تقرير استخباراتي يكشف عن تجارب نووية إيرانية في مواقع سرية
كشف معهد العلوم والأمن الدولي، نقلاً عن مسؤولين استخباراتيين غربيين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم، أن إيران استأنفت أنشطتها النووية المشبوهة في موقعين تابعين لمشروع “آماد”، الذي كان يُستخدم لتطوير الأسلحة النووية الإيرانية في الثمانينيات. وبحسب التقرير، فإن الأنشطة المشبوهة قد تزايدت خلال العام ونصف العام الماضيين في موقعي “سنجريان” و”غلاب دره”.
وأشار التقرير إلى أن الأنشطة التي تُجرى في الموقعين المذكورين تشمل تجارب انفجارية وتطويرات فنية غير محددة، مما يثير مخاوف بشأن احتمال انتهاك إيران للاتفاق النووي. برنامج “آماد”، الذي يُعد من البرامج النووية السرية لتطوير الأسلحة النووية، يركز على الأبحاث والتقنيات المتعلقة بتفجيرات متعددة المراحل، وهي خطوة رئيسية نحو تصنيع الأسلحة النووية.
التقدم الملحوظ في تخصيب اليورانيوم من قبل إيران قد زاد من القلق الدولي، حيث أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) أن هذا التقدم يمكن أن يقلص الوقت اللازم لإنتاج كمية كافية من اليورانيوم المخصب لصناعة سلاح نووي إلى نحو أسبوع واحد. وتُعتبر الأنشطة الجديدة في “سنجريان” و”غلاب دره” بمثابة تذكير صارخ للمجتمع الدولي بالتهديدات المحتملة من قبل إيران.
في السياق نفسه، أصدرت الدول الأوروبية الثلاث (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا) إلى جانب الولايات المتحدة بيانًا في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، طالبت فيه إيران بالتعاون الكامل والفوري مع الوكالة. وأشار البيان إلى أن إيران لم تقدم تفسيرات تقنية موثوقة بشأن المواد والأنشطة النووية غير المعلنة في موقعي تورقوزآباد وورامين، مما يعكس عدم التقدم في التعاون بين طهران والهيئة الرقابية.
وأضاف البيان: “لقد أظهر هذا المجلس صبرًا كبيرًا، لكن للصبر حدود، ولن نبقى صامتين أمام استمرار تعنت إيران”. وأكدت الدول الغربية أنها قد تتخذ إجراءات إضافية إذا استمرت إيران في عدم تقديم التعاون الكامل، بما في ذلك مطالبة المدير العام للوكالة بتقديم تقرير شامل في الأشهر المقبلة.
هذه التطورات تأتي في وقت حساس، حيث يزداد الضغط الدولي على إيران للتحقق من نشاطاتها النووية وضمان الالتزام بالاتفاقيات الدولية.