تقسيم جغرافيا ماتسمى إيران.. مابين دعم الشعوب وسخرية طهران
تواصل دولة الاحتلال الإيراني انتهاكاتها ضد الشعوب الغير فارسية ، في حين تستمر الانتقادات الدولية الموجهة لها بشأن هذه الانتهاكات .
على مر العقود السابقة، شهدت دولة الاحتلال محاولات متكررة للشعوب الغير فارسية داخلها لإنهاء الاحتلال الذي استمر لعقود طويلة، حيث تواجه هذه الشعوب تحديات واضطهادات مستمرة من قبل الاحتلال الإيراني.
تشمل الانتهاكات التي يتعرض لها الشعوب غير الفارسية قمع الحريات السياسية والثقافية، وتقييد اللغة والتعليم، والتمييز العرقي، والتهميش الاقتصادي، كما تمارس الحكومة الإيرانية قوانين قاسية تهدف إلى منع هذه الشعوب من ممارسة حقوقهم الأساسية والتعبير عن هويتهم الثقافية.
وقد قامت بعض الشعوب غير الفارسية في إيران بمحاولات متواصلة لإنهاء الاحتلال والانتهاكات التي يتعرضون لها.
هذه المحاولات تشمل الاحتجاجات والحركات السلمية، والدعوة للتغيير السياسي والحرية الثقافية والاعتراف بحقوقهم.
مع ذلك، تواجه هذه المحاولات تحديات كبيرة، حيث يتم قمعها وقمع النشاطات السياسية والثقافية المستقلة، حيث يستخدم الاحتلال الإيراني العديد من الأدوات للتعامل مع هذه الحركات، بما في ذلك القمع العنيف والاعتقالات التعسفية والترهيب.
تقسيم إيران إلي 6 دول
أثار ضابط المخابرات الاسرائيلى السابق، مردخاي كيدار، جدلاً واسعًا بعد نشره مقالًا افتتاحيًا في صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية. والذي أعرب خلاله عن رأيه بأن إيران يجب أن تنقسم إلى 5 إلى 6 دول عرقية مختلفة.
وفي المقال، أشار كيدار إلى أن هذا الانقسام العرقي سيكون أفضل للشعب وسيساهم في تحقيق الاستقرار.
وأثار المقال غضب مسؤولي الاحتلال الإيراني، حيث رأى البعض فيها تدخلاً في الشؤون الداخلية لإيران وتهديدًا لوحدتها الوطنية.
سخرية إيرانية
قام المتحدث باسم وزارة خارجية الاحتلال الإيراني، ناصر كنعاني، بالسخرية من تصريحات ضابط المخابرات الاسرائيلى السابق، مردخاي كيدار، بشأن تقسيم إيران من خلال الخلاف العرقي عن طريق تحريض الشعوب غير الفارسية،
وقال كنعاني على منصة “إكس”، أن هذه التصريحات ليست جديدة من قبل أعداء الصهاينة الذين يوجهون هجماتهم الوقحة تجاه إيران.
وأضاف كنعاني أن هذه التصريحات تعكس محاولات أعداء إيران المستمرة للنيل من وحدتها واستقرارها.
وأكد أن إيران تمتلك تاريخًا طويلًا من الوحدة بين شعوبها المتنوعة، وقد تمكنت من الحفاظ على سلامتها لأكثر من أربعة عقود، حيث تلاحمت الشعوب العرقية الإيرانية بشكل قوي ومتماسك.
انتهاكات إيرانية تجاه الشعوب الغير فارسية
ومن الجدير بالذكر أن سلطات الاحتلال الإيراني تمارس انتهاكات واسعة تجاه الشعوب غير الفارسية داخل جغرافيا ماتسمى إيران، وخاصة الأحواز، وكذلك البلوش والأكراد وغيرهم.
وتشمل هذه الانتهاكات القمع والتمييز وانتهاك حقوق الإنسان الأساسية لهذه الشعوب المتنوعة.
و تعتبر هذه التصريحات والسخرية من فكرة التقسيم استفزازًا للسكان الواقعة تحت احتلال إيران ،وتهديدًا لوحدتها الوطنية واستقرارها.
ترحيب النشطاء والسياسيين داخل الأحواز
نشطاء وسياسيون داخل الأحواز يرحبون بدعوات تقسيم إيران إلى 6 دول بهدف تحقيق حرية الشعوب غير الفارسية.
وأشاروا إلى محاولات الاحتلال الإيراني في الأحواز على مدار عقود طويلة لطمس الهوية وسرقة الأراضي والثروات الطبيعية والنفط، ما أدى إلى غرق الشعب في حالة من الفقر.
وتتعرض الأحواز، لانتهاكات مستمرة من قبل الاحتلال الإيراني، وتشمل هذه الانتهاكات قمع الحريات السياسية والثقافية، وتجاهل حقوق الشعب في تقرير مصيرهم وتنمية أراضيهم وثرواتهم الطبيعية.
وفي هذا السياق، قام نشطاء وسياسيون داخل الأحواز بالترحيب بدعوات تقسيم إيران إلى 6 دول من أجل تحقيق الحرية وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية.
يعتقد هؤلاء النشطاء أن تقسيم إيران سيمنح الشعوب الغير فارسية حقوقهم المشروعة وسيساهم في تحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية.
بينما يستمر النشطاء والسياسيون في داخل الأحواز في الدفاع عن حقوقهم وتحقيق العدالة، يأملون في أن تجد دعوات تقسيم إيران إلى 6 دول دعمًا دوليًا وتفهمًا لقضيتهم .
ويعتقدون أن هذه الخطوة قد تساهم في إكتمال طموحاتهم وتحقيق آمالهم في الحرية والعدالة.
وعلى الرغم من التحديات المستمرة، فإن استمرار الجهود والضغوط الدولية قد يساعد في تحقيق التغيير المطلوب في إيران وإنهاء الاحتلال والانتهاكات ضد الشعوب غير الفارسية. قد تكون العقود القادمة حاسمة في تحديد مصير هذه الشعوب وتحقيق حقوقهم المنسية والمهمشة.