أهم الأخبارالأخبار

إيران…دور النظام في المنطقة بعد مقتل السنوار

أصبح دور إيران في الشرق الأوسط على أعتاب تغيير جذري، وهو تحول قد يكون له تأثير إيجابي على المنطقة، بغض النظر عن المسار، الذي قد يختاره نظام طهران.

أصبح دور إيران في الشرق الأوسط على أعتاب تغيير جذري، وهو تحول قد يكون له تأثير إيجابي على المنطقة، بغض النظر عن المسار، الذي قد يختاره نظام طهران.

وقد أثار مقتل زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، على أيدي القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، موجة من ردود الفعل على المستويين الإقليمي والدولي.

حدث ذلك خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في رفح، مما يشكّل ضربة كبيرة لحركة حماس، ويمثل نقطة تحول في تقليص قدرة نظام طهران على زعزعة استقرار المنطقة عبر شبكة وكلائه.

لكن القضية الأساسية الآن ليست هزيمة حماس فحسب، بل تزايد الضغوط الدولية من أجل وقف إطلاق النار وحل النزاع.

لم يكن مقتل السنوار مجرد ضربة لـ”حماس” وحدها، بل يمكن اعتباره تراجعًا كبيرًا لـ”محور المقاومة”، الذي يقوده النظام الإيراني.

وهذا المحور، الذي يضم جماعات مثل حزب الله اللبناني، والحوثيين في اليمن، والفصائل المسلحة في العراق وسوريا، يشكل جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية الإقليمية لحكومة طهران.

ويُعد فقدان شخصية رئيسية، مثل السنوار، ضربة قاصمة لقدرة إيران على المناورة والتأثير في المنطقة.

يأتي هذا في وقت يواجه فيه حزب الله اللبناني تحديات كبيرة في الأشهر الأخيرة، بينما يتعرض الحوثيون لضغوط عسكرية متزايدة.

وفي ظل هذه الأوضاع، شهدت الحكومة الإيرانية انهيارًا تدريجيًا لحركة حماس، التي تُعتبر من أهم حلفائها الإقليميين.

وفي الوقت ذاته، أظهرت الضربات الجوية الأميركية ضد مواقع الحوثيين في اليمن استعداد واشنطن للتصدي لحلفاء إيران في المنطقة.

وإلى جانب ذلك، تثير احتمالات عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قلق طهران؛ حيث إن هذا قد يعني نهاية النهج التفاوضي لإدارتي أوباما وبايدن، ما يزيد من تعقيد الأوضاع الدبلوماسية لإيران.

في مواجهة التحديات الحالية، تواجه النظام الإيراني فعليًا أربعة خيارات استراتيجية:

استمرار سياسة زعزعة الاستقرار الإقليمي: وهو نهج من المحتمل أن ينتهي بالفشل ولن يجلب النتائج المرجوة لطهران وتوسيع نطاق زعزعة الاستقرار من خلال المشاركة الأكبر في الحرب الروسية ضد أوكرانيا: وهذا الإجراء لن يؤدي إلا إلى تعزيز عزم الغرب على مواجهة إيران.

والسعي للحصول على السلاح النووي: وهذا الخيار سيؤدي إلى ردود فعل قوية، لا يرغب أي طرف، وخاصة الحكومة الإيرانية نفسها، في تحملها.

والسعي للوصول إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وبالتالي مع إسرائيل: وهذا المسار يتطلب التخلي عن البرنامج النووي، الذي يُعتبر آخر ورقة رابحة بيد طهران. مثل هذا القرار يذكرنا بقبول روح الله الخميني وقف إطلاق النار في الحرب بين إيران والعراق في عام 1988.

ما هو مؤكد أن مقتل يحيى السنوار والتطورات الأخيرة في غزة تشكل نقطة تحول في معادلات القوة في الشرق الأوسط. وهذه الأحداث وضعت طهران أمام تحديات جدية في الحفاظ على نفوذها الإقليمي.

إن طريقة رد طهران واستراتيجيتها سيكون لهما دور حاسم في تشكيل مستقبل الشرق الأوسط. فالمنطقة دخلت مرحلة جديدة من التحولات الجيوسياسية التي قد تؤدي إلى تغييرات جوهرية في علاقات القوى الإقليمية والدولية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى