شهدت الأراضي الأحوازية العربية في تمام الساعة التاسعة صباحا بتوقيت إيران يوم السبت 22 سبتمبر 2018 عملية نوعية عسكرية استهدفت منصة لعرض عسكري أقامه الحرس الثوري احتفالا بما يعرف بذكرى أسبوع الدفاع المقدس وهو أحد احتفالات ذكرى اندلاع الحرب العراقية ـ الإيرانية تلك التي استمرت لمدة ثمان سنوت بدءا من 1980 حتى 1988، وأدى ذلك الحدث إلى صعود المسألة الأحوازية إلى قمة الأحداث السياسية ليس في إيران فحسب، بل في كل نشرات الأخبار حول العالم، وهو ما يطرح عدة تساؤلات: هل يمكن أن تستقل الأحواز، وتعود دولة ذات سيادة مثلما كانت حتى العام 1925؟ وما هي الفرص والتحديات التي تواجه هذا الاستقلال؟ وما هي ردود الفعل الإيرانية المركزية المحتملة حال لجأ الأحوازيون إلى تصعيد العمليات العسكرية ضد ما يصفونه بـ”الاحتلال الفارسي” لأراضيهم؟ الدراسة التالية تحاول الاقتراب من الإجابات عن تلك التساؤلات.
إطلالة على الأحواز
منذ انتصار العرب على الفرس في معركة القادسية عام 15 هجريا وإقليم الأحواز كان تحت حكم الخلافة الإسلامية ويتبع ولاية البصرة وهو الأمر الذى استمر حتى غزو المغول، وبعد تلك الحقبة تأسست الدولة المشعشعية العربية1 واعترفت بها الدولة الصفوية والخلافة العثمانية حينها كدولة مستقلة، إلى أن نشأت الدولة الكعبية2 بين عامي 1724 – 1925م، وحافظت على استقلالها حتى سقوطها على يد الشاه رضا خان بهلوي في عام 1920م، بعد اتفاق تم بين بريطانيا وإيران على إقصاء أَمير الأحواز وضم الإقليم إلى إيران، ومنح البريطانيون الإمارة الغنية بالنفط إلى إيران بعد اعتقال الأمير خزغل الكعبي3، عندما اقتحمت القوات الإيرانية مدينة المُحَمّرَة (غيّر الفرس اسمها الآن وأصبحت خُرّمشهر) فى العام 1925م وتم إسقاط آخر حكام الكعبيين الأمير خزعل جابر الکعبي، بعد أن تم استدراجه بدعوة من قائد الجيش الإيراني الجنرال فضل الله زاهدي من أجل إجراء مباحثات سياسية، إلا أن الجنرال زاهدي قام باعتقاله وأودعه فى سجن طهران مع مجموعة من مرافقيه حتى عام 1936م، ومن المعلوم أن احتلال إيران للأحواز جاء بمساعدة بريطانيا التى كانت ترسم حدود الدول وتحدد نفوذ أغلب أنظمة المنطقة وقتها.
تمتد أراضي الأحواز على مساحة 375000 كم، تبدأ من الشمال حيث إقليم كردستان وفيه تقع محافظه كرمانشاه، ومن الجنوب تحاذي الخليج العربي، ومن الشرق تتصل بجبال زاجروس التي تفصلها عن بلاد فارس، ومن الغرب تنتهي بشط العرب، وهو الخط الفاصل بين الأحواز والعراق، وقديما كان الفرس يطلقون على الأحواز اسم عربستان أي بلد العرب، قبل أن يطلق عليها الإيرانيون بعد احتلالها اسم خوزستان وهو اسمٌ لجميع بلادِ خُوزِسْتان بين الأَحواز وفارس (نسبة لخُوزان بن عَيْلَم بن سامِ بن نُوح عليه السلام)، كي تكون بعد ذلك إحدى محافظات إيران الحادية والثلاثين.
وقد سكن أرض الأحواز التدمريون والأنباط وقبائل عربية كثيرة، أبرزها ربيعة العربية وبنو كعب وبنو عامر وبنو طرف وبكر وتميم وحرب ومطير والدواسر وشمر وعنزة وظفير وسبيع وعتيبة، وتشمل الأحواز حسب التسمية الفارسية الإيرانية محافظات إيلام (عيلام) وخوزستان، وكهكيلويه، وبوير أحمد، وبوشهر، وهرمزكان، الجزء الجنوبي لمحافظتي لرستان وكرمانشاه، والجزء الشرقي لمحافظة بختياري، والجزء الجنوبي لمحافظتي فارس وكرمان.
الأهمية الجغرافية للأحواز
يعد السبب الأقوى لاحتلال إيران لهذه المنطقة لكونها غنية بالموارد الطبيعية من النفط والغاز ذلك أن أكثر من 90 بالمئة من إجمالي إنتاج طهران من الغاز الطبيعي والنفط يأتى من الأحواز، كما أن الاحتياطات النفطية بالأحواز تشكل 10 بالمئة من احتياطات النفط العالمية، و18 بالمئة من احتياطات الغاز عالميا، وتنتج الأحواز 40 بالمئة من فولاذ إيران، وتوفر المحطات الكهربائية بالأحواز 25 بالمئة من الطاقة الكهربائية الإيرانية، وتنتج مصانع البتروكيمياويات الأحوازية نصف إنتاج إيران، كما يوجد 40 بالمئة من المياه العذبة الإيرانية بالأحواز، وعليه يمكن القول إن الاقتصاد الأحوازي يشكل 75 بالمئة من الناتج المحلي الإيراني.
وبالأحواز مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة تلك التي يصب فيها أحد أكبر أنهار المنطقة وهو نهر كارون الذي يسقي السهول الزراعية الخصبة، فمنطقة الأحواز هي المنتج الرئيس لمحاصيل السكر والذرة في إيران وتساهم الموارد المتواجدة في هذه المنطقة (الأحواز) بأكثر من نصف الناتج القومي الصافي لإيران، وأكثر من 80 بالمئة من قيمة الصادرات في إيران، ومن خلال موانئ الأحواز تتم 80 بالمئة من عمليتي التصدير والاستيراد لدى الدولة الفارسية.4
وللمفارقة فإن الأحواز من أغنى المناطق على وجه الأرض بالثروات الطبيعية الهائلة ويعيش فيها أفقر شعب وهناك مقولة شهيرة تدل على تمسك الفرس بالأحواز وهي للرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي عندما قال: “إيران تحيا بخوزستان”.
انتفاضات العرب الأحواز
يسجل التاريخ 15 انتفاضة وثورة أحوازية5 ضد النظام المركزي الإيراني، وهم كالاتي:
1- انتفاضة الغلمان بقيادة الشهيدين شلش وسلطان في 22 يوليو 1925م.
2- انتفاضة الشيخ عبد المحسن الخاقاني قبل أن تقضى عليه طهران بمساعدة بريطانيا.
3- انتفاضة الحويزة بقيادة الشهيد البارز محي الدين الزئبق رئيس عشائر الشرفة عام 1928م.
4- انتفاضة بني طرف (الأولى) عام 1936م.
5- انتفاضة عشيرة كعب الدبيس بقيادة زعـيمها الشيخ حيدر الكعبي بمنطقة الميناو على نهر دبيس عام 1940م.
6- انتفاضة الغجرية بقيادة الشيخ جاسب بن الشيخ خزعل الكعبي عام 1943م.
7- انتفاضة بقيادة الشيخ عبدالله بن الشيخ خزعل الكعبي عام 1944م.
8- انتفاضة بني طرف الثانية عام 1945م.
9- انتفاضة بقيادة الشيخ مذخور الكعبي عام وأنصاره عام 1946م.
10- انتفاضة عشيرة النصار عام 1946م.
11- انتفاضة بقيادة الشيخ يونس العاصي بمنطقتي الخفاقية والبسيتين عام 1949م.
12- بعد انتشار المد الناصري بكل أرجاء الوطن العربي وحركات التحرر التى خرجت من رحم القاهرة الناصرية وقتها، ظهر التنظيم السياسي الناصري بالأحواز عام 1956م والذى حمل اسم جبهة تحرير عربستان، وهو التنظيم الذى نال كل أنواع الدعم من القاهرة سواء السلاح أو المال أو الإعلام، إلى أن تم اغتيال قادة هذا التنظيم بعد أن مد جهاز الموساد الإسرائيلي الشاه بمعلومات عن أماكن تواجد القادة الأحواز الذين استعدوا لإطلاق ثورة ضد نظام الشاه بعد لقائهم بالزعيم جمال عبد الناصر فى القاهرة، حتى تم اعتقال محيي الدين آل ناصر وعيسى المذخور ودهرب آل ناصر والمئات من شباب الأحواز في العام 1963م قبل أن يتم تصفيتهم.
13- في عام 1979م بعد سقوط نظام الشاه عمل الشعب الأحوازي على استغلال الفرصة والخروج من تحت سيطرة إيران، ولكن جاء نظام الخميني أشد قسوة عليهم فدمر كل الخطوات التى قام أهل الأحواز بها.
14- بعد مرور 6 سنوات على نظام الخميني أي فى عام 1985م، عادت شرارة انتفاضة الأحواز مجددا بعد غياب، ولكن قوبلت برد فعل شديد الشراسة من نظام الخميني.
15- آخر الانتفاضات والتى حملت اسم “إنتفاضة نيسان الأحوازية” وهى الانتفاضة التى انطلقت فى منتصف إبريل 2015م، بعد صدور وثيقة الرئيس الإيراني محمد خاتمي والتى تفيد على قدوم النظام الإيراني على تغيير كامل لديموجرافية الأحواز بعد أن طالب خاتمي فى الوثيقة بتهجير ثلثي سكان الأحواز وتوزيعهم على محافظات إيرانية مختلفة واستبدالهم بإيرانيين.6
وثيقة محمد خاتمي لتغيير ديموجرافية الأحواز نشرها مدير مكتبه محمد علي أبطحي
فرسنة الأحواز
عملت الدولة الإيرانية على تغيير الديموجرافيا الأحوازية، وزيادة نسبة غير العرب في الأحواز، قبل أن تغير السلطات الإيرانية الأسماء العربية الأصلية للمدن والقرى والأنهار إلى أسماء فارسية، فالأحواز صارت أهواز، ومدينة الخفاجية أصبحت سوسنكرد، ومدينة الصالحية أصبحت اندميشك، ومدينة الحويزة أصبحت دشت ميشان، ومدينة المُحمرة أصبحت خُرمشهر وهي كلمة فارسية بمعنى البلد الأخضر، وميناء خور عبد الله أصبح ميناء بندر شاهبور، وأشهر شوارع الأحواز شارع الخزعلي صار شارع بهلوي.
ثم جاء الدور على تغيير عقلية المواطن العربي الأحوازي، بمنع التحدث باللغة العربية فى الأماكن العامة، وإلزام المدارس بتدريس اللغة الفارسية فقط، ثم إصدار جريدة خوزستان باللغة الفارسية كي تكون الجريدة الرئيسة بالأحواز، وإغلاق مطبعة مدينة المحمرة، والاستيلاء على كل المكتبات الموجودة بالأحواز وحرق الكتب العربية بها.
وبالسنوات الأخيرة عملت السلطات الإيرانية على محو أي أثر عربي بالأحواز، فقام الحرس الثوري فى نوفمبر 2010م بتدمير قصر الشيخ خزعل بمنطقة الفيلية بمدينة المحمرة، وفى أكتوبر 2012م تم تدمير قصر الشيخ خزعل الكعبي الذى يقع بمنطقة الحميدية، بجانب تجديد منع التحدث باللغة العربية الأماكن العامة.7
الإخوان فى الأحواز
فى شهر يوليو 2014م افتتحت جماعة الإخوان أول فرع لها على أرض الأحواز بعد أن أصدرت البيان التالي: “تم بفضل الله تأسيس الجماعة في الأحواز المحتلة بعد شهور من العمل السري تعلن الجماعة عن تأسيسها على الساحة الأحوازية وأن مشروعها الدفاع عن الهوية العربية لأرض وشعب الأحواز ونشر مذهب أهل السنة والجماعة على أرض الأحواز المحتلة وتعمل الجماعة بشكل سري على الصعيدين الدعوي والسياسي”.8
وحمل هذا البيان العديد من علامات الاستفهام سواء فى توقيته، أو فى ذكر جملة “شهور من العمل السرى” فأي عمل سرى يتم على أرض الأحواز التى يتم بها كم ضخم من الملاحقات والمداهمات والاعتقالات التى يتعرض لها عرب الأحواز على يد الحرس الثوري ووزارة إطلاعات (وزارة الاستخبارات والأمن الوطني)، بجانب الانتشار المكثف لعناصر “سازمانى امنيات فلكيسار” (مخابرات الدولة والتنظيم الأمني الإيراني) فى جميع أنحاء الأحواز؟!
أما علامة التعجب فجاءت فى جملة “أرض الأحواز المحتلة” فمن الواضح أن كاتب ذلك البيان أراد أن يرسل رسالة تنم عن عدم وجود أى صلة بين فرع الإخوان المسلمين بالأحواز والنظام الإيرانى الذى يسيطر عليها، وتوهم عدم معرفة علاقة جماعة الإخوان بنظام الخمينى منذ أن كان فى باريس وقبل وصوله لسدة الحكم فى طهران.
فهل جماعة الإخوان بعد مرور عقود على نشأتها تذكرت قضية الأحواز الأقدم منها؟! رغم عدم ذكر كلمة أحواز أو عربستان فى أي من أدابيات أو نصوص الجماعة على مدار تاريخها، وهل يعقل فى الوقت الذى يتلقى فيه التنظيم الدولي لجماعة الإخوان ضربات من كل اتجاه بعد ثورة 30 يونيو 2013م، وبعثرة أوراقه وتمزيقها تذكر فجاءة قضية الأحواز المحتلة؟!
كما يلاحظ فى البيان الصادر من جماعة الإخوان أنه لم يحمل إمضاء رئيس الجماعة، أو مؤسسها بالأحواز، بل الاكتفاء بإمضاء “الإخوان المسلمون في الأحواز المحتلة” فقط، ولم يوضح برنامج أو أنشطة الجماعة والتفاصيل التى تذكر فى بيانات تأسيس أي كيان سياسي.
حقيقة الأمر أن إصدار ذلك البيان فى هذا الظرف الزمني، ليس نتيجة لجهود عمل سري كما ادعى البيان، ولتلك الخطوة من التنظيم الدولى لجماعة الإخوان تداعيات كثيرة وأهداف إستراتيجية عديدة أبرزها:
أولا: خلق موقع جديد لاحتضان عناصر الإخوان وبالأخص العناصر الفارة من الخليج ومصر.
ثانيا: إعداد الأحواز كي تكون نقطة ارتكاز وانطلاق جديدة لمشروع الخميني بالمنطقة.
ثالثا: ضرب القضية العربية الأحوازية فى مقتل، وخلق حالة من الصراع الداخلي بين أهل الأحواز وجماعة الإخوان، وإنهاكهم فى ذلك الصراع على غرار ما حدث في أثناء ثورات ما يعرف بـ”الربيع العربي”.
رابعا: استغلال التنظيم الدولي لجماعة الإخوان لقضية الأحواز والمتاجرة بها، والدعوة إلى نصرتها، وجلب الدعم المادي والتعاطف الشعبي لجماعة الإخوان بالأحواز، على حساب القضية الأحوازية نفسها، على غرار ما فعلته حركة حماس فى التعامل مع القضية الفلسطينية واختصار القضية الفلسطينية فى قطاع غزة فقط.
خامسا: احتواء جماعة الإخوان بالأحواز أغلب العناصر القيادية المطلوبة من أجهزة الأمن العربية، والتى كانت تتنقل فى الفترة الأخيرة بين الدوحة واسطنبول ولندن، كي يكون كل هؤلاء تحت أعين أجهزة الأمن الإيرانية.
الدور المصري بالقضية الأحوازية
بعد تفجر قضية الأحواز المحتل عمل الرئيس جمال عبد الناصر على تأسيس جيش وبرلمان أحوازي فكان أول رئيس عربي يدعم الأحواز بشكل علنى ومباشر، فمنذ عام 1958 وحتى 1963 تحرك المناضلون الأحواز تحت لباس الحركة الناصرية الأحوازية، وبعام 1963 وفي عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، خطط الجيشين المصري والعراقي للتدخل بقوات النخبة من البلدين لدعم المقاومة المسلحة الأحوازية، لكن إسرائيل والولايات المتحدة أحبطتا تلك العملية بعلم إيران عن المخطط قبل بدئه، إلى أن تم إحياء القضية مجددا على يد معمر القذافي عام 1977، قبل أن تهدأ تماما وتتحول إلى ورقة ضغط على إيران من حين إلى آخر.9
ظل الأحواز عبر مجهود فردي يحاولون إيصال صوتهم للعالم الخارجي إلى أن جاء مؤتمر “إعادة شرعية دولة الأحواز العربية” بمصر فى 14 يناير 2017، كي تسلك القضية الأحوازية مسارا جديدا، وتخرج القضية الأحوازية خارج إستراتيجية “شد الحبل”، وباتت قضية قومية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، تكسب أرضيتها العروبية من نواكشوط وحتى المحمرة.
فالخطوة الجديدة التى أقدم عليها الأحواز برعاية الشيخ على جابر عبد الحميد الشيخ خزعل (حفيد آخر أمراء الأحواز) والناشط الأحوازي الدكتور عارف الكعبي رئيس المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الأحوازي10، تحسب فى طار إعادة توجيه البوصلة الأحوازية مرة أخرى من القاهرة بعد أن فقدت البوصلة الأحوازية اتجاهها لبعض من الوقت، فالعنوان الذى حمله المؤتمر والذى جاء بعنوان “إعادة شرعية دولة الأحواز العربية” والتى يتحرك تحت مظلته مناضلو الأحواز له أكثر من دلالالة ورسالة وهدف، ويكتب تاريخ جديد للقضية فى وقت مهم يمر به إقليم الشرق الأوسط وتمر به القضية الأحوازية نفسها ويؤكد أن القضية الأحوازية لم تدفن بعد، وأن نضال الشعب العربي الأحوازي ما يزال مستمرا.
تحركات الأحواز المستقبلية
بالرغم من كم التحديات الصعبة التى تواجه الأحواز بالداخل من تعرض لموجات من القمع والاغتيال على يد الحرس الثوري الإيراني، إلا أن لعرب الأحواز تحرك دولي بدأت تتضح معالمه بالأعوام الثلاثة الأخيرة، بعد أن تم تشكيل “مشروع إعادة الشرعية لدولة الأحواز العربية” بقيادة حفيد آخر حاكم للأحواز الشيخ خزعل الكعبي.
فى هذا الصدد يقول رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة شرعية دولة الأحواز العربية الدكتور عارف الكعبي: “يسير مشروع إعادة الشرعية لدولة الأحواز وفق الخطة المرسومة له بالرغم من الصعوبات والتحديات التي يواجهها كونه يتحرك بأفق عربي دولي وعالمي فقد تحرك الوفد الأحوازي الممثل لمشروع إعادة الشرعية لدولة الأحواز عرببا وعالميا وأوصل تفاصيل وآلية المشروع ومحاوره المهمة التي تتعلق بالشق السياسي والقانوني، فقد باشرت اللجنة القانونية منذ انطﻻق المشروع بعملها بإعداد ملف قانوني متكامل يحتوي على الوثائق المهمة واﻻتفاقيات والمخاطبات والمعاهدات والخرائط الخاصة بالأحواز فى الحقبة الزمنية الماضية وبداية القرن التاسع عشر حتى عام 1925م حيث كان آخر حاكم للأحواز الشيخ خزعل بعد أن سعينا باتجاه الخارجية البريطانية والتركية بصفتها الوارثة للأرشيف العثماني من أجل الحصول على المستندات والملفات الخاصة بالأحواز وتاريخها السياسي والقانوني، ومن خلال الأرشيفين الموجودين في هاتين الدولتين لإكمال الملف القانوني الذي سيرفع إلى المؤسسات الدولية ذات الصلة بالأمم المتحدة مثل محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية وكذلك التواصل مع اللجان في اليونسيف لحماية الطفل الأحوازي واليونسكو لحماية التراث والثقافة العربية، فقد جاء مشروع إعادة الشرعية لدولة الأحواز متماشيا مع جميع القوانين والأعراف الدولية التي تنص على استقلالية الشعوب وإرجاع حقوقها وتقرير مصيرها”11.
والآن تسعى اللجنة التنفيذية لإعادة شرعية دولة الأحواز العربية لتنفيذ خمس خطوات لتفعيل القضية على الصعيد الدولي، وهي كالآتي:
أولاً: تأسيس مؤتمر مشروع إعادة الشرعية الأحوازية وفق الأطر القانونية والشرعية بعد استقراء الوضع والمراحل التي مرت بها قضية الأحواز العربية، والمنعطفات التي اتخذتها بعض الدول العربية.
ثانياً: الظهور والطرح على المستوى العربي والدولي لدعم نضال الشعب الأحوازي بعد العقود التسعة الماضية للمحافظة على ديمومة وجود هذا الشعب بعروبيته.
ثالثاً: احتواء كل التيارات والتنظيمات السياسية الأحوازية التي تطالب بحقوق الأحوازيين لإيصال صوتهم إلى العالم، والتعاون للتعريف بمظلومية هذا الشعب العربي.
رابعاً: الوقوف أمام النظام الإيراني وفق طرح مشروع تكاملي يتبني قضية الأحواز قانونيا وشرعيا ووفق أبعاد المرحلة المهمة والحساسة التي تمر بها منطقتنا العربية والإقليمية.
خامساً: توفير الغطاء القانوني لكافة الأعمال النضالية التي تدخل ضمن إطارين، الأول الحراك الشعبي في الداخل الأحوازي، والإطار الثاني عبر الحراك الخارجي على مستوى التنظيمات التحررية التي يقوم بها الأحوازيون في دول المنفي من مؤتمرات وندوات ولقاءات وتنظيم مسيرات وتظاهرات ووقفات احتجاجية أمام المراكز والمؤسسات الدولية، وتقديم ملفات إلى منظمات حقوق الإنسان تخص انتهاكات النظام الإيراني المحتل لحقوق الإنسان في الأحواز.
خاتمة
إن استعراض تاريخ الأحواز والتحديات التى يواجهها عرب الأحواز فى الداخل من قمع الحرس الثوري، وضرب جماعة الإخوان الأصولية التى أسست تحت رعاية الاستخبارات الإيرانية لضرب القضية الوطنية الأحوازية فى مقتل، على غرار ما فعلته الحركات الأصولية بقطاع غزة لضرب القضية المركزية الوطنية الفلسطينية، ثم تحرك قيادات الأحواز البارز على المستوى الخارجي مؤخرا، بالتزامن مع نشاطهم فى الانتفاضات الحالية بالداخل، تبقى الأيام القادمة حبلى بالكثير لطهران، ويبقى عرب الأحواز أمام فرص حقيقية للحصول على حق التصويت على الاستقلال عن طهران، مع ما يواجه ذلك من تحديات.
1 الدولة المشعشعية العربية، قامت هذه الدولة في إقليم عربستان عام 1436م عندما تولى الحكم محمد بن فلاح بن هبة الله، واتخذ الحويزة عاصمة له. وقد حافظت هذه الدولة العربية على استقلالها رغم ما تعرضت له من محاولات الغزو على يد العثمانيين. وتعتبر فترة حكم مبارك بن عبد المطلب بدءًا من عام 1588م العصر الذهبي للدولة المشعشعية حيث استطاع فرض سيطرته على كافة إقليم عربستان وطرد الجيش الصفوي الفارسي من مدن عربستان كلها.
2 الدولة الكعبية، تنتسب هذه الدولة إلى عشيرة كعب العربية التي تعتبر منطقة نجد موطنها الأصلي. وقد استقرت في القسم الجنوبي من إقليم عربستان. وانتهز أحد حكامها، وهو فرج الله بن عبدالله ابن ناصر، ضعْف الدولة المشعشعية فهاجمها عام 1724م، وأَجبر أَميرها على الفرار إلى بغداد وضم شمالي عربستان إلى سيطرة الدولة الكعبية. وبلغت هذه الدولة أَوج ازدهارها في عهد سلمان بن طهماز عام 1737م، الذي تميز عهده بتوسع سلطان الدولة وامتدادها لتشمل أنحاء إقليم عربستان جميعها
3 خزعل بن جابر بن مرداو بن علي بن كاسب (1861-1936)، أمير عربستان الخامس ويلقب بأميرالمحمرة ،هو الابن الخامس للشيخ جابر بن مرادو أمير عربستان الثالث وامه نوره بنت الشيخ طلال العلوان رئيس قبيلة الباوية، وهو آخر أمراء الأحواز.
4 ثروات الأحواز: موقع نفط نيوز الإيراني