لماذا نؤكد دوما بأن الدولة الأحوازية شرعية قائمة ؟
لماذا نؤكد دوما بان الدولة الاحوازية شرعية قائمة ؟ يقول رئيس اللجنة التنفيذية لدولة الأحواز، الدكتور عارف الكعبي، لإن الأحواز وطن ودولة لها حضارة وجذور تاريخية تؤكد على أنها باقية، رغما عن الاحتلال الفارسي منذ 1925، الذي سعى خلال أكثر من ثمانية عقود للتفريس والتغيير الديمغرافي وطمس الجذور التاريخية لدولة الاحواز العربية، فما زالت الدولة العربية على الشاطئ الشرقي للخليج العربي دولة عربية وستعود عربية، فالأحواز العربي الجذور والتاريخ والجغرافيا كان ضمن دولة حمورابي، ويعود وجود العرب فيه إلى سنة 311 قبل الميلاد.
السوابق الدولية والتاريخية في الحربين العالمية الاولى والثانية وتمسك المجتمع الدولي بمبدأ عدم قبول انتهاء الحرب بمجرد فناء الشخصية لبعض الدول التي انهزمت نتيجة الحربين المذكورين ولا ريب أن لتلك السوابق أثرا في إنشاء قاعدة عرفية دوليه بهذا الشأن.
وكمثل على ذلك عدم قبول فناء الشخصية الدولية للحبشة بعد احتلال إيطاليا لها، ولا شك أن فناء الشخصية الدولية للأحواز نتيجة الحرب العدوانية الفارسية لا يعني انتهاء هذه الحرب وإنما تعتبر مستمرة بما ابداه ويبديه الشعب الأحوازي ورفض الاحتلال ومقاومته له بقوة تمثلت بجميع الوسائل التي استخدمها هذه عبر الثورات والانتفاضات التي خاضها من اجل استرداد حريته واستقلاله.
الشعب العربي الأحواز منذ اللحظة الأولى لاحتلال والذي اليوم يقاوم هذا الاحتلال بكل إمكانيه وقدراته من أجل استعادة دولة العربية المختطفة من قبل الفرس، وهذ الدولة التي تعد خط الدفاع الأول عن الشعوب العربية من المخططات الفارسية، وأيضا الخنجر القوي في إنهاء نفوذ الفرس في المنطقة.
إن الاحتلال الفارسي للأحواز قائم على عنصرية بغيضة، تترجم العداء التاريخي من قبل الفرس للعرب، وإن كل ما يبديه لاحتلال من شعارات الوحدة الإسلامية والتآخي هي شعارات مزيفه تخفي الأطماع الفارسية في الدولة العربية ونهب ثروات الشعوب، والعراق مثال في ذلك بنهب النفط العراق وسرقه المياه، واستمرار سفك الدماء العربية في العراق.
تاريخ الأحواز، الذي شهد عدت حضارات على أرضه منها حضارة ميسان (ميسن)، ويعود تاريخ نشأتها إلى قرابة عام 129 ق.م، واستمرت إلى حدود عام 225 م، وعثر الباحثون على أسماء 23 ملكاً من ملوك تلك الحضارة، الذين حكموا ثلاثة قرون ونصف القرن، وامتدت حدود تلك الحضارة – حسب الدراسات – من نهرى دجلة والفرات غرباً، إلى نهر كارون شرقاً، وكان أول ملوكها فى تلك المرحلة، هو الملك العربى الذى يُدعى “هيسباوسينس”، وكان مركز الحكومة يسمى “الكرخة” أو “خاركاس” المعروفة حاليا بـ (مدينة المحمرة)، وكان ميناء هذه المدينة يُعدّ أهم ميناء تجارى عربي- يونانى فى الشرق.
وفي بداية القرن السادس عشر اعترفت الدولتان الصفوية في فارس والعثمانية في إسطنبول باستقلال دولة عربية بالأحواز هي الإمارة المشعشعية التي انتقل الحكم فيها لبني كعب في القرن الثامن عشر وكان آخر أمرائها الشيخ خزعل الكعبي الذي سقطت إمارته عام 1925 فعل التآمر الأجنبي.
رغم التآمر الاجنبي وفي مقدمتهم تآمر دولة الاستعمار بريطانيا ضد الدولة الأحوازية على الشاطئ الشرقي للخليج العربي، واستشهاد الشيخ خزعل الكعبي ، وفرض السيطرة الفارسية على دولة الأحواز منذ عام 1925 ونهب المستمر لثروات الاحواز، وعلى رأسها ثروة البترول والغاز والتي تشكل 85% من مدخلات دولة الاحتلال الفارسي، و 35 % من المياه، وأرض خصبة في الدولة التي تبلغ مساحتها 375 ألف كلم مربع ونحو 10 مليون نسمة، إلا أن الأحواز شهدت عدة انتفاضات من أجل الحرية والاستقلال واستعادة دولته المجيدة.
شهدت الأحواز منذ احتلالها عام 1925، حتى يومنا هذا، عدة انتفاضات وثورات بوجه المحتل الفارسي، ونورد هنا أبرز هذه المحطات، وأبرزها ثورة الغلمان: بدأت مقاومة الأحواز بعد مرور ثلاثة أشهر فقط على احتلال الأحواز، الذى تمّ بتاريخ 20 إبريل فى العام 1925، حيث وقف جنود الشيخ خزعل وحرسه الخاص في وجه سياسة التفريس.
اليوم ورغم محاولة طمس الحقائق والانقلاب على شريعة الشعب العربي الأحوازي، يبقي النضال والمقاومة والدعم العربي لقضية الأحواز، القوة الدائم من أجل استعادة الدولة العربية في الأحواز، وانهاء عقود من الاحتلال الفارسين والتي معها يمكن القول انتهاء المكائد والمخططات الفارسية ضد الشعوب العربية.
دولة عربية في الأحواز، هو يشكل الضربة القاضية لأي نفوذ فارسي في المنطقة، وهي معركة تعطى العرب القوة والأمن في مواجهة العنصرية والإرهاب الفارسي الذي يستهدف خيرات الشعوب العربية.
ستبقى الدولة العربية في الأحواز قائمة مهما حول المستعمر الفارسي أن يطمس هويتها، وأيضا ستظل قائمة في المحافل العربية والدولية، فهناك رجال ضحو يضحون من أجل وطنهم العزيز ودولتهم السليبة لاستعادة أمجاد أباءهم وأجدادهم وكرامتهم ، فالأحواز عربية وستظل عربية وستعود دولتهم مهما بغى وتجبر العدو الفارسي.