خامنئي يحمل أمريكا وإسرائيل مسؤولية سقوط الأسد
وصف المرشد الإيراني، علي خامنئي، السقوط السريع لنظام بشار الأسد في سوريا بأنه "مخطط مشترك" بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وأشار، دون ذكر اسم دولة محددة، إلى أن إحدى الدول المجاورة لسوريا لعبت "دورًا واضحًا" في هذا الحدث.
وصف المرشد الإيراني، علي خامنئي، السقوط السريع لنظام بشار الأسد في سوريا بأنه “مخطط مشترك” بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وأشار، دون ذكر اسم دولة محددة، إلى أن إحدى الدول المجاورة لسوريا لعبت “دورًا واضحًا” في هذا الحدث.
وقال خامنئي، بخصوص دور “الدولة المجاورة”، إن “هذا الأمر معروف للجميع”، لكنه شدد على أن “الفاعل المتآمر والمخطط الرئيسي” لانهيار نظام الأسد هما إسرائيل والولايات المتحدة.
ويبدو أن تصريحات خامنئي تشير إلى تركيا، حيث أكد بعض خبراء المنطقة أن سقوط نظام بشار الأسد انعكس إيجابيًا على مصالح أنقرة.
وتُعتبر تركيا واحدة من أهم داعمي المعارضة المسلحة السورية، ومع تراجع نفوذ إيران وروسيا في الساحة السياسية السورية، أصبحت أنقرة الفاعل الرئيسي في هذا الميدان.
وقد جاءت تصريحات خامنئي بعد ثلاثة أيام من سقوط نظام بشار الأسد، الذي ظل في السلطة لأكثر من عقد بفضل الدعم المباشر والعلني من إيران وروسيا، وبالرغم من استخدامه العنف الشديد ضد معارضيه في الداخل.
جدير بالذكر أن إيران لعبت دورًا بارزًا في الحرب الأهلية السورية على مدار السنوات الماضية، حيث أرسلت أعدادًا كبيرة من قواتها العسكرية، بالإضافة إلى مجندين أفغان وباكستانيين يقيمون في إيران ضمن تشكيلات “فاطميون” و”زينبيون”، الذين تم استقطابهم مقابل مزايا مالية وإقامات في إيران.
ورغم ذلك، لم تعترف طهران رسميًا بالتدخل العسكري المباشر، واصفة هؤلاء المجندين بـ”المستشارين”.
وتكمن أهمية سوريا لإيران في كونها الطريق الرئيسي للتواصل مع حزب الله اللبناني.
وأدت هذه العلاقة إلى جعل سوريا محورًا مهمًا في النفوذ الإيراني بالمنطقة، خصوصًا بعد الضربات الإسرائيلية الكبيرة التي استهدفت قادة بارزين في الحرس الثوري الإيراني في سوريا، من بينهم حسين همداني ومحمد رضا زاهدي.
في السياق ذاته، وبعد مقتل حسن نصر الله، الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني، الذي استثمرت فيه إيران لعقود، ألقى خامنئي خطابًا باللغة العربية دعا فيه شباب حزب الله وأعضاءه إلى “عدم اليأس”، وأكد لهم أنه بالرغم من جميع الهزائم التي واجهها “محور المقاومة” في المنطقة، فإن “النصر قادم”.
وفي خطابه كرر خامنئي هذه الوعود، متجاهلًا هزائم الفصائل المدعومة من إيران في العام الماضي. وزعم: “أؤكد لكم أنه بعون الله، ستتسع جبهة المقاومة في المنطقة بشكل أكبر من أي وقت مضى”.
ومع ذلك، تعرضت إيران لانتقادات واسعة النطاق في الأيام الأخيرة من قِبل مؤيدي النظام بسبب إحجامها عن تقديم دعم عسكري فعال للأسد.
لكن صحيفة “جوان”، المرتبطة بالمؤسسة الثقافية والفنية “رزمندكان الإسلام”، قالت إن “الصمت من قبل المسؤولين السياسيين، وخاصة العسكريين مليء بالدلالات ويشير إلى الأفعال لا الأقوال”.
من جهته، زعم قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، أنه رغم سقوط نظام بشار الأسد، فإن إيران لم “تضعف” في المنطقة، وإن سياسة “إسقاط إسرائيل” ما زالت مستمرة.
مع ذلك، يرى المنتقدون أن الخسائر البشرية والسياسية، إلى جانب الفشل في تحقيق أي من وعود مسؤولي إيران بشأن استرداد الاستثمارات المالية في سوريا، تُظهر أن طهران لم تجنِ أي فوائد حقيقية من تدخلها.