دولة الاحواز المحتلة والظرف الموضوعي 

د – فالح حسن شمخي

تمكنت المعارضة الايرانية (مجاهدين خلق )، من اختراق الجدار الأوربي وفرضت وجودها بشكل وبآخر ، والسؤال الذي علينا كعرب في الاحواز الإجابة عليه هو كيف تمكنت هذه المعارضة من القيام ذلك ؟

والجواب ،  هو أن مجاهدين خلق قد تعاملوا مع العقل الأوربي الذي يستند إلى ثوابت ينكرها عليهم الذين يفكرون بنظرية المؤامرة ، والعقل الأوربي هنا ليست الحكومات البرغماتية أو الشركات الرأسمالية التي تهتم بمصالحها وامتيازاتها  ،إن اهم من يحرك الثوابت الاوربية هو الراي العام من خلال البرلمانات الأوربية والمستشارين الذين يشكلون قوة ضغط على الحكومات والشركات ، وهم الذين علينا كعرب في الاحواز أن نتعامل معهم ونتقدم خطوات ثابته باتجاه مخاطبة العقل الأوربي من خلال هؤلاء ، ومن خلال الاستفادة من الظرف الموضوعي الذي يقول بأن النظام الايراني وحرسه الثوري قد تجاوزوا الخطوط الحمراء وهم يعملون بجد على تخصيب اليورانيوم والصناعات في مجال الصواريخ الباليستية ودعم المليشيات التي تهيمن بالقوة على كل من العراق وسوريا واليمن ولبنان ، الخطوط التي  وضعها لهم حليفهم الأمريكي والصهيوني.

ان مخاطبة العقل الأوربي لاتاتي عبر الخطاب السياسي السردي الطويل الجاف ، وعبر العديد من الفصائل الأحوازية التي تقدم نفسها بشكل متفرق وعمل كل فصيل على رفض  الفصائل الاخرى وعدم قدرتهم على التعامل بالقواسم المشتركة ، كما هو الحال في فلسطين  حيث الصراع العلني بين الفصائل الفلسطينية .

نعتقد ان الخطوة الاولى التي على المعارضات العربية ومنها الاحوازية هي أن توحد صفوفها وان تقدم قضيتها الى العقل الاوربي بشكل واضح وجلي ، وعلى العرب خاصة  في الخليج العربي ان يدعموا تطلعات الشعب الاحوازي في التحرر ، وأن لايساهموا في تفريق المناضلين  الأحوازيين عبر تقديم الدعم لهذا مساعدة هذا الشخص على حساب الآخرين.

وعلى الاحوازيين أن يركزوا على دراسة تأريخهم ونشره  ، تأريخهم الذي يؤكد على إن هناك دولة اسمها الدولة (المشعشعية) في الاحواز والتي دامت 450 سنة والتي حكمها الموالي قبل ان تجتاحهم دولتهم وارضهم الحكومة الصفوية ،  وعليهم التركيز على  إمارة الاحواز( الدولة الكعبية) التي اغتيل أميرها المرحوم الشيخ خزعل الكعبي رحمة الله عليه ، العام 1925م بتامر بريطاني – شاهنشاه وعلى بارجة بريطانية ، وان يتم دعوة المجتمع الاوربي إلى العودة لدراسة  المعاهدات بين السلطنة العثمانية وايران ومنها معاهدة أرض روم الأولى والثانية ومعاهدة سربيل زهاب حيث لم تتنازل السلطنة العثمانية لايران عن دولة الاحواز وبالتالي ، فأن ايران تعتبر دولة محتلة للاحواز  وفق الشرعية الدولية كدولة و امارة وأرض وشعب وان نذكر بعنصرية الفرس الذي عبر عن موقفهم الخميني الذي رفض الحديث مع الشيخ الاحوازي علي الخاقاني باللغة العربية وهي لغة القرآن والتي يتقنها الخميني كرجل دين ، وأن نذكر بموقف  رفسنجاني العنصري إلذي قال بإن العرب في الاحواز والبالغ عددهم عشرة ملاين نسمه والذين هم أصحاب الأرض الشرعين، بانهم قبائل رحل.

وإلى جانب ذلك علينا نبرز الهوية الثقافية للشعب الاحوازي التي تعمل حكومة الاحتلال على طمسا بأساليب مختلفة .

وعلينا أن نرفع أصواتنا عاليا للحديث عن التلوث البيئي الذي تتعرض له الارض جراء طمر النفايات النووية في دولة الاحواز وانتشار المعامل التي تنشر السموم وغلق وتغير مجاري الأنهار أو فتح السدود عندما تتعرض المدن الايرانية لتغرق المدن والقرى الأحوازية ، علينا  ان نخاطب اليونسيف التي اعتبرت أهواز  العراق كتراث عالمي وتذكيرهم بأن أهوار الاحواز هي امتداد لاهوار العراق ، وبأن هذه الاهوار تتعرض للتلوث وهذا مايؤثر بشكل مباشر على الثروة السمكية والطيور المهاجرة ، وهذا الأمر يحظى باهتمام العقل الأوربي أكثر من الخطب السياسية الرنانة.

كما أن التغير الديموغرافي في أرض الاحواز جاري على قدم وساق فمعظم الإيرانين الذي تم تفسيرهم من العراق أيام الحكم الوطني قد استوطنوا الاحواز وان معظم المليشيات العراقية المرتبطة في مايسمى بولاية الفقيه قد انتقلت إلى الاحواز الآن وفي ظل تصاعد الصراع في المنطقة.

وعلينا ان ننبه إلى أن أسماء المدن والقرى والطرقات الاحوازية قد غيرت اسمها قسرا من أسماء عربية إلى أسماء فارسية وان العوائل العربية الأحوازية غير مسموح لها بأن تسمي أبناءها بأسماء عربية وتفرض عليهم أسماء فارسية ، كما أن اللغة الفارسية تفرض في كل الدوائر والمدارس …الخ.

على الأخوة الاحوازين أن يأخذوا بما يرونه مناسبا للتعامل مع العالم الخارجي لاسيما مؤسسات الاتحاد الاوربي في هذا الظرف الموضوعي الذي تمر به ايران ولاية الفقيه والحرس الثوري وصعود نجم (رئيسي) ، الذي سيفرض كرئيس في الانتخابات المقبلة ،نعتقد ان  الفرصة سانحة هذه الايام لإثبات الوجود والمكانة وتقديم قضية الاحواز في كل المحافل الدولية على طرق تحرير الأرض وإلاعلان عن عودة دولة الاحواز العربية المحتلة الأمر الذي يؤثر بعودة شط العرب والخليج العربي لعروبته ويعود النفط والغاز والتمر ونهر الكارون إحوازيا عربيا.