تقدم كبير في كشف فيروس كورونا.. جامعة يابانية تكشف عن أداة ثورية
أعلن باحثون من جامعة كوماموتو اليابانية عن تقدم مهم في مكافحة فيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض "كوفيد 19"، وذلك عبر تطوير أداة تشخيصية مبتكرة تسمى"إنتلي-أوفي"، قادرة على تحديد المتغيرات الجديدة للفيروس بسرعة.
أعلن باحثون من جامعة كوماموتو اليابانية عن تقدم مهم في مكافحة فيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض “كوفيد 19″، وذلك عبر تطوير أداة تشخيصية مبتكرة تسمى”إنتلي-أوفي”، قادرة على تحديد المتغيرات الجديدة للفيروس بسرعة.
ويجمع هذا النظام المتطور، الذي تم تفصيله في مجلة “كومينكيشنز ميدسين”، بين تقنيات كشف الحمض النووي المتقدمة والخوارزميات الحسابية، مما يوفر طريقة أسرع وأكثر فعالية من حيث التكلفة لمراقبة طفرات الفيروس، مما يشكل خطوة مهمة نحو الاستعداد للوباء.
وعلى الرغم من الجهود العالمية في التطعيم وتحقيق مناعة القطيع من العدوى السابقة التي ساهمت في انخفاض الحالات الشديدة من فيروس كورونا، إلا أن المتغيرات الجديدة لفيروس كورونا المستجد لا تزال تشكل تحديات صحية عامة.
وتعتبر الأساليب التقليدية للكشف عن المتغيرات، مثل التسلسل الجيني الكامل، دقيقة لكنها تستغرق وقتًا طويلاً وتكلفتها عالية، وتوفر تقنية “إنتلي-أوفي” بديلاً أسرع من خلال دمج تكنولوجيا “إنتلي بليكس” المتقدمة مع خوارزمية مبتكرة تسمى “تحديد المتغير الموضوعي” (OVI)، مما يتيح الكشف عن أكثر من 20 متغيرا لفيروس كورونا بدقة عالية.
ويقول البروفيسور يوريفومي ساتو، الباحث الرئيسي من مركز الأبحاث المشترك لعدوى الفيروسات الرجعية البشرية بجامعة كوماموتو: “يمكن تحديث نظامنا بسهولة لتتبع الطفرات الفيروسية الجديدة”، مضيفًا أن “هذه القدرة على التكيف ضرورية للكشف المبكر عن المتغيرات الناشئة، مما يسمح باتخاذ إجراءات سريعة لمنع انتشارها”.
تعتمد تقنية إنتلي-أوفي على أقراص ميكروية مطبوعة بنمط تصويري فريد يعرف بـ”πCode” لالتقاط وتحليل الطفرات الجينية المحددة للفيروس.
ويسمح هذا النظام بمعالجة طفرات فيروسية متعددة في وقت واحد، مما يزيد من سرعة الكشف، لتقوم خوارزمية (أوفي) بعد ذلك بتفسير البيانات وتحديد المتغيرات المعروفة والجديدة من خلال تحليل أنماط الطفرات الفريدة.
في الاختبارات المعملية، تمكنت التقنية الجديدة من تحديد أكثر من 20 متغيرا، بما في ذلك عدة أنواع فرعية من متغير أوميكرون، باستخدام 35 مسبارا مختلفا للحمض النووي. وعلى عكس الطرق التقليدية المستندة إلى (بي سي أرآ)، التي تقتصر على اكتشاف عدد محدود من الطفرات، لتقنية “إنتلي-أوفي”، تحليل ما يصل إلى 100 موقع طفرة في آنٍ واحد، مما يجعله واحدا من أكثر الأدوات التشخيصية شمولا المتاحة اليوم.
ومع تطوير”إنتلي-أوفي”، تستعد جامعة كوماموتو للمساهمة بشكل كبير في الاستعداد العالمي لمواجهة الأوبئة.
ويأمل فريق البحث أن يتم تطبيق هذه التكنولوجيا على فيروسات أخرى سريعة التطور، مما يوفر أداة حيوية للكشف المبكر وجهود الاحتواء.
وأضاف البروفيسور ساتو: “تتمتع هذه الأداة التشخيصية الجديدة بإمكانية إحداث ثورة في كيفية مراقبة طفرات الفيروسات، ليس فقط في حالة كورونا، ولكن أيضا في حالات الأوبئة المستقبلية”.
ويمكن أن يسهم التنفيذ الناجح لـ”إنتلي-أوفي” في تعزيز الجهود العالمية للسيطرة على تفشي الفيروسات، من خلال تقديم نهج أكثر مرونة وكفاءة في اكتشاف المتغيرات والاستجابة الصحية العامة.