إيران…مشروع العيادات النفسية يدخل حيز التنفيذ بميزانية كبيرة
في ظل تصاعد الانتقادات بشأن إطلاق "عيادات الإقلاع عن السفور" في إيران، أعلنت رئيسة إدارة شؤون المرأة والأسرة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة طهران
في ظل تصاعد الانتقادات بشأن إطلاق “عيادات الإقلاع عن السفور” في إيران، أعلنت رئيسة إدارة شؤون المرأة والأسرة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة طهران، مهري طالبي دارستاني، أن المشروع دخل حيز التنفيذ منذ فترة، وحصل على ميزانية كبيرة.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “اعتماد”، تحت عنوان “عيادات الإقلاع عن السفور أو مقدمة لتطبيق قانون الحجاب”، فإن هذه العيادات أُنشئت بإشراف مباشر من دارستاني. وأشارت الصحيفة إلى أن المشروع حظي بـ 155 مليار تومان من الميزانية العامة و100 مليار تومان كميزانية خاصة لعام 2025.
وكانت دارستاني قد أعلنت سابقًا، في 12 نوفمبر الجاري، افتتاح أول عيادة متخصصة لدعم العودة إلى الحجاب في طهران، موضحة أن الهدف من هذه العيادات هو معالجة “السفور بطرق علمية ونفسية”.
وقد تناولت صحيفة “جمهوري إسلامي” المشروع بانتقاد حاد في مقالها بعنوان “عيادات مكافحة السفور: لمن الفائدة؟”، واعتبرت أن هذا المشروع مجرد فرصة لكسب الأموال لفئات معينة دون تحقيق أي فائدة فعلية. وأضافت الصحيفة أن هذه العيادات ستؤدي إلى تفاقم النظرة السلبية تجاه الحجاب، وستكون سببًا في الإهانة والتحقير، بدلاً من تعزيز أي قيم مجتمعية.
وفي هذا الصدد، تساءل برهاني عما إذا كان حضور النساء لهذه العيادات اختياريًا أم إلزاميًا؟ وشدد على أن وضع خيار “المحكمة أو العيادة” أمام النساء غير قانوني. وأشار إلى أن تجارب مشابهة سابقة، مثل إقامة “دروس توجيهية” غير قانونية، أدت إلى مأساة وفاة الشابة مهسا أميني، في سبتمبر (أيلول) 2022، محذرًا من أن تكرار مثل هذه الحوادث يمكن أن يُعتبر جريمة شبه متعمدة، وفقًا لقانون العقوبات الإيراني.
وبدوره، أوضح أستاذ الطب النفسي بجامعة العلوم الطبية في إيران، وحيد شريعت، أن هذه العيادات لن تحقق أهدافها، مؤكدًا أن استخدام لغة العلم في غير موضعها يشكل خطرًا أكبر لأنه يقوض ثقة المجتمع بالعلم. وأشار إلى أن تحديد أي سلوك باعتباره مرضًا أو انحرافًا دون أسس علمية أمر غير مقبول.
واعتبر رئيس الجمعية الإيرانية للطب النفسي، حميد بورشريفي، المشروع بمثابة استغلال للعلم، مشددًا على أن الحجاب مسألة اختيارية ولا علاقة لها بالصحة النفسية. وأضاف أن استخدام مصطلح “العلاج” في هذا السياق يسيء إلى مصداقية الطب النفسي.
ونفت مساعدة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة، زهرا بهروز، ارتباط الحكومة بإطلاق المشروع، قائلة: “إنه لم يُعتمد ضمن قرارات الحكومة”. لكن نائب رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، محمد رضا ميرشمسي، أعلن في 14 نوفمبر الجاري، أن العيادات ستعمل بموافقة القضاء كبديل للعقوبات.
من جهتها، انتقدت النائبة السابقة، طيبة سياوشي، الحكومة لتجاهلها الإشراف على مثل هذه المشاريع، مؤكدة أن هذا التنصل لا يعفيها من المسؤولية. ودعت إلى الوضوح في الإشراف على هذه العيادات لمنع أي إساءة أو عنف محتمل ضد النساء.