تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.. مصالح حماس فوق الشعب الفلسطيني
أدان النشطاء الفلسطينيون بشدة إقدام حركة حماس على التنكيل بشباب غزة ومحاولة سرقة المساعدات الإنسانية التي تسيطر عليها. انتشر فيديو يظهر تزايد أعمال النهب في القطاع، مما أثار غضبًا واسعًا بين السكان والمسؤولين في منظمات الإغاثة الدولية.
وفي ظل انتشار الجوع في قطاع غزة، واحتكار حركة حماس للمساعدات الإنسانية، أصبحت محاولات السيطرة على شاحنات المساعدات ومستودعات المواد الغذائية ومحتويات منازل النازحين ظاهرة متزايدة، وفقًا لشهادات السكان ومسؤولي منظمات المساعدات الدولية. يتفهم الكثيرون أن هناك فرقًا بين أعمال النهب التي تقوم بها حماس وبين التصرفات الناتجة عن غريزة البقاء والنجاة من الموت جوعًا التي يقوم بها الفلسطينيون.
ويرى مراقبون أن حركة حماس تتحمل المسؤولية إلى جانب إسرائيل عن انهيار الأوضاع داخل القطاع، ولا تستطيع في الوقت الراهن تقديم أي حلول للأزمة الكارثية.
وتقول حماس إنها نفذت هجومها في السابع من أكتوبر على مستوطنات غلاف غزة، استباقًا لخطة إسرائيلية لاجتياح القطاع وتصفية القضية الفلسطينية. وأوضحت أنها أرادت “تحريك القضية الفلسطينية” التي سقطت من الحسابات الدولية وأصبحت رهينة الممارسات الإسرائيلية.
وأفادت وزارة الصحة في غزة، اليوم السبت، أن ما لا يقل عن 38,098 فلسطينيًا قُتلوا منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر. وذكرت الوزارة في بيانها لليوم الـ274 للهجوم الإسرائيلي المتواصل على غزة، أن عدد المصابين بلغ 87,705.
وجاء في التقرير الإحصائي اليومي للوزارة أن القوات الإسرائيلية “ارتكبت 3 مجازر، وصل منها إلى المستشفيات 29 شهيدًا و100 مصاب” خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأشارت الوزارة إلى أن هناك آلاف الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض وفي الطرقات، وأن طواقم الإسعاف والدفاع المدني لا تستطيع الوصول إليهم.
من جانبه قال المحلل السياسي الفلسطيني زياد نعيم الطوباسي: “حماس تختطف عددًا من المواطنين الأبرياء وتعتدي عليهم بالضرب المبرح، بعد أن قام هؤلاء المواطنون باقتحام المخازن التي تخبئ بها حماس المساعدات وتبيعها لهم بسعر مرتفع، في محاولة منهم لسد جوع عائلاتهم بسبب عدم امتلاكهم المال”.
وأضاف الطوباسي أن حماس ستفرج عن المختطفين بصفقة باهتة صورية، وستتنازل عن حكم غزة مقابل خروج آمن لقادتها وعائلاتهم من القطاع مع ضمانات بعدم اغتيالهم. وتابع: “قادة حماس في نهاية الحرب سيبيعون مقاتليهم على الأرض وستقدمهم للاحتلال كوجبة سهلة مقابل حماية أنفسهم. لا أرى نهاية أخرى لهذه الحرب”.
وكشف تحقيق لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يستولي حاليًا على 26% من أراضي قطاع غزة، بعد نحو 9 أشهر من بدء الحرب. واستند التحقيق الذي نشر الأربعاء إلى صور الأقمار الاصطناعية ومصادر عسكرية وغيرها من مصادر المعلومات.
تأتي هذه الأحداث في وقت يعاني فيه القطاع من أزمات إنسانية متفاقمة، مما يزيد من تعقيد الوضع ويضع مزيدًا من الضغط على المجتمع الدولي للتحرك بسرعة لتقديم المساعدة الفعالة للفلسطينيين المحاصرين.