن سنويا من قائمة طويلة تشمل الحديد، النحاس، الذهب، الفضة، الزنك، الرصاص، النيكل، الكروميت، المنغنيز، التيتانيوم، اليورانيوم، الفحم، القصدير، الأحجار الكريمة.

إذا ما الذي يجري في إيران؟ ولماذا لا يريد الملالي تحويل هذه الثروات إلى عائدات نماء واستقرار؟

من المحزن أن زيادة دخل الفرد في إيران ظلّت أقل من 1 ٪ بين ثورة 1979 وعام 2022، وهذا أدّى إلى أن يكون هناك قرابة 60 مليون مواطن إيراني (أكثر من نصف عدد السكان) يعيشون تحت خط الفقر، كما توضّح التقارير أن قرابة 20 مليونًا من السكّان يعيشون في بيوت متهاوية على أطراف المدن وارتفاع الأميّة لتطال قرابة 13 % من السكان، وجزء من تفسير هذا الوضع أن إيران تحتل المرتبة 150 من أصل 180 دولة في تقرير (2021) لمنظمة الشفافيّة الدوليّة حول جهود مكافحة الفساد، أما التضخّم فقد راوح في متوسط 20 % على مدى العقود الأربعة الماضية؛ ويتجاوز اليوم (2022) 42 %، زد على ذلك ما جلبته السياسات الحمقاء مع الجيران والمجتمع الدولي من عقوبات أدت إلى انخفاض صادرات إيران إلى أرقام مهولة.

ولا ننس أن ميليشيا حزب الله تتحصّل من حكومة الملالي على نحو 700 مليون دولار سنويا للاحتفاظ بلبنان رهينة، ويتسلم الحوثي ما بين 300 إلى 500 مليون دولار دعما سنويا منتظما، ناهيك عن ملايين الدولارات المتجهة من قوت الشعب الإيراني إلى عشرات العصابات التخريبيّة في العراق وسورية ودول إفريقيا وغيرها.

الآن يعيش الشعب الإيراني أزمة مياه وطاقة، والجفاف يهدد الحياة في البلاد، والعملة الإيرانيّة تنهار مقابل العملات الرئيسة (300 ألف ريال إيراني مقابل الدولار) أما البنية التحتيّة الإيرانيّة فتقول تقارير دوليّة انها متخلّفة ومتداعية.

 

وبناء على هذا كله؛ هل يُلام الشعب الإيراني إذ خرج محتجّا؟ والأعجب كيف تحمّل كل هذا الهوان طيلة العقود الماضية؟

قال ومضى:

لله درّ التاريخ ما أعدله.

 

صحيفة الرياض

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى