مقالات
الإيرانيون السود
هشام العوضي
أطلق إيرانيون من أصل أفريقي في مايو 2021 تجمعاً يهدف إلا إدماج هذه الفئة في النسيج المجتمعي الإيراني. وتتكون المجموعة من فنانين، ورواة قصص، وصانعي أفلام يتحدثون في الإعلام ومنصات التواصل عن حياة الإيرانيين السود.
استعبد الإيرانيون الرقيق من شرق أفريقيا، واشتغلوا في الخدمة المنزلية، وصيد اللؤلؤ، وزراعة التمر. وعلى الرغم من أن مفردة «سياه» بالفارسي تشير إلى الرقيق الذين استعبدهم الإيرانيون من مناطق جغرافية متعددة، ومن شبه القارة الهندية، فإن «أسود» ارتبط بالمستعبدين من أفريقيا فقط.
ضغطت بريطانيا على إيران لمنع تجارة العبيد منذ عام 1848، ولكن لم يبطل البرلمان الإيراني الرق رسمياً إلا في 1929. ظل السود يعيشون في إيران، كأقليّة مهمّشة. ولم يكن بمقدور الأسطورة الوطنية المتخيّلة، أن الإيرانيين الأصليين من الآريين البيض فقط، أن تستوعب مواطنين بألوان مغايرة.
تسعى مجموعة «الإيرانيون السود» إلى الحفاظ على إرث وذاكرة السود في ايران، من خلال ما كُتِب عنهم في الوثائق البريطانية، وعبر فنهم وذكرياتهم في المجتمع الإيراني. قال عضو في المجموعة «على الرغم من أن الرق لم ينته منذ مدة طويلة في ايران، فإن الكثير من الإيرانيين لا يعلم شيئا عن تاريخ الرق في فارس والخليج». وأضاف «نشأت في ايران وأنا اسمع الناس يقولون: ليس عندنا سود في ايران، حتى عندما أقول لهم ولكن أنا إيراني أيضاً». كما أن العلماء القلائل الذين اعترفوا بفترة الرق في ايران، ركزوا على العلاقة الإنسانية فقط، مقارنة بالعبودية في الولايات المتحدة.
يحاول الإيرانيون السود الاحتفاء بماضيهم بدلاً من الاختباء منه. يعتقدون أن الهدف هو إضفاء الطابع الديموقراطي على التاريخ، أي الشفافية وإمكانية الجميع للوصول إلى المعلومة. في عبادان، وبوشهر، وبندر عباس، بدأ إيرانيون سود يروون للمرة الأولى قصصاً عن أجدادهم، حيث امتزجت لغتهم بالفارسية والعربية والسواحلية. وبدأوا، ربما للمرة الأولى، يكشفون عن صور فوتوغرافية عائلية لأقرباء كانوا في طفولتهم عبيداَ.
بقي أن أقول إن تجربة إيران لا تختلف كثيراً عن تجربة الخليج مع الرق. الفرق أنه لا يوجد في الخليج العربي مجموعة مماثلة للإيرانيين السود.
نقلا عن “القبس”