جواسيس إيران
فريد أحمد حسن
من الأخبار التي ينبغي لكل دول المنطقة دراستها بعناية الخبر الذي كشفت عنه أخيراً مؤسسة «سايبر ريزن» المختصة في الأمن السيبراني ومفاده أن النظام الإيراني يستهدف شركات عديدة في أنحاء العالم عبر حملة تجسس موجهة بالخصوص إلى شركات وبعض المناطق وخاصة إسرائيل، فقد نقل عن مسؤول بالمؤسسة المذكورة قوله إن هذه الحملة مستمرة منذ أربع سنوات على الأقل، وإنها «نجحت على الأرجح في جمع كميات كبيرة من البيانات من أهداف تم اختيارها بعناية».
طبعاً النظام الإيراني لن يتردد عن إنكار هذه المعلومة والقسم بأغلظ الأيمان بأنها غير صحيحة، وكذلك يفعل المخدوعون والمهووسون به، ففي اعتقاد هؤلاء أن هذا النظام مثال ولا يمكن للمثال أن يقوم بمثل هذه الأفعال «غير الأخلاقية» حتى وهو يرى الآخرين يستهدفون مؤسساته وشركاته بغية التوصل إلى أي معلومة تفيدهم ليهاجموه بها!
الشيء الذي ربما لا يعرفه هؤلاء أن النظام الإيراني يقوم برصد كل حركة وسكنة وأن هذا يشمل تحركاتهم داخل إيران وخارجها ويسجل كل مكالماتهم، حالهم حال المواطنين الإيرانيين الذين يقلقون منامه. هذا النظام ورث أجهزة مخابرات الشاه محمد رضا بهلوي وورث «السافاك» الذي هو أساس أجهزة مخابرات الشاه ونتاج «الموساد» الإسرائيلي، وهو مهتم بتطوير هذه الأجهزة وأدواتها أكثر من اهتمامه بتطوير الصواريخ والمسيرات التي يمد بها «حزب الله» في لبنان و «أنصار الله» في اليمن و «الحشد الشعبي» في العراق، وفي سوريا وغيرها من أذرعته المنتشرة في كل مكان. فمن دون هذا لا يستطيع أن يرصد تحركات هؤلاء أيضاً ومراقبتهم على مدار الساعة.
النظام الإيراني متغلغل في العديد من الشركات والمؤسسات في العديد من الدول، وهو يرصد كل تحركات المنظمات على اختلافها ويتجسس حتى على المنتمين إليه بل على مسؤوليه و «خدامه». شيء من هذا ذكره وزير الخارجية الإيراني السابق في بعض كتبه.
النظام الإيراني يتجسس علينا وعلى غيرنا وعلى نفسه وجواسيسه في كل مكان.
الوطن البحرينية