المحمرة.. الاحتلال يغتال جوهرة إمارة عربستان
المحمرة عاصمة إمارة عربستان التاريخية ، وهي تعد جوهرة إمارة عربستان قبل احتلال الفرس لدولة العربية في الأحواز 1925، والتي تم تحويلها الى هامشية واهمالها، انتقاما من مكانتها لدى الشعب العربي الأحوازي.
تقع المحمرةعند مصب نهر كارون في شط العرب ، شيدها يوسف بن مرداو ثاني امراء امارة المحمرة وذلك سنة 1229 هجـ – 1812 م وهو من شيوخ قبيلة البوكاسب الكعبية العربية، وتبعـد عن مدينة الأحواز ( 120 كم ) .
والمحمرة هي موطن عشيرة المحيسن الكعبية والتي منها المغفور له الشيخ خزعل الكبعي اخر امراء الدولة العربية في الأحواز قبل احتلال من قبل شاه رضا بهلوي في 1925.
المحمرة لعقود طويلة عاصمة النضال القومي لأبناء الشعب العربي الاحوازي، ذلك تهرب الاحتلال الفارسي في عملية بناء المدينة، بل يتعمد الاهمال والتهرب من اعادة اعمارها بعد ان دمرتها الحرب العراقية ضد الفرس في ثمانينات القرن الماضي.
مدينة المحمرة
المحمرة هي مدينة ساحلية داخلية تقع على بعد حوالي 10 كيلومترات (6.2 ميل) شمال عبادان، تمتد المدينة إلى الضفة اليمنى لممر شط العرب المائي بالقرب من التقاءها بذراع حفار لنهر كارون .
وابرز شوارعها شارع الخزعلي، وشارع الجاسبي في المحمرة.
ويبلغ عدد سكانها في تعداد 2016 ، 170976 نسمة ، موزعين على 47380 أسرة.
يزاول أهالي المحمرة مختلف الحرف والمهن عدا الوظائف الحكومية فهي بيد المستوطنيين الفرس ، واشهر الحرف التي يزاولها عرب المدينة ، هي :
الاعمال التجارية : وعدد العرب قليل آخذ بالاضمحلال لمزاحمة المستوطنيين الفرس الشديدة لهم .
الملاحة النهرية، وصيد الاسماك، رعى الماشية، وصنع القوارب والزوارق ، وهي حرفة واسعة ورائجة .
فالمسافة بين المحمرة والاحواز عاصمة الدولة الأحوازية بمسافة 120 كيلومتر عن طريق نهر كارون ، الذي يبلغ عمقا كثيرا في هذه الجهات ، والزوارق هذه صممت للحيلولة الكثيرة التي تبلغ عدة أطنان ، ويسميها أبناء المنطقة بـ ( البوارج ) .
مدينة تاريخية
من الحضارات التى قامت فى الأحواز فى ذلك العهد، حضارة ميسان (ميسن)، ويعود تاريخ نشأتها إلى قرابة عام 129 ق.م، واستمرت إلى حدود عام 225 م، وعثر الباحثون على أسماء 23 ملكاً من ملوك تلك الحضارة، الذين حكموا ثلاثة قرون ونصف القرن، وامتدت حدود تلك الحضارة – حسب الدراسات – من نهرى دجلة والفرات غرباً، إلى نهر كارون شرقاً، وكان أول ملوكها فى تلك المرحلة، هو الملك العربى الذى يُدعى «هيسباوسينس»، وكان مركز الحكومة يسمى «الكرخة» أو «خاركاس» المعروفة حاليا بـمدينة المحمرة، وكان ميناء هذه المدينة يُعدّ أهم ميناء تجارى عربي- يونانى فى الشرق.
واستمر الحكم العربي في الأحواز، حتى عام 1925 باحتلالها من شاه طهران رضا بهلوي، وذلك لان الأحواز دولة غنية بالموارد الطبيعية من النفط والغاز ويوجد فيها الأراضى الزراعية الخصبة، حيث يصب فيها أحد أكبر أنهار المنطقة وهو «نهر كارون» الذى يسقى السهول الزراعية الخصبة.