إيران…الشرطة تكشف سبب مقتل شاب تحت التعذيب
كشفت قيادة الشرطة في إيران أن سبب مقتل شاب في مدينة لاهيجان شمال جغرافية ما يسمى إيران أثناء اعتقاله يعود إلى عدم سيطرة عناصر الأمن على مشاعرهم وغضبهم وتجاهلهم للوضع الصحي للشاب
كشفت قيادة الشرطة في إيران أن سبب مقتل شاب في مدينة لاهيجان شمال جغرافية ما يسمى إيران أثناء اعتقاله يعود إلى عدم سيطرة عناصر الأمن على مشاعرهم وغضبهم وتجاهلهم للوضع الصحي للشاب.
وأكد تقرير الشرطة أن مقتل سيد محمد مير موسوي تحت تعذيب قوات الأمن: “بسبب التوتر الذي حدث نتيجة الصدام بين الشاب الراحل، وعناصر الأمن وفقدان هذه العناصر والعاملين في مركز الاعتقال للغضب والمشاعر وتجاهلهم للوضع الصحي للمتهم وقع هذا الحادث”.
وادعت الشرطة الإيرانية في تقريرها: “بأنه يتم التحقيق في سبب الوفاة، والنظر في الوقائع، التي حدثت قبل وصول الشرطة والظروف الصحية والروحية للشخص المتوفى”.
وذكر تقرير الشرطة أن منشأ الصدام هو الراحل مير موسوي، وتظهر مقاطع فيديو احتراق وتخريب سيارته بشكل كامل.
كما ادعت الشرطة أن الشاب الراحل بدأ بالسب والشتم بعد إحضاره إلى المخفر وامتنع عن طاعة أوامر وتعليمات قوات الأمن، حتى جلبه إلى مركز الاعتقال المذكور.
وذكرت وكالة “فارس” التابعة للحرس الثوري، مساء الخميس، حول هذا الحادث أن آثار التعذيب التي تظهر على جسم الشاب الراحل، ووفقًا للأدلة والشواهد فإنه من المحتمل أن يكون الشاب تعرض للضرب المبرح وأصيب بجروح عميقة في مركز الاعتقال.
وأضافت الشرطة: “هذا الحادث كشف عن افتقار عناصر الأمن للأسلوب الاحترافي للشرطة، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق”.
وكان قد تم نشر مقطع فيديو مؤلم، يوم الأربعاء 28 أغسطس (آب) لجثمان هذا الشاب البالغ من العمر 36 عامًا، بعد غُسله وقبل تكفينه، وتظهر به آثار التعذيب الشديد.
وفي هذا الفيديو، يمكن سماع أصوات من يغسلون جسده، وكان أحدهم يتحدث باللغة الكردية، وتظهر بقعتان على ظهره يبدو أنهما أصيبتا بجروح عميقة.
وبحسب التقارير المنشورة، فإن سيد محمد مير موسوي، تم اعتقاله من قِبل عناصر الوحدة الخاصة التابعة لقوة شرطة مدينة لاهيجان، أثناء نزاع محلي، ونتيجة التعذيب والضرب المبرح، توفي في مركز شرطة لانغرود.
وذكرت منظمة حقوق الإنسان “هنغاو” أن هذا الشاب المعتقل تُوفيّ تحت التعذيب في يوم الاعتقال نفسه، ولكن بالنظر إلى علامات التشريح على صدره وبطنه، ليس من الواضح متى تم تسليم جثته إلى عائلته.
وتشير التقارير إلى أن السلطات الأمنية والمدعي العام في لاهيجان ضغطوا على عائلة محمد ميرموسوي؛ للامتناع عن الإعلان عن مقتل ابنهم.
وأشار المدعي العام لمدينة لاهيجان، إبراهيم أنصاري، بعد انتشار مقطعي فيديو على نطاق واسع لجثة هذا الشاب، دون تسميته، إلى ما سماه “وفاة المتهم” في مركز الاحتجاز بمدينة لاهيجان. وأعلن تعيين محقق خاص بهذه القضية، قائلاً إنه تم إصدار أمر اعتقال مؤقت بحق 5 من ضباط الشرطة.
وقال أنصاري إن هذا الأمر أُثير في لجنة متابعة الأحداث الخاصة بالسلطة القضائية بالمحافظة، مضيفًا أن لجنة الحقوق المدنية بمحافظة كيلان توجهت إلى لاهيجان والتحقيق القضائي مستمر.
وبحسب مركز إحصاء منظمة “هنغاو” لحقوق الإنسان، فإن سيد محمد ميرموسوي، من مدينة لاهيجان، هو المواطن السابع الذي يلقى مصرعه تحت التعذيب وأثناء التحقيق منذ بداية عام 2024.
وفي 15 سبتمبر (أيلول) 2021، أعلنت منظمة العفو الدولية، في تقرير سابق لها، أنه منذ ديسمبر (كانون الأول) 2009 حتى ذلك التاريخ، حدثت 72 حالة وفاة على الأقل في 42 سجنًا ومركز اعتقال في مدن مختلفة بإيران، وفي 46 حالة، كان سبب الوفاة هو التعذيب، أو غيره من أشكال العنف الجسدي، وسوء معاملة السجناء على أيدي رجال المخابرات ومسؤولي الأمن أو السجن.
وشددت منظمة العفو الدولية، في هذا التقرير، على أن السلطات الإيرانية رفضت تحمل المسؤولية عن وفاة هؤلاء الأشخاص أثناء احتجازهم، ويأتي استمرار عدم المساءلة هذا، بينما كانت وفاة هؤلاء الأشخاص بسبب التعذيب أو استخدام السلطات أسلحة نارية مميتة والغاز المسيل للدموع في 16 محافظة من البلاد، وفقًا لتقارير موثوقة.
وبعد 6 أشهر، وبالتحديد في 12 إبريل (نيسان) 2022، استعرضت المنظمة نفسها، في تقرير آخر، تفاصيل وفاة 96 شخصًا في السجون الإيرانية منذ عام 2009، توفوا بسبب نقص الخدمات الطبية.
وأكد التقرير، الذي نُشر تحت عنوان “في غرفة انتظار الموت: الوفيات بسبب الحرمان من الرعاية الطبية في سجون إيران”، أن العدد الفعلي لمثل هذه الوفيات في سجون إيران “ربما يكون أعلى من ذلك بكثير”.