أهم الأخبارمقالات

لا يمكن تصور قفزة الحوثي

 

عبدالله الحضرمي

عندما قامت جماعة الحوثيين الشهيرة بحماقتها وغرابتها الفريدة، بالإعلان عن قرار جديد يثير الدهشة والسخرية في آن واحد، بتفريق الذكور عن الإناث في الدراسة الجامعية، قررت هذه الجماعة القفز باليمن مرة أخرى إلى الماضي السحيق.

وفقًا للقرار الذي تم الإعلان عنه بشكل مفاجئ ومثير للجدل، سيتم فصل الذكور عن الإناث في الحرم الجامعي، حيث ستمنع الطالبات من الدخول إلى المساحات التي تعتبر مخصصة للطلاب. وستقوم الحكومة الحوثية بإنشاء مبانٍ وأماكن دراسية منفصلة للذكور فقط، في محاولة غريبة لإعادة إحياء العصور الوسطى.

قد يتساءل البعض عن سبب هذا القرار العبثي والمجنون، والذي يخالف تمامًا مفهوم التعليم المتقدم والمتساوي بين الجنسين. ولكن إذا نظرنا بعناية، قد نجد أن لديهم بعض الأسباب لهذا القرار العجيب.

أولًا وقبل كل شيء، يعتقد الحوثيون بشكل غير واقعي أن النساء هن أسباب المشكلات في المجتمع. يرون أن تواجدهن في الجامعات يؤدي إلى تشتيت انتباه الطلاب الذكور، ويعتبرونه سببًا لتراجع أداء الذكور وفقدانهم لتركيزهم وتفانيهم في الدراسة. إنها نظرية مضحكة وساذجة توضح مدى تأثر الحوثيين بأفكار قديمة ومحدودة.

ثانيًا، يعتقد الحوثيون أن النساء هن المسبب الرئيس للفساد والدعارة في المجتمع. وبالتالي، فإن فصلهن عن الذكور في الجامعات سيحل المشكلة تلقائياً. لكنهم ينسون أن الفساد ليس مشكلة نسائية فقط، بل هو مشكلة اجتماعية تشمل الجميع، بمن في ذلك الذكور المتحررون الذين يتلاعبون بالقوانين ويستغلون النساء.

ثالثًا، يعتقد الحوثيون بأن النساء ليس لديهن القدرة على التفكير العقلاني واتخاذ القرارات الصائبة. يرون أنهن أقل ذكاءً من الذكور ولا يستحقن الوقوف على نفس المنصة التعليمية. وهذا الاعتقاد التافه لا يجد أي تأييد في الواقع، حيث تثبت النساء يومًا بعد يوم قدرتهن على التفوق في مجالات متنوعة وتحقيق نجاحات مذهلة.

 

إن قرار الحوثيين بفصل الذكور عن الإناث في الدراسة الجامعية هو مجرد دليل آخر على غباء وتخلف هذه الجماعة الغريبة. فهم يحاولون إعادة الأيام الخوالي والتحجيم الاجتماعي للمرأة، بينما يتقدم العالم بخطوات ثابتة نحو المساواة والتقدم.

 

في النهاية، نأمل أن يتم مواجهة هذا القرار السخيف من قبل المجتمع الدولي والمدافعين عن حقوق الإنسان، وأن يستمر الناس في مقاومة هذه الأفكار المتخلفة والتمسك بقيم التعليم المتساوي للجميع، بغض النظر عن جنسهم.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى