صراع داخلي بين حماس والجهاد الإسلامي بعد عملية تل أبيب
عبرت قيادات في حركة حماس عن استيائها الشديد من تبني حركة الجهاد الإسلامي مسؤولية العملية التخريبية الأخيرة في تل أبيب والتي وقعت قبل أسبوع، ووصفت ذلك بالمزاعم الوهمية.
وفقًا لقيادات حماس، لا تتمتع عناصر حركة الجهاد الإسلامي بحماية أكبر من الأجهزة الأمنية مقارنة بعناصر حماس، مما يثير القلق بشأن التمييز والاحتكار في ساحة القتال والترويج لصاحب الفضل الأكبر في العمليات داخل اسرائيل.
حماس تتهم الجهاد الإسلامي انها تحاول السيطرة على الأعمال الناجحة التي تنفذها حماس، مما يعقد العلاقات بين الحركتين ويزيد من حدة التوترات.
من جهتها، أفادت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) بأن الانفجار الذي وقع في تل أبيب كان ناتجًا عن عبوة شديدة الانفجار، أسفرت عن مقتل المنفذ وإصابة إسرائيلي بجروح. وأوضحت السلطات أن الانفجار كان محاولة فاشلة لتنفيذ عملية تفجيرية.
تقييم المحللين
علق المحلل السياسي الفلسطيني أيمن خالد على بيان حماس بخصوص عملية تل أبيب، مشيرًا إلى أن الخلاف بين حماس والجهاد الإسلامي كبير جدًا.
وأوضح خالد أن الجناح العسكري للجهاد الإسلامي يتميز بثقافة محدودة، مما يجعله عرضة للاستغلال من قبل حماس في الاشتباكات.
وأكد خالد أن حماس تعتبر الجهاد الإسلامي بمثابة “فتح” بأشكال دينية مختلفة، ويبدو أن حماس تستفيد من أي ضعف يظهر في الجهاد الإسلامي.
وأشار خالد إلى إشكالية في العقل الإخواني، حيث يرى أن المدنيين يُعتبرون أدوات للمشروع السياسي ولكن ليسوا جزءًا من المسؤوليات الأساسية.
وأضاف أن حماس، رغم سيطرتها على قطاع غزة، لم تتمكن من حماية البنية الاقتصادية الأساسية للقطاع، مما أدى إلى ارتفاع نسبة السكان الذين يعيشون على المساعدات الإنسانية.انتقد خالد أيضًا سلوكيات قائد حماس يحيى السنوار، مشيرًا إلى أن السنوار كان يمارس الخطف والتعذيب بوحشية شديدة، مستخدمًا الأدوات الحديدية والسلاسل لجلد الأشخاص حتى يعترفوا بأنهم عملاء لإسرائيل. وقد استمر هذا السلوك الوحشي بعد اعتقال السنوار في عام 1989 وعاد إلى غزة ليستأنف مشوار القمع والعنف.
تسعى حماس إلى تعزيز موقفها في ساحة القتال لمحاولة كسب انصار جدد وتحدي مزاعم الجهاد الإسلامي، بينما تعاني غزة من ظروف الحرب أدت لنزوح وتشريد أكثر من مليوني فلسطيني.