دعامر الدليمي
ثورات الشعوب ليس عملاً آنياً أو حالة إرتجالية دون أهداف أو إستراتيجية، فهي تصميم عالي لتحقيق أهدافها، والشعوب التي قرأت وفهمت تاريخها، ووعت حاضرها وتعمل لمستقبلها لا تركن أو ترضىٰ لإحتلال او استغلال أو عبودية….. فالشعوب الحية الحرة هي هكذا تتجلى فيها قيم اجتماعية نبيلة وكرامة إنسانية، لا ترضىٰ لمن يسومهاإستعبادأً وكراهية…… وشعبنا العربي الأحواز ي له دلالات كثيرة وعديدة في ثوراته وإنتفاضاته، لم يسام على حقوقه الإنسانية والقانونية المشروعة لحياة حرة كريمة، وكانت وما زالت له ثورات وأنتفاضات شهد لها تأريخ المنطقة العربية بإعتزاز وإكبار ضد إحتلال فارسي صفوي حاقد على الأمة العربية وشعبها وتراثها وتاريخها المجيد….. ففي أيام الحاج ( جابر الكعبي) أعلن الشعب العربي الأحواز ي ثورته ضد معاهدة أرضروم سنة 1847م إثر تنازل العثمانيين عن الاحواز إلى إيران ، ودامت الثورة عشرة سنوات أبدع فيها شعبنا الأحوازي على الصمود، حتى أرغمت شاه إيران سنة 1857م الاذعان للثورة وإعلان إعترافه بإمارة الاحواز إمارة عربية مستقلة منذ عام 1847م حتى عام 1925م . وفي السنة التي إحتلها الجيش الفارسي بتآمر ودفع بريطاني ثار الشعب الأحوازي عام 1928م ضد الاحتلال وسميت الثورة بإسم ثورة الحويزة، ثم في عام 1936م قامت ثورة بني طرف وهي من العشائر العربية في الأحواز، وثورة حيدر بن طلال عام 1940م، وثورة عشيرة بني كعب الدبيسي العربية، وثورة الشيخ عبدالله بن الشيخ خزعل عام 1944م، وثورة بني طرف عام 1945م، وإنتفاضة الشيخ مذخور الكعبي، حتى أن الثورات والانتفاضات كانت متواصلة ومتتابعة ومستمرة وإلى الآن في إنتفاضات الأحزاب السياسية والحركات الوطنية الممثلة لشعب الأحواز العربي، وأنشطة متعددة على مختلف المستويات مما يدل على وجود شعب حي مجاهد مستمر في كفاحه ونضاله لتحقيق إستقلاله قدم شهداء ومعتقلين ما زالوا في سجون الإرهاب الإيراني، مصممين على الثورة وثورة مستمرة حتى النصر بإذن الله.