إيران…ناشط يكشف تعرضه لاعتداء جنسي من قبل عناصر الأمن
كشف الناشط السياسي الإيراني، حسين رونقي، في منشور له على منصة "إكس"، عن تعرضه لاعتداء جنسي وانتهاكات جسدية مهينة
كشف الناشط السياسي الإيراني، حسين رونقي، في منشور له على منصة “إكس”، عن تعرضه لاعتداء جنسي وانتهاكات جسدية مهينة، أثناء اعتقاله من قِبل عناصر وحدة القوات الخاصة التابعة للشرطة الإيرانية، قائلاً: “ما أواجهه اليوم هو ما يواجهه كل مواطن يعارض نظام القمع والإعدام والفقر في إيران”.
وذكر رونقي أن الاعتداء وقع أثناء اعتقاله، يوم الاثنين 18 نوفمبر (تشرين الثاني)، في ميدان ولي عصر بطهران؛ حيث كان يقوم باعتصام احتجاجي.
وأوضح أن عناصر الأمن استمروا في الاعتداءات حتى تسليمه لعناصر أخرى كان بحوزتهم كاميرات مراقبة، مشيرًا إلى أن سلوكهم يشبه “تصرفات البلطجية والمعتدين”. وأضاف أن الاعتداء لم يكن لفظيًا فقط، بل تضمن انتهاكات جسدية مهينة، قائلاً إن أحد العناصر أجبره على لمس مواضع حساسة من جسده أثناء نقله في السيارة.
وكان حسين رونقي قد أعلن سابقًا أنه سيبدأ اعتصامًا فرديًا عند تقاطع ولي عصر في طهران، تضامنًا مع الصحافي والناشط السياسي الإيراني، كيانوش سنجري، الذي أنهى حياته احتجاجًا على قمع النظام الإيراني، وللمطالبة بتحقيق العدالة. وذكر رونقي أنه “خيّط شفتيه” تعبيرًا عن الاحتجاج.
وبعد ساعات من بدء اعتصامه، يوم الاثنين الماضي، هاجمته عناصر وحدة القوات الخاصة التابعة للشرطة بعنف وقاموا باعتقاله.
وأفاد رونقي بأن هؤلاء العناصر لم يكتفوا بضربه وإهانته، خلال نقله في سيارة الشرطة، بل قاموا بالتقاط “صور سيلفي” أثناء الاعتداء عليه.
ورغم الاعتداء الذي تعرّض له، أكد حسين رونقي عزمه مواصلة اعتصامه في الموقع نفسه الذي شهد وفاة كيانوش سنجري. وذكر عبر منصة “إكس” أن مطالبه هي المطالب ذاتها التي نادى بها كيانوش، مؤكدًا أنه سيواصل النضال، رغم القمع الذي يتعرض له.
أكد حسين رونقي، في ختام منشوره، أن نضاله ليس شخصيًا، بل هو جزء من معركة أوسع ضد نظام يعتدي على حقوق مواطنيه. وكتب: “ما أواجهه اليوم هو ما يواجهه كل مواطن يعارض الظلم والقمع. هؤلاء هم ذاتهم الذين ينتزعون اعترافات من المعتقلين باستخدام الأساليب نفسها، لتصدر السلطة القضائية الظالمة أحكامًا بالإعدام وتنفذها”.
وكان الصحافي والناشط السياسي الإيراني، كيانوش سنجري، قد أقدم على إنهاء حياته، مساء الأربعاء الماضي، 13 نوفمبر الجاري؛ تعبيرًا عن احتجاجه، بعد أن نشر عبر منصة “إكس”، في اليوم الذي قبله، منشورًا قال فيه إنه سينهي حياته إذا لم تُطلق السلطات سراح عدد من المعتقلين السياسيين، من بينهم: فاطمة سبهري، ونسرين شاکرمي، وتوماج صالحی، وآرشام رضایی.
لم تكن الاعتداءات الجنسية ضد المعتقلين جديدة في إيران؛ حيث وثقت منظمات حقوقية عدة تقارير عن انتهاكات جنسية بحق رجال ونساء معتقلين. في إحدى الحالات التي كشفها فريق “عدالة علي” بعد اختراقه لمنظمة السجون الإيرانية، وُثقت حالة اعتداء جنسي ارتكبها عنصران من الحرس الثوري الإيراني ضد فتاتين تبلغان من العمر 18 و23 عامًا داخل سيارة شرطة، بعد اعتقالهما في مظاهرات أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني.
وأظهرت الوثائق أن النظام القضائي الإيراني يعمل على التستر على هذه الجرائم، ويوفر حصانة للجناة من أي مساءلة قانونية.