انتخابات الرئاسة الإيرانية فاترة رغم الترويج لمفاهيم وطنية
كاميليا انتخابي فرد
يستمر النظام الإيراني منذ 45 عاماً في حكمه الضيق القائم على توزيع السلطة بين مجموعة خاصة ومن خلال مختلف المراوغات يمارس الظلم ضد الشعب، أما أنصار النظام فيستغلون مقتل إبراهيم رئيسي في الانتخابات المقبلة.
مع مزيد من الحيرة وبعيداً من أعراف وثقافة الإيرانيين تحدث عدد من أنصار النظام والحكومة خلال الأسابيع الماضية عن أن مقتل رئيسي “فرصة” جديدة للنظام.
وأن نسمع نحن المواطنين العاديين مثل هذه الأحاديث من أفراد داخل النظام فهذا مثير للاستغراب. هؤلاء الأفراد لا يعني التنافس بينهم الخلاف على مبادئ نظام الجمهورية الإسلامية.
وكانت المساعدة السابقة للرئيس ورئيسة منظمة البيئة، معصومة ابتكار التي تقدم نفسها بأنها “أصولية” قالت، “موت رئيسي سبب انفتاحاً في البلاد، أراد الله ذلك أو ربما كانت من تأثير آهات وجزع الناس، قد انفتح الطريق”.
وقال مصطفى مير سليم النائب المحافظ في المجلس ووزير الثقافة والإرشاد السابق وكان أيضاً من مرشحي الرئاسة “لقد ذهب رئيسي من بيننا وأخذ معه صندوقاً من أسرار النظام لكي لا يسبب حرجاً لمن نوى إصلاح نفسه”.
ماذا نسمي هذه النظرة لمقتل الأفراد إلا أنها نوع من الانتهازية وأنها تكشف اهتماماً بتطبيق المثل “الهدف يبرر الوسيلة”؟
كيف يبررون من خلال هذا السلوك الإعدامات وإطلاق النار صوب أعين أبناء الوطن، هل يبرر حفظ النظام واستمرار بقائهم في السلطة القيام بمثل هذا العنف؟
مثلما نعرف وسبق حدوثه في النظام. يؤدي بعض المرشحين للانتخابات أدواراً مكملة لبعضهم الآخر، أي إنهم سيعلنون الانسحاب من التنافس في الأيام الأخيرة لمصلحة المرشح الذي يختاره مرشد النظام.
في نظام الجمهورية الإسلامية يقر شخص واحد السياسة الداخلية والخارجية وهذا الشخص هو المرشد علي خامنئي وهو الشخصية رقم واحد في النظام.
خلافاً للدعاية التي يقوم بها التيار الإصلاحي الذي يتظاهر بأنه ضد التيار الأصولي ويدعي بأن مشاركته في الانتخابات يخدم تثبيت النظام فإنه في الواقع ليس هناك فرق لدى المرشد بين التيارين. وما يمكن قوله هو أن التجارب الماضية أثبتت أن التيار المحافظ يخدم رؤى المرشد أكثر من غيره.
التجربة وأداء إبراهيم رئيسي خلال الأعوام الثلاثة الماضية يثبتان أن خامنئي يرغب بوصول رئيس على شاكلة إبراهيم رئيسي إلى السلطة لمتابعة السياسات الحالية في الموضوع النووي وشؤون المنطقة وداخل البلاد.
كما أن التجربة أثبتت أن وجود المحافظين في السلطة يؤدي إلى تسهيل التفاوض بين إيران والغرب لكن المحافظين لديهم الجرأة أكثر من غيرهم في قمع الاحتجاجات.
هذه الانتخابات ليست بين مرشحين مختلفين، الفرق فيها أن أحدهم لديه قدرة وإرادة أكثر من غيره من أجل تحقيق أهداف النظام، هذه الانتخابات ليست من أجل قضايا جوهرية بين التيارين المختلفين، بل هي منافسة على قدراتهم في الشؤون الداخلية والدولية المتعلقة بالنظام.
نقلاً عن “إندبندنت” عربية