قناة الأحواز الفضائيةمقابلات

عضو بالحزب الديمقراطي الأمريكي فى حوار خاص لـ”موقع الأحواز العربية” حول الأمن القومي العربي فى ظل الحرب الروسية فى أوكرانيا

 

آثار سيد 

أجري موقع الأحواز العربية حوار مطول حول الهجوم الروسي فى أوكرانيا، مع الدكتور مهدي عفيفي، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، والذى تطرقنا خلاله  لتفاصيل حول الأمن القومي العربي وموقف الدول العربيةمن هذه الحرب، فى ظل هذا لوضع العالمي المضطرب، وكذلك موقف روسيا والغرب، والوضع الداخلي الأمريكي منذ بداية هذا الهجوم الروسي، وإليكم نص الحوار:

قراءتك للهجوم الروسي على أوكرانيا وآخر تطورات الوضع؟

 بعد أن حصلت أوكرانيا علي استقلالها، تنازلت عن سلاحها النووي بالكامل لروسيا، وأصبحت لاتملك جيش، بمعنى أنها أرادت أن تكون على الحياد ، ولكن فى عام  2014 عندما استولت روسيا علي دونباس، وأماكن أخرى، بدأت أوكرانيا فى التفكير بأن يكون لديها جيش. أما فى عام 2021 صرح بوتين  أن أوكرانيا جزأ لايتجزأ من روسيا، ومن ثم بدأ يرفض لقاء الرئيس الأوكراني، ورفض المفاوضات، فى نفس الوقت عام  2022 أصبحت التكتلات العسكرية على حدود أوكرانيا، والذى أدعي بوتين أنها للتدريبات وليست للحروب، وبعد ذلك قامت الولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة معلوماتها استخباراتية للدول الأوروبية، والعالم أجمع مؤكدة أن هذه التجهيزات لم تكن للتدريب، وأكدت أنها تحتوي علي مستشفيات متنقلة، وتكديس للدم، وتكريس ل190 ألف جندي.

هل أمريكا قادرة على مواجهة روسيا بسبب هذا الهجوم؟

الموضوع ليس كون أمريكا قادرة أم لا على شن حرب ، ولكن المواطن الأمريكي ليس لديه النية أن يكون هناك صراعات أخري، لأن ذلك يكلف الكثير من الأرواح. نحن فى عصر بدأ التفاهم السياسى أوقع، وأن ماقامت به روسيا بعد ماتمددت فى سوريا وأفريقيا وخاصة ليبيا، وأعتقد أن روسيا ظنت أنها يمكن أن تفرض على العالم واقع جديد، ولاننسى عندما قال بوتين لابد أن نستعيد الجمهوريات الروسية فى السابق، وهذا يعتبر خطاب عدائي للولايات المتحدة وللعالم الغربي، وخاصة أن أوكرانيا لم تعتدى على روسيا، وكل ماقيل من روسيا حرب اعلامية. غير مسبوقة لتغيير الواقع ، وخاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت أن تشارك العالم أجمع معلومات استخباراتية لا يمكن مشاركتها .

 هل الناتو من الممكن أن يضحي بروسيا بسبب هذه الحرب على اوكرانيا؟

أوكرانيا لايمكنها الدخول فى الناتو، ولكن تخوفات روسيا أن تكون أوكرانيا جزء من الاتحاد الاوروبي، وبالتالي سيكون لها اقتصاد قوى، ويصبح  على حدودها دولة ديمقراطية قوية من الدول الروسية السابقة، فكان هذا هو التخوف الروسي الأساسى، أما التخوفات التي تدعيها روسيا الآن غير منطقية، لم يكن هناك صواريخ فى أوكرانيا، فهناك خلط كبير قامت به روسيا لكي تؤكد أنها تدافع عن أمنها القومى ، وإذا كان  هذا حقيقىا، لما دمرت سلاح الطيران لأوكرانيا والدفاعات الجوية فى أقل من 12 ساعة ، كما أن روسيا تملك صواريخ فرط صوتية، هذه الصواريخ تغطى أوروبا بأكملها، كما يمكنها أن تنهى أوكرانيا فى دقائق، وبدأت روسيا بخطاب لم نسمعه من قبل، ألا وهو التهديد بالنووي،روسيا الآن فى مأزق، تريد فرض قوتها على المجتمع الدولي ولذلك قامت دول مثل سويسرا بفرض عقوبات على روسيا، ليس لأجل أمريكا، أمريكا لاتستطيع فرض رأيها على دول مستقلة مثل ألمانيا، بريطانيا قريبة  من الولايات المتحدة ، لكن فرنسا كان لديها مشاكل مع أمريكا،و دولة مثل اليابان لم تدخل في حروب منذ الحرب العالمية الثانية، والآن تقرر دعم أوكرانيا وفرض عقوبات على روسيا،وتري ألمانيا أن ماقامت به روسيا هو تهديد للعالم بشكل وجودى، رأينا تكاتف غير عادى، الجميع يدافع عن نفسه ،وليس لأجل الولايات المتحدة الامريكية،كل بلد شعرت بالخوف الحقيقى مما تقوم به روسيا ، وأن تجر العالم لحرب عالمية ومن ثم لإنهيار اقتصادى غير مسبوق.

هل سيتأثر الأمن القومي العربي بهذه الحرب، وقراءتك لموقف الدول العربية منها ؟

فى الحقيقة الأمن القومى العربى لايتأثر بهذه الحرب مثل أوروبا، لأن كثير من الدول العربية اتخذت موقف الحياد، لم نرى أحد دعم أمريكا 100 % ولا دعم روسيا 100 % ، وهذا بشكل عام بدون تخصيص ولذلك التأثير العربي ليس مثل أوروبا، ولكن انتقال المسلحين سواء لدعم روسيا أو أوكرانيا ، هناك متبرعين من جميع أنحاء العالم ذهبوا من دول روسية سابقاً لدعم  روسيا،وأخرون من أوروبا، ولا أعتقد أن مثل هؤلاء سيفصلون الصراع، روسيا لديها جيش جرار، ولكن من الممكن استخدامهم فى حرب الشوارع، وقيل بعد أيام قليلة ستكتسح روسيا أوكرانيا وهذا لم يحدث، السبب الرئيسى هو صمود الرئيس الأوكرانى أمام العالم كله، وكذلك دعم الشعب الأوكرانى لبلاده، روسيا قالت أن الشعب الأوكرانى جزء من الشعب الروسي، ولكن الأوكرانيين قالوا  سندافع عن أنفسنا حتى الموت، والرئيس الأوكرانى رفض دعو ة الولايات المتحدة الأمريكية فى أن تنقذه، ورفض أن يترك بلده، وأيضاً مساندة العالم أجمع بشكل غير مسبوق أدى إلى تغيير مقاييس الأمور ، مانراه هو مرحلة حرب مستمرة بدأ كل  طرف بها أن يستعد للآخر،  روسيا تعلم أنها لاتستطيع السيطرة على بلد قوامها 44 مليون، واعتقد أن الانقضاض على بلد مثل أوكرانيا  له حسابات خاطئة، وأن المجتمع الدولى بأكمله وليست الولايات المتحدة فقط حتى البلدان التى لم تتدخل مثل سويسرا واليابان والنمسا، رأت أن هناك خطورة على العالم  مما قامت به روسيا.

بانتقال عناصر مسلحة تابعة للمحور الشيعي، هل من الممكن أن ينتقل مستقبلا الصراع السني الشيعي إلي أوكرانيا؟

أعتقد أننا فى الشرق ننظر إلى هذه النقطة فقط، ولكن  إذا نظرنا إلى شكل الخريطة بالكامل، سنجد  أن هناك  روس مسلمين دعموا روسيا ، بالإضافة إلى ماتروج له روسيا ،أن أمريكا تستخدم أسلحة بيولوجية، فهناك حرب كلامية بالإضافة إلى الحرب الواقعية، وهناك محاولة استنصار لكل فريق، أى محاولة ان يستنصروا المسلمين ضد الروس، و يستنصروا المسيحيين ضد المسلمين، وبالتأكيد روسيا في موقف لاتحسد عليه، و هناك تعدى على مساجد، وكذلك على كنائس، وهناك حروب كلامية، هذه مأساة توثر على العالم بأكمله، وتدخله فى حرب عالمية ثالثة، واستيلاء روسيا على أوكرانيا، لن يفيد روسيا بشي لأن أوكرانيا تنازلت على سلاحها النووي ولم تكن تخطط أن تمتلك سلاح نووي.

هل هناك مؤشرات فى أن تضغط الدول الخليجية على الطرفين بورقة النفط؟ 

موضوع النفط مهم للغاية، وأعتقد أن الولايات المتحدة غير سعيدة بردود فعل الدول الخليجية من المسالة النفطية، وهذاصحيح ، لأن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول إنقاذ الاقتصاد العالمي، المكاسب المادية ليست فقط هى من تساعد دائماً، لابد للنظر للمكاسب السياسية، الولايات المتحدة ليست دولة صغيرة، والرأى العام فى أمريكا يدعم  أوكرانيا  بدرجة كبيرة، لدرجة أن الكونجرس الأمريكى، ونحن نقول أن روسيا قدمت لنا خدمة كبيرة، كونها وحدت الجمهوريين والديمقراطيين، وهذا  شيء لايخفى على أحد، كان لدينا خلاف شديد داخل الولايات المتحدة الأمريكية بين الجمهوريين والديقراطيين اليوم  اتحد الاثنين ضد روسيا، وكذلك لدي الولايات المتحدة الأمريكية مشاكل مع الناتو منذ حكم  ترامب ، اليوم اقوى علاقة تشهدها الولايات المتحدة مع الناتو، ذلك لأن الدول أيقنت أن روسيا على مدار سنوات طويلة تقترب من الدول الأوروبية، وتحاول أن تكون لها اقتصاد مشترك، وكذلك الدخول فى الدورة الدولية فى الأساس لم تكن هذه نيتها، نيتها أن تقوى وتعيد روسيا الاتحادية، وهنا لابد الإشارة إلي  أن اعتماد روسيا على الصين لم تؤتى بثمارها ، الصين لعبت دور أساسى أن تكون على الحياد ، لأن الصين بلد منتجة وأفخم الإنتاج الصينى يذهب لأمريكا وأوروبا، وأن 70 % من هذا الإنتاج، إذا  قاطعت هذه الدول الانتاج الصينى، ستكون هناك مأساة فى الصين،فهي تلعب دور مختلف واعتقد أن روسيا فوجئت بكل مايحدث، وأن  ضغط دول الخليج بالنفط قد توثر على المدى القصير ولكن على المدى الطويل سيكون لها عواقب وخيمة.

رأيك فى الموقف المصري من الأزمة الروسية الأوكرانية؟ 

أري أن مصر اتخذت خط الوسط ، كل العالم سيتأثر اقتصادياً، لو هناك أى تحيز لطرف أو آخر، فالدولة  التى تتحيز ستتأثر على المدى الطويل ، أعتقد أن الموقف المصرى شبه على الحياد، ويحاول الدور المصرى أن يكون وفاقى وليس تحيزي، وهذا شيء جيد، الاقتصاد العالمي يتأثر والأسعار فى ارتفاع، وهذا يؤثر بالطبع على كل شيء، بسبب أهمية البترول، وهنا التخوف لأن الحرب الأساسية حرب اقتصادية وليست تدميرية،  وفى حال وقوع حرب فعلية سينتهى هذا العالم، وسمعنا بوتين يقول ” سننهى هذا العالم”  ولكن لايوجد أحد يريد إنهاء هذا العالم فى حرب عالمية أخري .

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى