صور الأقمار الصناعية تكشف تدمير منشآت حيوية للصواريخ الإيرانية
أفادت مصادر إعلامية وتقارير استندت إلى صور الأقمار الصناعية التجارية بأن إسرائيل نفذت غارات جوية دقيقة على مواقع حيوية في إيران يوم السبت الماضي.
ووفقًا لرويترز، استهدفت هذه الهجمات مباني في إيران تُستخدم لخلط الوقود الصلب للصواريخ الباليستية، ما أدى إلى تدمير عدد من المرافق الحساسة وتعطيل البنية التحتية لإنتاج الصواريخ الباليستية.
أجرى التقييمَ الأولي لهذه الهجمات كل من ديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، وديكر إيفليث، محلل الأبحاث في مركز CNA، وقد أكدا أن إسرائيل استهدفت قاعدتين عسكريتين رئيسيتين بالقرب من طهران، وهما قاعدة بارشين وموقع خاجير.
يُعدّ بارشين مجمعًا عسكريًا كبيرًا، بينما يشكل خاجير مركزًا لإنتاج الصواريخ وكان في طور التوسع وفقًا لتقارير سابقة.
أظهرت صور الأقمار الصناعية من Planet Labs أن الغارات الجوية على خاجير دمرت مبنيين مخصصين لتزويد الصواريخ الباليستية بالوقود الصلب، وهي خطوة يُعتقد أنها قد أضعفت بشكل كبير قدرة إيران على إنتاج الصواريخ بكميات كبيرة.
كما كشفت صور أخرى أن الهجمات دمرت ثلاثة مبانٍ في مجمع بارشين، من بينها منشآت مرتبطة بتركيب وقود الصواريخ الباليستية الصلبة.
بحسب الجيش الإسرائيلي، تم تنفيذ الهجمات على ثلاث مراحل متزامنة في عدة مواقع، بما في ذلك محيط طهران وغرب إيران، واستهدفت منشآت عسكرية ومصانع صواريخ تابعة للحرس الثوري الإيراني.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن هذا التصعيد جاء ردًا على إطلاق إيران أكثر من 200 صاروخ باتجاه إسرائيل في الأول من أكتوبر.
من جهته، أفاد جيش الاحتلال الإيراني أن المقاتلات الإسرائيلية استخدمت تقنيات للتخفي والتملص، حيث شنت هجمات تحت غطاء خفيف على أنظمة الرادار الإيرانية في مقاطعات إيلام وخوزستان وحول طهران.
ووفقًا لإيفليث، فإن هذه الهجمات قد تؤدي إلى تقليص قدرات إيران على إنتاج الصواريخ الباليستية بشكل كبير، وقد تؤثر على إمكانياتها لشن هجمات صاروخية محتملة على إسرائيل في المستقبل.
علاوة على ذلك، أكدت مصادر إسرائيلية أن الهجمات شملت تدمير 12 خلاطًا “كوكبيًا”، وهي معدات متطورة تُستخدم في إنتاج الوقود الصلب، وتعتبر حيوية لإنتاج الصواريخ الثقيلة مثل صواريخ خيبر وحاج قاسم، التي استخدمتها إيران مؤخرًا في هجماتها.
وأشار باراك رافيد، مراسل موقع أكسيوس، إلى أن جميع الخلاطات الكوكبية التي كانت بحوزة إيران قد دُمرت بالكامل، وذلك استنادًا إلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين، مما يعني أن إسرائيل قد قضت على كامل قدرات إيران في هذا المجال.
تمتلك إيران أكبر ترسانة من الصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط، وتُتهم بنقل صواريخها إلى دول وجهات أخرى، مثل روسيا والحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، وهو ما تنفيه إيران وروسيا بشكل قاطع.
ويرى محللون أن هذه الهجمات قد تؤدي إلى تقويض القدرات العسكرية الإيرانية وإضعاف موقفها في المنطقة، كما يمكن أن يكون لها تأثير على استراتيجيات طهران في دعم حلفائها.
تعتبر هذه الهجمات الإسرائيلية تصعيدًا في الصراع الإقليمي وتأتي كرد على إطلاق الصواريخ الإيرانية نحو إسرائيل.
ومن الواضح أن هذه الضربات قد وجهت ضربة نوعية لقدرات إيران الصاروخية، مما قد يعطل خططها المستقبلية لإنتاج الصواريخ ويحد من تأثيرها العسكري في المنطقة.