جرائم دولة الاحتلال الإيراني بالعراق جُرح لم يندمل بعد
منتظر الزيدي: صلاح العراقي كان يشكل خطرا على المليشيات القاتلة والأحزاب الفاسدة ويهدد سمعتهم وينتقدهم وبفضح نواياهم
غيث التميمي: اغتيال صلاح العراقي يؤكد إجرام الطبقة السياسية الموالية لدولة الاحتلال الفارسي وتورطهم في اغتيالات العراقيين لتكميم أفواههم
ياسين سالم: العراق والعراقيين سيبقوا في دوامة العيش تحت آلة القمع المليشاوي إلى ان يستسلموا لخيار التطبيع مع إسرائيل
كشف تحقيق صحافي أجرته الزميلة، سمية عسله، بالميدان، تضمن تصريحات لعدد من النشطاء المعنيين بقضايا العراق، عن حصر العديد من الجرائم التي شنتها ميليشيات دولة الاحتلال الإيراني الإرهابية، على اغتيالات لمدنيين وتخريب لمنشآت عراقية وغيرها، لتؤكد بما لايدع مجالاً لأدنى شك أن العروبة تتكبد خسائر فادحة جراء الأفاعيل الإجرامية لدولة الاحتلال الفارسي وميليشياتها ليس بالعرق فحسب، بل بالعديد من بقاع المنطقة العربية قاطبة.
حيث جاء بالتحقيق، أن موجة اغتيالات، وخطف تستهدف الناشطين المدنيين في العراق، منذ اندلاع ثورة تشرين العام الماضي، التي هزت البلاد، واسقطت حكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبدالمهدي، بعد ضغوطات شعبية ودولية، ومتظاهرين أقلقوا الطبقة الحاكمة، والأحزاب القابعة وسط العاصمة بغداد، مما حدا بالفرقاء السياسيين إلى توافق غير منسجم، بعد تعسِّر قاد السيد مصطفى الكاظمي إلى الواجهة، ومنذ ذلك الحين، والمتظاهرين يضغطون باتجاه الإصلاح للبلاد، من خلال عريضة قدمها الشباب، في ساحات التظاهر بالمحافظات العراقية، وهي عبارة عن مطالب يصل سقفها إلى تعديل الدستور، وحل البرلمان، وإجراء إنتخابات مبكرة، وتعديل لائحة الإنتخابات، وتغيير طاقم مفوضية الإنتخابات، وتعديل كثير من القوانين، والتشريعات، وإصلاح البلاد اقتصادياً .
فضلاً عن، مطالب وشروط ذهب ضحيتها الكثيرين من خيرة الشباب العراقيين، نتيجة اغتيالات قامت بها المليشيات المسلحة، التي تتلقى دعما مادياً ومعنوياً من دولة الاحتلال الإيراني على حد ذِكر مراقبين، وناشطين قادوا ساحات التظاهر، مؤكدين أن الدعم الفارسي والأحزاب الموالية لدولة الاحتلال الفارسي هي من تقوم بتصفية المتظاهرين الأبرياء من المدنيين، من خلال مسدسات كاتمة للصوت، وحملة اغتيالات ممنهجة، يقوم بها بعض المندسين بين المتظاهرين، وهم عناصر تحركهم أيادي حزبية خفية.
وقد راح ضحيتها حوالي 300 قتيل، في جميع محافظات الوسط، والجنوب، فيما وصل عدد الجرحى حوالي 15 الف بين جريح، ومصاب وصلت حد التسبب في إعاقة دائمة للبعض.
ومنذ اندلاع الثورة في 1/تشرين سنة 2019 حتى هذه الأيام، التي ذهب ضحيتها احد الناشطين، ويدعى “صلاح العراقي”، والقاتل اما هارب خارج البلاد، أو مجهول، أو “طرف ثالث”، كما يدعي السياسيون.
وتعليقاً على هذه الحادثة فقد صرّح الإعلامي والناشط المعروف “منتظر الزيدي” لصحيفة الميدان قائلا: أن “صلاح العراقي” شاب طموح، يحب بلده جداً، هو اب لأربعة أطفال، وكان يطالب بحقوق العراقيين، حاله حال اي معتصم خرج لإصلاح النظام السياسي والإقتصادي للعراق وكان ذنبه بنظر المليشيات القاتلة، والأحزاب السياسية الفاسدة أنه يشكل خطرا، وتهديد لسمعتهم السيئة لأنه ينتقدهم بإستمرار دائماً، ويقوم بفضح نواياهم، ويوجه لهم الاتهامات بإغتيال الناشطين، وعمليات السلب، والنهب، والفساد، الذي اكل الأخضر، واليابس في العراق، وهم يستهدفون كل من يجيد طريقة النقد التي تزعجهم، وكان اغتياله كما العمليات السابقة التي ذهب ضحيتها زملائه وأصدقائه، في ساحات الاعتصام بثورة تشرين، حيث كانت عملية الاغتيال أمام الناس.
وأضاف: اتمنى ان لايذهب دم صلاح وزملائه هدر، وأرجو أن يأتي اليوم الذي يقتص للشهداء من المجرمين القتلة، ونحن كشباب ثورة تشرين عقدنا العزم على إلا نتنازل قضائيا عن دماء شهداء الثورة، وسنحاسب الفاسدين، والمليشيات المجرمة، التي عاثت بالبلاد فساداً”.
فيما علق “غيث التميمي” أمين عام تيار مواطنيون والمعارض والناشط السياسي المعروف قائلاً :” يبدو أن القوى السياسية العراقية، بعد أن افلست شعبياً، وجماهيرياً إذ لا تملك أي خطوات إصلاحية تعالج أزمات العراقيين اقتصادياً، وامنياً وفشلت في أن تستجيب لمطالب الشعب بإصلاح النظام السياسي، لجئت إلى الطريقة الإيرانية المعتادة، التي يستخدمها الحرس الثوري في تصفية الخصوم، وعمليات الاغتيال الحالية هي عمليات طائشة، ومرتبكة بشكل واضح، وتهدف بالحقيقة إلى نشر الرعب، والخوف في صفوف النشطاء المدنيين، والحقوقيين المطالبين بالإصلاحات السياسية، الذي كان آخر ضحايا عمليات الاغتيال هو الناشط “صلاح العراقي” من بغداد والدكتور “أحمد الشريفي” من ميسان. وهذه العمليات تؤكد إجرام البعض من الطبقة السياسية الحاكمة الموالية لدولة الاحتلال الفارسي وتثبت تورطهم في كل عمليات الاغتيال التي طالت العراقيين لتكميم الأفواه، والسكوت عن الفساد، ونهب ثروات العراقيين، على هذا الشكل لانتوقع، ولا ننتظر اي عملية إصلاح من القوى السياسية التي تحكم العراق، كما أن استمرار عمليات الاغتيال أمام صمت وسكوت مطبق من قبل الحكومة أيضا هو يعتبر مؤشر على تورطها، وتواطئها مع القتلة لاسيما إن كان القاتل من جهة معروفة بالعراق، وليس من الصعب الوصول إلى القتلة إذ كانت عمليات الاغتيال أمام مرآى ومسمع من الناس، وأمام الاجهزة الأمنية، وأمام سيطرات الشرطة التي تملأ شوارع بغداد، والحكومة غير قادرة على محاسبة عصابات تُمثل الأحزاب الحاكمة أو جهة أخرى من المليشيات التي ترعاها الحكومة بصورة أو بأخرى .
و تضمن التحقيق تعليقاً للكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن العراقي “ياسين سالم” قائلا:أ ن العراق سيبقى في دوامة، وسيظل الشعب العراقي يعيش تحت آلة القمع المليشاوي، المدعوم من دولة الاحتلال الإيراني بل وستبقى الحكومة محكومة من قِبل الأحزاب المتنفذة، ولن تستطيع الحكومة إجراء أي تغيير في النظام السياسي، أو إصلاح أمني من شأنه رفع الظلم عن الشعب العراقي وهذه سياسة أمريكية متبعة أعطت الضوء الأخضر للحرس الثوري الفارسي للعبث بمقدرات العراق، والبطش بشعبه لإكمال مسلسل الإنهاك للعراق، وسحق إرادة الشعب، الذي يحاول كل مرة النهوض، من خلال ثورة يذهب بها آلاف من خيرة الشباب العراقيين، نتيجة اغتيالات قامت بها المليشيات المسلحة، على مرأى ومسمع من الجميع، وبمقربة من سفارة أمريكا، إلى أن يستسلم الشعب العراقي ويقتنع بأي حل كان للخروج من الأزمة الراهنة، ومن هذا النفق المظلم، مهما كانت النتائج فعندها سيصبح خيار التطبيع مع اسرائيل خيار استراتيجي.
ولننظر للدول العربية الأخرى كيف تم معها التطبيع جميعها، من خلال المساومة، فالسودان تم إخراجه من سجل الإرهاب مقابل التطبيع، والمغرب كان مقابل الصحراء الغربية، وبعض دول الخليج مقابل أمنها من فزاعة دولة الاحتلال الإيراني فلهذا اقول: لن يهدأ العراق الا بعد التطبيع الإسرائيلي الذي أراه على الأبواب، وهذه قناعة برأيي ان سياسة أمريكا تتجه نحو هذه المساومة الخبيثة والمغرضة”.
ويضيف “ياسين سالم”: مجمل القول ان العراق مازال يعاني من التمدد والنفوذ الفارسي الذي استحل دماء العراقيين، طمعا في السيطرة الكلية على العراق سواء من الناحيه السياسية، والاقتصاديه، والعسكرية، وان الطريق الأمثل لدى الشعب العراقي الان ان يوحد صفوفه للتصدي للتوغل لدولة الاحتلال الفارسي ومحاسبة كل من تواطأ مع نظام الملالي ضد العراق وشعبه العظيم.