مينا دريس: رحلة فنية تعكس معاناة الشعب الأحوازي وتاريخهم الثقافي
عندما تستمع إلى صوت المطربة الأحوازية مينا دريس، ستشعر سريعا بصوتها الرائع والأصيل والقوي، الذي يؤثر دائما على روحك، والتي تعد سفيرة الفن والموسيقي العربية بلونها وتميزها الأحوازي.
مينا دريس ابنة مدينة عبادان الأحوازي، وهو تعيش الآن في الولايات المتحدة، تعمل عبر نشاطها الفني الإبداعي نقل الوجه الأخر لروح وفن وثقافة وهوية الأحواز إلى العالم.
مينا دريس إبنة عبادان
ولدت مينا دريس عام 1981 أثناء الحرب بين العراقية والاحتلال الإيراني. بدأت في إظهار موهبتها في الغناء في سن الخامسة، نظرا لحقيقة أن مسقط رأسها هو عبادان وسط الأحواز على الخليج العربي، كانت شغوفة جدا بالموسيقى الكلاسيكية العربية (المقام). علاوة على ذلك، فإن اللغة العربية هي لغتها الأم. بدأت في متابعة حماسها للموسيقى بعد الجامعة.
مينا دريس عبر رحلاتها وحفلاتها الفنية تعمق للرأي العام العالمي، ومحبي الفنون والآداب، الوجه الفني الإبداعي لدى الشعب الأحوازي، وتنوع ثرائه وتاريخه وتراثه الثقافي والإبداعي في ظل قيود الاحتلال الإيراني على الثقافة والفن الأحوازي وحرمانهم من إظهار إبداعهم الثقافي وهويته العربية الأحوازية.
وأجبرا والدتا مينا دريس على مغادرة عبادان والأحواز، بعد اندلاع الحرب العراقية ضد الاحتلال الإيرانية، حيث كانت “دريس” لازالت جنينا في “بطن” والدتها.
ولكن رغم مغادرة الأحواز قبل أن ترى النور وأرضها، إلا انها عادت إلى إليها في زيارات لمسقط رأسها كلما سنحت لها الفرصة، وخاصة زيارة عبادان، مسقط رأس والديها حيث لازالت عائلتها في الأحواز.
صوت الثقافة والفن الأحوازي في العالم
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي الخاص بها تنشر “مينا دريس” الثقافة الأحوازية بين الأطعمة التقليدية اللذيذة مثل حساء السمك الأحوازي (الغالية) ورقص أبناء عمومتها وأقاربها في ظلال نخيل الأحواز والذي يعد النخيل ذو مقامة مهمة في الثقافة والتراث الأحوازي
وفي رحلاتها إلى الأحواز تكشف مينا دريس ألون جديد من التراث الثقافي الأحوازي الثري، مثل الوشم على وجوه الأمهات والجدات، وعباءاتهن الطويلة الملونة والضفائر التقليدية المميزة، ورسم الحناء على أيديهن وأقدامهن وشعرهن في مناسبات الزفاف.
بعد بحثها عن الألحان العربية الأحوازية، حاولت مزج هذه الألحان مع الأسلوب الإلكتروني الذي يعزز المزاج الأكثر إثارة للإعجاب في الجيل الجديد.
قدمت مينا ديريس الكثير من الحفلات الموسيقية في دول عربية وغربية مثل قطر وتركيا وإيطاليا وألمانيا، ومهرجان BIT في ميلانو بإيطاليا، ومهرجان أفينيون في فرنسا ومهرجان بابل في العراق ومهرجان آخر في غلاويج بإقليم كردستان العراق. بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث تقيم الأن.
في عام 2017، خاضت أول تجربة تمثيلية لها في مسرحية عن النساء المشردات كممثلة ومغنية.
وهي الآن المغنية الرئيسية لفرقة نوفاك منذ عام 2016 ولديها العديد من الأغاني المنفردة وألبوم بعنوان “Agitation” مع هذه الفرقة.
الحديث عن معاناة الأحوازيين
ودائما ما تتحدث مينا دريس في حوارتها ومقابلاتها الصحفية والتلفزة، عن الحرمان والتمييز الصارخ ضد الأحوازيين ومعاناتهم، وإهمال سلطات الاحتلال الإيراني للمناطق العربية الأحوازية.وتركز “دينا دريس” على افتقار المدن الأحوازية إلى الخدمات التعليمية الحيوية في المدارس، ومقارنة جودة التعليم والخدمات المدرسية في طهران وكرج بمدينة عبادان،وكذلك تدهور البنية التحتية للطرق والكهرباء والصرف الصحي ومياه الشرب.
بالنسبة للمغنية الأحوازية مينا دريس، فإن الفنون، وخاصة الموسيقى، ليست شغفها فحسب، بل هي حياتها. وكما قالت في احدى مقابلتها الصحيفة، “تعتبر الفنون بشكل عام، والموسيقى والشعر والغناء بشكل خاص، لغة مشتركة تتجاوز الاختلافات بين شعوب العالم، وتخلق حوارا حضاريا متميزا بين الثقافات المختلفة.
وعن الفنانين العرب الذين تحب ان تستمع لهم وتغني لهم، قالت مينا جريس”عشق وأحب غناء أم كلثوم وأنا مفتونة بها وبصوتها. عندما كنت صغيرة والدي شرح لي أن أعظم مطربة في الشرق الأوسط هي أم كلثوم “، بالإضافة إلى “فيروز ووديع الصافي وصباح فخري وناظم الغزالي ومحمد عبده وكاظم الساهر “.