رغم جرائم النظام في الأحواز والدول العربية.. حماس إلى المحور الإيراني
في الوقت الذي رفض فيه لاعبي منتخب ايران غناء النشيد الايراني في مباراة ايران وانجلترا، تضامنا مع الانتفاضة في الشارع ورفضا لجرائم النظام الايراني، تواصل حركة حماس توثيق علاقتها مع محور إيران على حساب علاقتها بالدول العربية والسنية، وسط انتقادا كبيرة للحركة.
وفي ظل الموقف من قبل لاعبي المنتخب الايراني، تقف حركة حماس الى جانب النظام الايراني في ظل الجرائم التي يرتكبها بحق أبناء الشعب العربي الأحوازي وبلوشستان وكردستان وأذربيجان، بالإضافة الى موقفهم الداعم للنظام الايراني وميليشياته في اليمن والعراق وسوريا.
ولم تتحرك حركة حماس لإدانة الجرائم الايرانية بحق الشعب العربي الأحوازي أو أبناء الشعب البلوشي والكردي، اللذان تعرضا لمذابح على يد قوات الاحتلال الفارسي خلال الأسابيع الماضية، ولكن استمرت في البقاء تحت العمامة الايرانية على حساب الدم العربي والسني.
ووفقاً لحديث حسام بدران عضو المكتب السياسي في “حماس” فإن علاقة الحركة مع إيران لم تنقطع بتاتاً، واصفا طهران بأكبر الداعمين وأعظم مناصر للحركة.
اعتماد “حماس” على النظام الإيراني وميليشياته في المنطقة، متجاهلة جميع المخاطر حول تلك العلاقة، وقال رئيس “حماس” اسماعيل هنية في وقت سابق إن إيران أفضل وأكبر داعم بالمال والسلاح لحماس، يكشف حقيقة الحركة أمام الشعوب العربية.
وبات من الواضح أن حماس وعناصرها أصبحت جزء من محور إيران على حساب المحور العربي، واصبحت المصالح الحمساوية أه من القضية الفلسطينية والرابط العربي.
المتابع للتصريحات السياسية الصادرة من قيادات حركة حماس خلال الآونة الأخيرة سيكتشف أن توجهات الحركة أصبحت أقرب إلى المعسكري الإيراني، على حساب المعسكر العربي السني بالمنطقة وهذا يؤيده ويميل إليه إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة.
ومنذ توليه رئاسة المكتب السياسي لحماس، حرص إسماعيل هنية على تعديل خطاب الحركة والاقتراب أكثر من إيران وسوريا.
وفي تصريحات متعدد لإسماعيل هنية، قال “إن دولا مختلفة تشارك في تمويل الحركة، لكن إيران كانت داعما رئيسيا لخطة الدفاع الشاملة عن غزة بمبلغ 70 مليون دولار”.
رئيس حركة “حماس” أعرب عن تقديره لمواقف طهران “ودعمها اللامحدود للمقاومة، وتطوير إمكاناتها ولما بذلته من جهود سياسية ومن دعم للشعب الفلسطيني ومقاومته والتأثيرات الإيجابية لهذا الدعم وهذه المواقف المهمة” ، وأكد هنية حق إيران في الحفاظ على حقوقها ومصالحها.
وقال إسماعيل هنية، ، “أوجه شكري إلى إيران، التي قدمت المال والسلاح والدعم الكبير للشعب الفلسطيني في مقاومته الباسلة ضد الكيان الصهيوني المحتل”، على حد قوله.
ميل حماس لصالح إيران في ظل سيطرة التيار الراديكالي في الحركة الذي يرى أن تقوية العلاقة مع طهران تتيح للحركة تجنب المزايدات بين الفصائل وجمهورها بشأن توظيف حماس للمقاومة في خدمة أجندتها الخاصة لتأمين التقارب مع إسرائيل وضمان الاعتراف الإقليمي بها كشريك مفاوض على أنقاض سلطة فلسطينية مريضة.
وحافظت الحركة على علاقة جيدة مع حزب الله. ورغم خلافه معها حول موقفها من دمشق، لطالما اعتبرها جزءا من “محور المقاومة” الذي يضم أيضا دمشق وطهران وفصائل عراقية.
وحذر نشطاء فلسطينيون من تضرر قطاع غزة ،وعود الصراع مع اسرائيل، مع استمرار ارتهان حركة حماس لمحور إيران، وعودتها العلاقات مع النظام السوري.
وأوضحت مصادر اعلامية أن حركة حماس ترتهن القضية الفلسطينية ومصالح الشعب الفلسطيني لصالح محور إيران التي تكيل لها المديح على حساب الدول العربية السنية كمصر والسعودية التي تسعى الى اعمار قطاع غزة واعادة التنمية وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطن الفلسطيني في قطاع غزة.
وأبدت المصادر الاعلامية تخوفها من فشل الهدنة في قطاع غزة، وعودة الصراع مع اسرائيل بما يؤثر على أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.
من جانبها هاجمت حركة “فتح” تصريحات قادة حماس، معتبره إياه سقطة ورأت أن هنية نصب نفسه بابا نويل ليرهن دماء الشعب الفلسطيني لزعماء أخرين ويقدم أرواحهم هدايا لهم.
كما اتّهم مسؤولون في حركة فتح إيران ودولاً إقليمية بدعم مواقف حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بهدف استمرار الانقسام الفلسطيني، وأعاد عضو اللجنتين؛ التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد، في تصريحات، في 17 شباط (فبراير) الماضي، اتهام الحركتين بإفشال حوار موسكو بين الفصائل.
وفي وقت سابق اتّهم وزير الدولة للشؤون الخارجية في السعودية، عادل الجبير، طهران بالسعي لزعزعة الأوضاع في عدد من الدول العربية، لافتاً إلى أنّ إيران تدعم حركتَي حماس والجهاد الإسلامي لتقويض السلطة الفلسطينية، وقال الجبير: إنّ “النظام الإيراني ليست له أخلاقيات؛ لأنّه يستهدف دبلوماسيين ويفجر سفارات”.
ورأى فلسطينيون أن حماس تسعى وتفضل العلاقات الإيرانية والشيعية ولا تذكر المساعدات اللي قدمتها مصر والسعودية وقطر من باب نكران الجميل.