إعصارا هيلين وميلتون يرفعان معدل الإصابة بالبكتيريا آكلة اللحوم
شهدت ولاية فلوريدا زيادة ملحوظة في حالات الإصابة ببكتيريا Vibrio vulnificusa المعروفة باسم "البكتيريا آكلة اللحوم"، خاصة منذ بداية دخول إعصاري "هيلين" و"ميلتون" الولاية.
شهدت ولاية فلوريدا زيادة ملحوظة في حالات الإصابة ببكتيريا Vibrio vulnificusa المعروفة باسم “البكتيريا آكلة اللحوم”، خاصة منذ بداية دخول إعصاري “هيلين” و”ميلتون” الولاية.
حيث أفادت وزارة الصحة في فلوريدا، تسجيل 70 حالة إصابة بهذه البكتيريا منذ بداية عام 2024، منها 37 حالة منذ منتصف سبتمبر، حسب موقع “بالم بيتش بوست”.
وتعيش هذه البكتيريا في المياه المالحة والدافئة، وخاصة تلك التي تتواجد في مياه الفيضانات، مما يجعلها تهديدًا صحيًا كبيرًا بعد الكوارث الطبيعية. إذ تزدهر في البيئات الرطبة التي تخلقها الفيضانات، حيث تختلط مياه الأمطار بمياه المجاري والمخلفات.
وفي الفترة من منتصف سبتمبر حتى الآن، سُجلت 37 حالة جديدة وأربع وفيات بسبب الإصابة بهذه البكتيريا، مما يمثل أكثر من ضعف عدد الحالات قبل العواصف.
منطقة “بينلاس” كانت الأكثر تأثرًا، حيث سجلت 13 حالة وفاة، تليها “هيرناندو” و”دوفال” و”بالمي بيش” بحالات وفاة تتراوح بين حالة إلى حالتين.
وسجلت مناطق أخرى مثل “هاريسون” و”لي” و”باسكو” أيضًا حالات جديدة، مما يرفع عدد الحالات المؤكدة على مستوى الولاية إلى 70 حالة و11 وفاة منذ بداية العام.
تحذيرات وزارة الصحة تشير إلى أن “البكتيريا آكلة اللحم” يمكن أن تكون قاتلة في حال دخولها الجسم عبر جروح مفتوحة أو حتى عند تناول المأكولات البحرية غير المطبوخة بشكل جيد.
العدوى يمكن أن تؤدي إلى تلف الأنسجة بسرعة كبيرة، مما قد يستدعي بتر الأطراف في الحالات المتقدمة.
وعلى الرغم من أن هذه البكتيريا تحدث بشكل طبيعي، إلا أنها تصبح خطيرة بشكل خاص بعد الفيضانات، عندما تزداد كثافتها في المياه.
الآثار الصحية المرتبطة بالإصابة بهذه البكتيريا تشمل الأعراض المبكرة مثل الإسهال والحمى، بالإضافة إلى التهاب الجروح. وفي حال ظهور أي من هذه الأعراض بعد التعرض لمياه ملوثة، يجب السعي للحصول على رعاية طبية عاجلة.
توصي السلطات الصحية بتجنب الاتصال بمياه الفيضانات، وتوخي الحذر عند تناول المأكولات البحرية. ويجب على المواطنين تجنب تناول المحار النيء أو المطبوخ بشكل غير كاف، والحرص على طهي المأكولات البحرية جيدًا.
تنصح وزارة الصحة بغلي المحار في قشوره حتى تفتح، ثم غليه لخمسة دقائق إضافية، أو تبخيره حتى يفتح لمدة تسع دقائق، لضمان القضاء على أي بكتيريا محتملة.
علاوة على ذلك، يجب غسل أي جروح أو خدوش تعرضت لمياه ملوثة بشكل جيد بالماء والصابون، والبحث عن العناية الطبية فورًا إذا ظهرت أي علامات تدل على التهاب، مثل الاحمرار أو التورم أو تسرب السوائل.
منذ عام 2008، تم تسجيل 155 حالة وفاة في فلوريدا بسبب “البكتيريا آكلة اللحم” ، مما يعكس خطر هذه العدوى على الصحة العامة.
تشير الإحصائيات إلى أن الحوادث التي تتعلق “البكتيريا آكلة اللحم” قد تسبب حوالي 80,000 حالة مرضية سنويًا على مستوى البلاد، مما يجعلها واحدة من التهديدات الصحية الجادة، خاصة بعد الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير.
في عام 2022، أدى إعصار “إيان” إلى تسجيل حالات وفيات مرتفعة بسبب هذه البكتيريا، ومع تداعيات الأعاصير الأخيرة، يُخشى أن يتجاوز عدد الحالات المسجلة هذا العام الأرقام القياسية السابقة.
مع ارتفاع حالات الإصابة ببكتيريا “البكتيريا آكلة اللحم” في فلوريدا، يجب على السكان أن يكونوا أكثر وعيًا بالمخاطر المحتملة بعد الفيضانات. إن التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية وتوخي الحذر عند التعامل مع مياه الفيضانات أو تناول المأكولات البحرية يمكن أن يساعد في تقليل احتمالات الإصابة. وفي ظل التغيرات المناخية والظروف الجوية المتطرفة، تظل الصحة العامة على المحك، ويتعين على الجميع أن يكونوا حذرين وأن يتخذوا الخطوات اللازمة لحماية أنفسهم وأحبائهم من المخاطر الصحية.