رسالة توثق استغاثة الشعب الأحوازي بالحكومة البريطانية عام 1942 لإنهاء الاحتلال الإيرانى
وجه الشعب الأحوازي في عام 1942 نداءً رسميًا إلى الحكومة البريطانية، مطالبًا بإنهاء الظلم الذي تعرض له والسعي لاستعادة حقوقه الوطنية المسلوبة.
جاء هذا النداء في رسالة مُوجّهة إلى السفير البريطاني في بغداد، عبّر من خلالها الشعب عن معاناته تحت سيطرة النظام الإيراني، مشددًا على ضرورة إنهاء حالة القهر والانتهاكات المتواصلة.
وتضمنت الرسالة استعراضًا للأوضاع المعيشية المتدهورة والتهميش السياسي الذي تعرض له الشعب الأحوازي عقب إلحاق إقليم الأحواز بإيران قسرًا في عام 1925.
وإليكم نص الرسالة:
صاحب السعادة سفير الحكومة البريطانية في بغداد،
يشرفنا أن نتوجه إلى معاليكم بأسمى عبارات التقدير والإخلاص، راجين أن يصل نداؤنا إلى مسامع حكومة جلالة الملك. لقد عانت منطقة عربستان العربية طويلاً على أيدي المسؤولين الفرس، حيث أذاقونا من الظلم أشد أنواعه ومن الإذلال أبشع صوره، خصوصاً بعد غياب زعيمنا الجليل وصديقكم الوفي، السير الشيخ خزعل.
إن وصول جيوشكم المنتصرة إلى منطقة عربستان كان بارقة أمل، فقد أشرقت قلوبنا بالبهجة وتطلعنا إليكم لاستعادة الحرية التي لطالما ناضلتم من أجلها، متيقنين أن حضوركم سيحررنا من قبضة الدكتاتورية التي نخرت حياتنا على مدى ستة عشر عاماً. لكننا، للأسف، نشهد اليوم أن الذين رفعوا السلاح في وجوهكم يوماً ما، قد تولّوا حكمنا، وزاد ظلمهم لنا واضطهادهم بعد علمهم بولائنا لحكومة جلالة الملك البريطاني.
لقد قدمنا عدة عرائض لممثليكم بشأن مطالبنا وحقوقنا، والآن نتوجه إلى سعادتكم بطلب تدخلكم الكريم لضمان حقوقنا كشعب عربي، مماثل لما تتمتع به شعوب العالم العربي، مؤكدين في الوقت ذاته التزامنا الصادق تجاه حكومة جلالته. ونعدكم عهدًا رسميًا، باسم الله القدير، أن نبقى مخلصين ومستعدين للتضحية في سبيل حماية جميع مصالح حكومة جلالة الملك في منطقتنا، تمامًا كما كنا في عهد أميرنا الراحل، الشيخ خزعل، الذي لم يتوانَ عن تلبية مطالبكم.
إن صمتنا أمام ما نعانيه من بطش وقهر لم يكن قط نابعًا من خوف، بل احتراماً للمصالح المشتركة واستعداداً دائمًا للتضحية من أجلها. ومع تصاعد حدة الظروف، نطلب من سعادتكم التدخل العاجل خشية أن تؤدي الأوضاع إلى تطورات غير محمودة بيننا وبين الفرس.
نحن واثقون أن حكومة جلالة الملك لن تتجاهل مطالبنا، خاصة بعد كل ما قدمناه من ولاء في الماضي وما زلنا نبديه في الحاضر. تقبلوا منا أصدق مشاعر الاحترام والتقدير.