
مؤتمر تنفيذية دولة الأحواز في ألمانيا.. خطوة مهمة لتدويل القضية وكشف حقيقة إيران “صور”
عقدت تنفيذية دولة الأحواز العربية، بالتعاون مع الهيئة الأوروبية الدولية للتنمية وحقوق الإنسان في ألمانيا، والمركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان في بروكسل، ومركز الرافدين للعدالة في سويسرا، مؤتمرًا دوليًا في 7 فبراير/ شباط الماضي بدولة ألمانيا.
ناقش المؤتمر أبرز القضايا المتعلقة بالأمن والسلم في الشرق الأوسط، مع التركيز على التدخلات الإيرانية وتهديداتها لاستقرار المنطقة، وتأثيرها السلبي على التنمية والسلام الإقليمي. كما سلط الضوء على دور إيران في زعزعة الاستقرار عبر دعم الجماعات الإرهابية، وتدخلاتها العسكرية والسياسية، خصوصًا في دولة الأحواز العربية التي تعاني من انتهاكات مستمرة لحقوق الإنسان على يد السلطات الإيرانية.
استعرض المشاركون الجرائم الإيرانية بحق شعوب المنطقة، لا سيما في الدول العربية، مع التركيز على الجرائم المرتكبة ضد الشعب الأحوازي. كما ناقش المؤتمر تجارب الدول العربية في التصدي للتدخلات الإيرانية، وسبل مواجهة التهديد الإيراني لأمن واستقرار المنطقة.
وشهد المؤتمر مشاركة نخبة من صناع القرار، والباحثين، والأكاديميين من مختلف الدول العربية والعالم وممثلين للقوميات الغير فارسية داخل جغرافيا ماتسمى إيران، الذين قدموا رؤاهم وخبراتهم حول أفضل السبل لمواجهة التهديدات الإيرانية المتزايدة، وتعزيز التعاون العربي في محاربة الإرهاب، ودعم حقوق الإنسان.
وأيضا حضر أمين عام حزب التضامن الوطني البلوشى والوفد المرافق له، كما حضر رئيس مركز التركي الأزربيجانى والوفد المرافق له، والسيدة فريبا محمدى نائية أمين عام حزب كوملا الكردى والوفد المرافق لها فى هذا المؤتمر.
وافتتح المؤتمر الدكتور عارف الكعبي، رئيس تنفيذية دولة الأحواز العربية، حيث استعرض في كلمته التدخلات الإيرانية وأثرها السلبي على الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وأكد الكعبي أن العبث الإيراني في استقرار المنطقة لا يقتصر على دعم الجماعات المسلحة فحسب، بل يمتد إلى تهديد الأمن العالمي، خاصة مع اقتراب إيران من إنتاج قنبلة نووية، مما يجعلها خطرًا يهدد ليس فقط الشرق الأوسط، بل العالم بأسره.
كما شدد رئيس تنفيذية دولة الأحواز العربية، على أهمية اتخاذ خطوات جادة وحاسمة لمواجهة التدخل الإيراني المتزايد.
وفي مداخلة السيد كورت دي بوف، مستشار رئيس الوزراء البلجيكي،والذى تحدث عن أهمية الأمن الدولي والدور السلبي الذي تلعبه إيران في زعزعة الاستقرار العالمي من خلال تدخلاتها المستمرة.
كما ناشد المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب تطلعات الشعب الأحوازي، مؤكدًا أن هذه التطلعات تتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
أما ألبرتو فرنانديز، المسؤول في الخارجية الأمريكية، فقد ركّز على الدور التدميري لإيران، مشيرًا إلى دعمها المتواصل للتنظيمات الإرهابية بهدف نشر الفوضى وإضعاف الدول في المنطقة.
وأكد أن تنفيذية دولة الأحواز باتت لاعبًا إقليميًا مؤثرًا في التصدي للنفوذ الإيراني، مما يستوجب دعمها وتعزيز موقفها على المستوى الدولي لكبح التمدد الإيراني الذي يهدد الأمن والاستقرار الدوليين.
وفي مداخلة مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السيد غابرييل صوما، استعرض المتحدث 11 مادة قُدمت إلى الإدارة الأمريكية الجديدة، تتعلق جميعها بدعم تنفيذية دولة الأحواز، بما يسهم في تحقيق طموحات الشعب الأحوازي وحقوقه المشروعة.
وأوضح أن هذه المواد تعكس التزام الولايات المتحدة بدعم القضايا العادلة وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، مشددًا على أن القضية الأحوازية تحظى باهتمام متزايد على الساحة الدولية.
كما رحبت السيدة سيفيم يوزغولين، عضو مجلس النواب الألماني، بعقد هذا المؤتمر على الأراضي الألمانية، مشيرة إلى أن ألمانيا تدعم بالكامل تطلعات الشعوب في تقرير مصيرها.
وأكدت في كلمتها على ضرورة إيلاء القضية الأحوازية الاهتمام اللازم في إطار الجهود الدولية لحماية حقوق الإنسان وكرامة الشعوب المضطهدة.
وفي كلمته خلال المؤتمر، أكد السيد مهيم سرخوش، رئيس حزب التضامن الوطني البلوشي، أن الأنظمة الإيرانية المتعاقبة مارست، ولا تزال تمارس، سياسات القمع والتمييز ضد الشعوب غير الفارسية، مشيرًا إلى أن هذه السياسات تشمل التهميش الاقتصادي، القمع السياسي، فرض الهوية الفارسية بالقوة، وحرمان هذه القوميات من حقوقها الثقافية واللغوية.
وأوضح سرخوش أن الشعوب غير الفارسية في إيران تعيش تحت وطأة اضطهاد ممنهج، حيث تعاني من الحرمان من التعليم بلغاتها الأصلية، ومنعها من ممارسة حقوقها السياسية، إضافة إلى القمع الأمني العنيف الذي يستهدف النشطاء والمعارضين.
وأشاد سرخوش بالدور الذي قامت به تنفيذية دولة الأحواز في تنظيم هذا المؤتمر الدولي، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل منبرًا مهمًا لكشف المعاناة التي تتعرض لها الشعوب غير الفارسية داخل إيران، كما تعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها القوى الوطنية في سبيل تحقيق العدالة والاعتراف بحقوق القوميات المظلومة.
بدوره، تطرق الدكتور صالح كامراني،أمين عام حزب المركز الأذربيجاني، إلى التهميش والظلم الذي تتعرض له الشعوب غير الفارسية في إيران، مؤكدًا أن النظام الإيراني يتبع سياسات قمعية تهدف إلى طمس هويات هذه الشعوب، وحرمانها من حقوقها الأساسية، سواء في التعليم، أو التمثيل السياسي، أو الحقوق الاقتصادية.
وأشار كامراني إلى أن تدويل قضية الأحواز، هو خطوة ضرورية لكشف الجرائم والانتهاكات الإيرانية أمام المجتمع الدولي، مشيدًا بجهود تنفيذية دولة الأحواز في هذا الصدد.
كما أكد على ضرورة تعزيز التعاون بين الشعوب غير الفارسية لمواجهة هذه السياسات التمييزية، والعمل على إيصال صوت هذه القوميات .
وفي كلمته، أكد رئيس المركز الاوروبي المستشار محمد الشمري من بروكسل، أن حقوق الإنسان ليست امتيازًا تمنحه الدول، بل حق أصيل لا يمكن المساس به، مشددًا على أن ما يتعرض له الشعب الأحوازي من اضطهاد وقمع ممنهج على يد السلطات الإيرانية يشكّل انتهاكًا صارخًا لكل المواثيق الدولية.
وأشار إلى التضييق السياسي والثقافي والاقتصادي الذي تمارسه السلطات الإيرانية بحق الأحوازيين، معتبرًا أن الصمت الدولي تجاه هذه الانتهاكات غير مبرر، مشيدًا بالدور الفاعل الذي لعبته تنفيذية دولة الأحواز في إيصال معاناة الأحوازيين إلى المحافل الدولية، مما جعل القضية الأحوازية ملفًا حاضرًا في الأوساط الحقوقية والسياسية.
أما ورئيس الهيئة الاروبية لحقوق الانسان احمد الاحمد من المانيا ، فقد ركّز في مداخلته على انتهاكات إيران لحقوق الإنسان، مؤكدًا أن ما يحدث في الأحواز من اعتقالات تعسفية، وإعدامات، وحرمان من الحقوق الأساسية هو انتهاك واضح للقانون الدولي واتفاقيات جنيف والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
كما أشار إلى ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة من قبل المجتمع الدولي لمحاسبة النظام الإيراني على هذه الجرائم، مشيدًا بـتنفيذية دولة الأحواز التي استطاعت نقل القضية من كونها قضية محلية إلى قضية دولية تتصدر المشهد الحقوقي.
وفي مداخلته، تحدث نائب رئيس مركز الرافدين للعدالة عن الظروف المأساوية التي يعيشها الشعب الأحوازي، مشيرًا إلى أن الوضع في الأحواز لم يعد مجرد أزمة سياسية، بل أصبح أزمة إنسانية تتطلب تدخلاً دوليًا عاجلاً.
وأكد أن إيران تستخدم كل الوسائل لقمع الأحوازيين، بدءًا من القوانين التعسفية، مرورًا بالقمع الأمني، وصولًا إلى التمييز الممنهج في الحقوق والخدمات.
وأضاف أن تنفيذية دولة الأحواز نجحت في تسليط الضوء على هذه الجرائم، واستطاعت أن تكون صوت الشعب الأحوازي في المحافل الدولية، مما دفع العديد من المنظمات الحقوقية إلى الاهتمام بهذه القضية.
عكست كلمات المتحدثين في المؤتمر إجماعًا دوليًا على خطورة التدخلات الإيرانية وضرورة التصدي لها بحزم.
كما سلطت الضوء على القضية الأحوازية كأحد الملفات المهمة التي تحتاج إلى دعم دولي واسع، باعتبارها جزءًا من الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.