أهم الأخبارمقالات

إلى محاوري هوكشتاين: حذارِ توريط لبنان

 

بشارة شربل

أخص بالذكر الرؤساء الثلاثة، سواء التقوا الموفد الأميركي فرادى أو بالجملة، وكلَّ من تحضر ملائكتُه معهم بعُدَّتها الكاملة.

“لقاؤكم اليوم مع آموس هوكشتاين “تاريخي” نظراً لأهمية الغاز الاقتصادية وموقع آباره الجغرافي السياسي. والتاريخ يمكن أن يصنعه حكام عِظام قدَّموا لبلادهم الخير والعدل والازدهار، مثلما يمكن أن يصنعه من شاءت الأقدار ودواهي الزمن أن يكونوا في سدة المسؤولية.

فات الوقت على إجماع حولكم يبدد صورة تمثيلكم الانقسام الوطني ويطمئن اللبنانيين الى مفاوضات آمنة بلا تفريط. وأنتم، على ما نعتقد، تدرون أن منظومتكم أبلت بالبلاد “البلاء الحسن” حتى بتنا في حفرة شهِدَ “رأس الدولة”، ومَن كلفتم ليفاوض نيابة عنكم وعن الشعب اللبناني، أنها “جهنم”. لذلك لا تعتقدوا أن السلطة التي في أيديكم وإمساك ملف الترسيم مكافأة على إنجازاتكم، بل خلاصة أزمة مكونات ونظام سياسي ممزوجة بمسارات عنف وانقلاب على الدستور أدت الى تقدمكم على كثيرين جديرين بالقيادة وأحق بتمثيل الناس.

حضرات الرؤساء. عملياً أنتم سلطة أمر واقع، سواء انتخبتكم أكثرية أم وُلِّيتم بفعل سطوة السلاح والتعطيل أو بـ”ميزة” المواقف الرمادية التي تدير الأزمات مدعومة بمخاوف دولية من اهتزاز الاستقرار. لن يكون هناك من يحاسبكم، ولا رقيب على أفعالكم، إلا صحوة ضمير مطلوبة منكم عسانا نرى قبساً في نهاية النفق الطويل.

اتفاقكم على موقف واحد تُبلغونه لهوكشتاين ضروري. لكنه يجب أن ينبع من حق لبنان في ثروته بلا مزايدات ولا “تهبيط حيطان”. واعلموا انكم وضعتم شعبنا في موقع تفاوضي ضعيف بعدما أفقَرتْه منظومتكم وخسفت به الأرض. فتواضَعوا وحاولوا إنقاذ ما يجب إنقاذه. استخراج لبنان للغاز فيه مصلحة لكم أولاً لأنه يجدد شباب منظومتكم ويعزز سطوتها ويعطيها مبررات إضافية للاستمرار، وفيه مصلحة لكل الناس عسى أن تسعفنا الثروة المستجدة في النهوض من الدرك الذي انحدرنا إليه.

حضرات الرؤساء. لا نقول لكم إقبلوا ما يعرضه عليكم العدو أو الوسيط، بل فاوضوا، لكن بشعور بالذنب، آخذين في الاعتبار أن لبنان مفلس، والانهيار الذي تسببتم به مع حلفائكم ليس له قرار. ثم فاوِضوا وفقاً لمصلحة لبنان العليا وأبنائه وليس على وقع “الملف النووي” وايقاع النزاع الايراني- الغربي. فلبنان لا طاقة له على الانتظار غير المجدي، ولا على المماطلة في انتظار تسويات وصفقات اقليمية ليس هو بالنسبة إليها سوى ورقة أو ساحة مساومات وفرْق عملة.

حضرات الرؤساء. فاوِضوا بثقة صاحب الحق حتى ولو كانت ثقتنا بكم تحتاج جهداً لوقف الاهتزاز، لكن حذارِ اصطناع البطولات والتسبب بخسارة فرصة استثنائية أو توريط لبنان. نرفض أن يأخذنا المحور الذي توالونه الى مغامرات، ولسنا قطعاً مستعدين لدفع الأثمان”.

نقلا عن “نداء الوطن”

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى